كتبت صحيفة “البناء”: الخبر هو إطلالة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة، الثالثة بعد الظهر، في إحياء لذكرى شهداء المقاومة الذين ارتقوا على طريق القدس، كما طلب السيد نصرالله توصيف شهاداتهم، وتحية لصمود غزة وبطولتها، كما ورد في الدعوة للمشاركة في الاحتفال في أربعة أماكن يتوزع عليها الحضور وفقاً لأماكن بلدات الشهداء. والمعني الأول سوف يكون كيان الاحتلال وقادته، حيث الانتظار على الجمر، وبفارغ الصبر لسماع ما سوف يقوله وما هي المعادلات التي سوف يرسمها لدور حزب الله في معركة غزة، وما هي شروط توسيع هذا الدور، وكان الكيان ومؤسساته الإعلامية وهيئاته الاستخبارية، قد انشغلوا بفيديو لثوانٍ يتضمّن مروراً عابراً وجانبياً للسيد نصرالله أمام ملصق يقول إن حزب الله هم الغالبون، هو كناية عن شعار الحزب. وخرجت التحليلات تتحدث عن معنى الرعب المقبل، ووفقاً لبعض المراقبين فإن قادة الكيان سوف يؤجلون أي قرارات كبرى، سواء عسكرية كمثل هجوم كبير أو سياسية كمثل صفقة كبرى، إلى حين التحقق مما سوف يقوله السيد نصرالله، كي لا تقع خطواتهم في خطأ الحسابات، ما يجعل الأيام الفاصلة عن الجمعة بعيدة عن التحوّلات الكبرى.
على الصعيد السياسي، أكدت مصادر قطرية أن الاتصالات حول هدنة إنسانية وتبادل أسرى مستمرة، فيما حملت صحيفة واشنطن بوست نقلاً عن مصادر عسكرية أميركية التوصل إلى اتفاق يسمح بدخول مئة شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة بدلاً من عشرين شاحنة، وهو ما يرجّح أن يكون له علاقة بوجود توافقات تتمّ على طاولة المفاوضات، بينما كان لافتاً إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بعد لقائه بعائلات الرهائن لدى قوات القسام، عن مناقشة مجلس الحرب لصيغة الكل مقابل الكل التي يقترحها أهالي الرهائن، والتي قالت القسام إنها جاهزة لها.
عسكرياً سجلت المقاومة إنجازاً كبيراً نوعياً أحبط الأوهام التي روجت لها قيادة جيش الاحتلال عن ما سوف تحمله العملية البرية بما يمحو آثار الصورة التي رسمتها معركة يوم السابع من تشرين. وقد جاءت معارك معبر وثكنة ايريز التي خاضتها قوات القسام مع كتائب الدبابات المنتشرة هناك، حيث أوقعت قرابة ستين قتيلاً وأحرقت أكثر من عشرين آلية بينها اثنتي عشرة دبابة، لتؤكد أن ما جرى في السابع من تشرين كان الصورة الحقيقية لتوازن القوى بين جيش الاحتلال والمقاومة وأن هذه الصورة سوف تتكرّر في كل مواجهة.
حضرت التطورات في الأراضي الفلسطينية والمنطقة في زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لقطر المحطة الأولى في جولة عربية. الى ذلك أعلن وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو أنه سيزور لبنان الأسبوع المقبل. وسيزور الوزير قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب البلاد. وأفاد مكتب لوكورنو بأنّ الزيارة تبدأ الأربعاء وتستمر حتى الجمعة وتهدف إلى «إعادة تأكيد تمسكنا باستقرار لبنان»، في أوج النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين، موضحاً أنّ الوزير الفرنسي سيلتقي قادة لبنانيين بينهم رئيس الوزراء نجيب ميقاتي.
وفي ما خصّ التحركات العسكرية، قصفت قوات العدو الإسرائيلية بلدة عيتا الشعب بأكثر من خمس قذائف مدفعية، كما سقطت القذائف على أطراف بلدتي علما الشعب واللبونة. في المقابل، أطلق حزب الله صاروخاً موجهاً نحو موقع عسكري في وادي هونين، وصاروخاً مضاداً للدروع على ثكنة مزرعيت، وصاروخين على موقع العباد العسكري. وقال حزب الله، إنه استهدف برج اتصالات بموقع «بركة ريشا» العسكري الإسرائيلي، قبالة القطاع الغربي من جنوب لبنان. كما أعلن الحزب أنه استهدف قوة مشاة إسرائيلية في موقع المالكية، وأوقع فيها «إصابات مؤكدة». وقال حزب الله، إنه قصف موقع «مسكاف عام» العسكري الإسرائيلي بالأسلحة المناسبة، ودمر قسماً من تجهيزاته الفنية والتقنية.
