أكد الأكاديمي والباحث بالشأن الإسرائيلي د.محمد هلسة أن الولايات المتحدة الأميركية هي التي تقود المعركة في غزة، حيث لم تعد إدارة نتنياهو قادرة على اتخاذ قرار متوازن يراعي مصالح لحلفاء إسرائيل بما فيها الولايات المتحدة.
وفي حديث مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج “مع الحدث” أشار محمد هلسة إلى أن ما يريده الأميركي في غزة الآن هو ما أراده منذ 75 عاما حينما أنشا الكيان المحتل ورعاه وتعهد باستمرار قوته وسيطرته في الإقليم.
وقال: ما نشهده من إسرائيل الآن لم يأت في ليلة وضحاها، فالذي تفعله إسرائيل الآن هو امتداد لحالة استعمارية طويلة، وهي تستند في كل ما تفعله إلى تجربة طويلة جدا مع العرب -تحديدا الرسميين- بأنها ضربت وقتلت واعتدت وحصلت من الأميركي والمنظومة الاستعمارية الغربية على غطاء وفر لها أن تكون فوق القانون.
وأشار إلى أنه وبالتالي فإن ما تفعله إسرائيل الآن ليس بمعزل عن سياق استعماري طويل توجد فيه قوى غربية مساندة وداعمة إلى جانب حالة عربية متردية تصيبها حالة من الشلل وانعدام وغياب الإرادة واستلابها أمام البعبع الصهيوني أميركا والاستعمار والغرب.
وأضاف: لكن حينما يأتي بضع مقاتلين متسلحين بالإيمان والإرادة والعتاد البسيط ويمرغوا أنف هذه الأسطورة والسطوة ويطيحوا بها.. فهذا عظيم في النفسية الأميركية والإسرائيلية، حيث أنها ربيبتهم ومشروعهم المتقدم.
وشدد على أن الولايات المتحدة ليست فقط شريكاً وإنما هي تقود المعركة في غزة، حيث يقول الإسرائيليون أنفسهم إن نتنياهو يتهرب من قضية الضعف الذي يعيشه كمنظومة وهو تارك الحبل على الغارب إلى القيادة الأميركية والجنرالات الأميركيين ليقودوا المشهد.
وأكد أن: الذي يجري الآن هو أن الإدارة الأميركية رأت في هذا التداعي بأن المنظومة العسكرية والسياسية في إسرائيل غير متوازنة ولم تعد قادرة على اتخاذ قرار متوازن حكيم يراعي المصالح لهذه المنظومة ولحلفاء إسرائيل بما فيها الولايات المتحدة.
وخلص إلى القول: لذلك فإن التداعي الأميركي على المنطقة لا يأتي فقط من باب منع حماس وحلفائها من التدخل لشعورهم باللحظة الضعيفة في إسرائيل.. وإنما أيضا لمنع إسرائيل من التهور وأن تغوص أكثر في وحل الاجتياح البري.