لم يتبدّل شيء كثير في الواقع الميداني الذي يشهده الجنوب يوميّاً وتسخن معه خطوط تبادل القصف الصاروخي والمدفعي عبر الخط الأزرق.
ويبدو أنّ الأيام المقبلة ستشهد تركيزاً متصاعداً على زيادة الاستعدادات الطارئة على مستوى الوزارات والإدارات كافة وفق الخطط التي وافق عليها مجلس الوزراء الأسبوع الفائت بما يؤشر إلى ارتفاع منسوب الجدية في الاستعدادات الى ذروته في ظل المخاوف المتصاعدة المتأتية عن التصعيد الميداني الجاري عند الحدود الجنوبية مع إسرائيل.
ودعوات الدول لرعاياها لعدم التوجه إلى لبنان، من مؤشر واضح حيال عدم استبعاد نشوب حرب تطاول لبنان بنيرانها.
وإذا كانت أوساط محلية عدة تراهن على تراجع حدة الحرب الإسرائيلية الفلسطينية في غزّة بما يؤثر إيجاباً على تراجع اخطار المواجهة بين إسرائيل و”حزب الله”، فإنّ هذه الرهانات تهتزّ ولا تُشكّل ضمانات كافية في ظل معالم تصعيد الهجمات في غزة”.
وكتب نذير رضا في ” الشرق الاوسط”: بدأت الحكومة اللبنانية بإعداد خطة عملانية للطوارئ في حال حصول أي مستجدات، ليكون لبنان حاضراً للتعامل مع أي تطور، بالتنسيق مع المنظمات الدولية، وتشمل عمليات الإيواء والإسعاف والعمل الإنساني والإغاثي. وأوضح وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين المكلف من قبل الحكومة بالتواصل مع المؤسسات الدولية، أن الخطة تقوم على الاستجابة الفورية لأي طارئ، وذلك تحت إدارة اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث وبالتنسيق بين الوزارات والإدارات والجمعيات والمنظمات الإنسانية.
وتتضمن الخطة تقسيماً للمناطق اللبنانية حسب احتمالات الحرب. وقالت مصادر مواكبة للإجراءات إن المناطق تبدأ من تلك التي يمكن أن تتعرض لقصف عنيف وتحتاج إلى إخلاء، وهي المنطقة الواقعة في جنوب الليطاني، أي منطقة عمليات قوات “اليونيفيل”، وتلحظ مراكز إيواء مؤقتة وعاجلة فيها لنازحين محتملين.
ما المنطقة الثانية فهي الواقعة على بُعد 60 كيلومتراً من الحدود، التي يُفترض أن تستقبل النازحين المدنيين وتمثل خط إمداد لوجستي وإسعافي متقدماً، في إشارة إلى المناطق الواقعة شرق صيدا وجبل لبنان الجنوبي في الشوف وإقليم الخروب. أما المنطقة الثالثة فهي منطقة الإيواء الواقعة في الشمال وشرق بيروت وجبل لبنان الشمالي وقضاءي عاليه وبعبدا.
حكومياً أيضاً، كان وزير الشؤون الاجتماعيّة في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجّار عقد اجتماعاً تنسيقياً مع الجمعيّات والهيئات المحليّة واتفقوا على ضرورة تفعيل العمل بمنصّة موحّدة لجمع البيانات الخاصة بالنازحين اللبنانيين من جهة والبيانات الخاصة بالجمعيات من جهة أخرى، والتنسيق بين الوزارات والبلديات والمنظّمات الدولية لإشراكها في خليّة الأزمة.
وتنسق الحكومة في هذه الخطة مع تحركات الأمم المتحدة التي بدأت تحضيراتها في الأسبوع الماضي، إثر التطورات الأمنية في الجنوب، حسبما قالت مصادر أممية لـ«الشرق الأوسط».
وتشمل الخطة ضمانة وصول النازحين المدنيين إلى أماكن آمنة وتوفير الرعاية والاحتياجات الإنسانية لهم، وتأمين الأدوية والمستلزمات الطبية والأغذية، وذلك بالتنسيق مع المنظمات الدولية وشركائها في المجتمع المدني، ومن ضمنها ««الصليب الأحمر الدولي» ومنظمة الصحة العالمية.
وبالفعل، عجّلت منظمة الصحة العالمية بتسليم إمدادات طبية حيوية إلى لبنان للمساعدة على الاستعداد لمواجهة أي أزمة صحية قد تحدث.
ووصلت إلى بيروت يوم الثلاثاء الماضي، شحنتان من مركز الإمدادات اللوجستية التابع للمنظمة في دبي، وتضمنتا كمية كافية من الأدوية واللوازم الجراحية ولوازم العلاج لتلبية احتياجات ما بين 800 و1000 مصاب.
وتعمل وزارة الصحة اللبنانية على تحديد مستشفيات الإحالة التي ستتلقى هذه الإمدادات بالغة الأهمية.