كما أعلن الحزب أن المقاومة استهدفت مسيرة إسرائيلية بصاروخ أرض جو وأصابتها بشكل مباشر وسقطت بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
رأت مصادر مطلعة لـ «البناء» أن حزب الله يعمل على استنزاف العدو مشيرة إلى أن عمليات الحزب حافظت على وتيرتها ضمن قواعد الاشتباك، فضلاً عن أن فعاليتها تضاعفت، في حين تراجع عدد الشهداء في صفوفه. واعتبرت المصادر أن الحزب يقود المعركة بدقة وهدوء بعيداً عن الحيادية، فلبنان ليس بمنأى عما يجري في المنطقة، فالمعركة على الحدود مع فلسطين المحتلة هي معركة الدفاع عن لبنان.
وفيما يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الجمعة المقبل في أول إطلالة له منذ بدء عملية طوفان الاقصى، أكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، «أننا جاهزون لاتخاذ الموقف الذي يحقق مصلحتنا في ردع العدوّ لكن هذا الموقف نقرّره نحن ونقدّر مصلحتنا الكبرى الوطنية والقومية فيه». وتابع: «حيثُ يجب أن نتحرّك سنتحرّك وحيث يجب أن نكون سنكون، وحيث يجب أن نفعل فِعْلَنا الرادع سنفعل ضمن رؤية تُسهم في ردع العدوان وفي ضبط غريزيّته الوحشيّة في الدفاع عن الذين يتعرّضون لهمجية لم يرَ التاريخ مثلها على الأقل في العصر الحاضر». وأشار إلى أن «هذه المعركة قد تطول وقد تسودها هدنات وقد تقترح اقتراحات لمبادلة أسرى ورهائن إلى ما ذلك، لكنّ القاعدة الأساس التي ينبغي أن نبني عليها إذا ما كانت هناك نافذةُ ضوءٍ للحل أن هذا العدوان سيتوقف أو لا يتوقف»، لافتاً إلى أنّ «المطلوب هو وقف العدوان فوراً والإبقاء على الجهوزية المقاومة باستمرار».
وقال رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط أمام حشد من المشايخ والمسؤولين الحزبيين وفاعليات بلدية واجتماعية وشخصيات: «مررنا بمراحل صعبة ودقيقة وخطيرة، لكن يبدو أن القادم أصعب بكثير، لا أستطيع أن أتنبأ بما سيحدث، لعبة الأمم كبيرة، نرى كيف أن شعوباً بأسرها يُضحى بها، لكن سيبقى الشعب الفلسطيني رغم الظروف». وأضاف: «كل ما أتمناه وأسعى إليه ألا نستدرج إلى الحرب، ندافع عن أنفسنا بالمدى الممكن، لكن ألا نستدرج للحرب». وأضاف: اليوم قرار السلم والحرب ليس بكامله بأيدينا، وما يجري في المنطقة. كنا قد رأينا الأساطيل الغربية تأتي الى نجدة «إسرائيل»، ولا نريد ان نحول المعركة اليوم الى يهودي ومسلم أو يهودي وعربي، لكن هناك طغمة حاكمة في إسرائيل تستبدّ. لكن تفاجأنا كيف كل هذا الغرب الذي يدّعي الديمقراطية وحقوق الإنسان وإلى آخره، كيف أنه يتغاضى عن المجزرة التي ترتكب بحق فلسطين في غزة والضفة. كل ما أتمناه من خلال النصح لبعض المسؤولين في لبنان، أكثر من لبنان لم نصل بعد، بأن لا نستدرج الى الحرب، الحرب حتى هذه اللحظة قائمة في الجنوب بوتيرة عالية، لكن لا نريد أن يُستدرج كل لبنان الى الحرب ولا اعتقد أن فيها فائدة. ففي حرب 2006 كان هناك جاك شيراك والملك عبدالله وحسني مبارك.
وأشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى ان هناك توقيتاً لغاز لبنان وهم يقومون بتأخيره، وأدعو أنه عندما تنتهي هذه الحرب أن يتغيّر موقع لبنان في موضوع التفاوض على الغاز.
ولفت باسيل، الى أنه «مع تحييد لبنان عن مشاكل المنطقة، ولكن بالأمر الواقع نحن منخرطون بسبب موقعنا، وأميركا لا تريد توسيع الحرب وحزب الله وإيران لا يُريدان توسيع الحرب وحتى اليوم العملية مضبوطة وضمن قواعد الاشتباك».
وشدد باسيل على ان «إسرائيل» لم تكن يوماً بحاجة الى عذر لتعتدي علينا و7 تشرين الأول سيفرض معادلة جديدة والخسارة سجلت على «إسرائيل».