كتبت صحيفة “الجمهورية”: 11 شهراً من الفشل المتمادي مرّت على الشغور الرئاسي، وإذا حسبنا، وفق الدستور، مهلة الشهرين اللتين تسبقان تاريخ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، حيث من واجب مجلس النواب انتخاب الرئيس، فنكون قد تجاوزنا السنة الأولى للفراغ ودخلنا السنة الثانية من الفشل القاتل للبلد.
وعلى رغم جولات الموفدين التي تتسارَع حيناً وتبرد احياناً، ورغم كل التحليلات والتسريبات، فإنّ الفراغ الناجم عن تعادل ميزان القوى في مجلس النواب ورفض البعض مبدأ الحوار، يمكن أن يستمر لأشهر أو حتى سنوات بعد. ولا شيء يَشي بقرب اقتراح الحل وخروج لبنان من النفق المظلم.
ومن شأن استمرار هذا الشغور أن يشل الحكم، ويترك مقاليد السلطة في يد حكومة مؤقتة منقسمة وضعيفة، ويزيد من تعطيل الإصلاحات الاقتصادية ويعيق الاتفاق مع صندوق النقد الدولي في وقت يحتاج فيه لبنان بشدة إلى طَي صفحة أربع سنوات من الأزمات السياسية والمالية والاقتصادية والاجتماعية وتجنب خطر عدم الاستقرار.
وتشير مصادر دبلوماسية الى ان اللجنة الخماسية لا تملك قوة الدفع اللازمة لإحداث خرق في جدار الازمة الرئاسية اللبنانية لأنّ قرار محاصرة لبنان وخنقه لم يرفع بعد، وبالتالي ان الازمة الرئاسية هي جزء من معضلة أكبر لم تنضج ظروف إيجاد حل لها.
في مقابل هذا المشهد القاتم، تستمر معاناة اللبنانيين من أزمة النزوح والهجرة غير الشرعية، من دون أي خطة جدية لمعالجته. وتتبارى القوى السلطوية والسياسية في الثرثرة علانية ولا تفعل شيئاً في الواقع.
بو حبيب يتحدث لـ«الجمهورية»
في هذا السياق، عاد لبنان الرسمي من نيويورك، كما ذهب، خالي الوفاض من اي حلول لأزمة النازحين، نتيجة التصلب الغربي لا سيما الاميركي، في منع عودتهم قبل الحل السياسي في سوريا، والذي يريد الغرب فَرضه على السلطات السورية الرسمية.
وقال وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب لـ«الجمهورية»، بعد مشاركته مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في الجمعية العامة للامم المتحدة واللقاءات التي عقداها مع زعماء وممثلي الدول، انّ القرار الدولي يتلخص بأن «لا عودة للنازحين» ولن يدفعوا لهم اذا عادوا، فيفضّل النازح عندها البقاء حيث هو».
وكشف بو حبيب ان دول الغرب مهتمة اكثر بالوضع في اوكرانيا، وقال رداً على سؤال عن البدائل التي يمكن ان يلجأ اليها لبنان وسوريا: سندرس البدائل، وهناك فريق مختص في وزارة الخارجية يقوم بوضع الاقتراحات، وسنبحثها خلال زيارة دمشق بعد عودتي، ونستمع الى المقترحات السورية البديلة.
جلسة حكومية: مجرد فكرة
وفي هذه الاجواء ترددت معلومات عن تحضيرات لتوجيه دعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء في وقت قريب، لكن مصادر حكومية اكدت لـ«الجمهورية» ان لا جدول اعمال حاضراً بعد وإن كانت القضايا الملحّة المؤجلة من جلسات سابقة او تلك التي باتت على هذه اللائحة متعددة ومتنوعة وتتناول مختلف القضايا المعروفة من الجميع.
وأضافت المصادر أن رئيس الحكومة الذي سيعود غداً الثلاثاء الى مكتبه في السرايا بعدما عاد من الأردن حيث امضى أياماً عدة الى جانب عائلة شقيقته وشارك في مراسم دفنها، سيبدأ درس مشروع الدعوة الى جلسة بعد ان يكون قد تقبّل التعازي اليوم من قبل المسؤولين اللبنانيين والديبلوماسيين المعتمدين في لبنان على مرحلتين ظهراً ومساء بوفاة شقيقته في البيال.
بري يعزّي ميقاتي
وكان ميقاتي قد تلقّى في منزله تعازي رئيس مجلس النواب نبيه بري ترافقه عقيلته، حيث اقتصر الحديث في حضور أفراد العائلتين وعائلة شقيقه طه ميقاتي على قضايا اجتماعية، وان تطرّق الحديث الى قضايا سياسية فقد اقتصر على العموميات في ظل اجواء أوحَت بأن كل شيء على حاله ولا جديد يمكن التوقف عنده، وان المواقف ما زالت كما هي مفروزة ولم يتحقق اي خرق على اي مستوى بعد، وانّ البلاد تنتظر مساعي موفدي اللجنة الخماسية من أجل لبنان.
لا موعد للودريان بعد
وقالت مصادر سياسية وحكومية مطلعة لـ«الجمهورية» ان لا موعد محدد للزيارة الرابعة للموفد الرئاسي الفرنسي الشخصي الوزير جان ايف لودريان، الذي عاد نهاية الاسبوع الماضي الى باريس مُنهياً زيارته الى الرياض حيث التقى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والوزير المفوض نزار العلولا والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري.
المهمة القطرية مستمرة
وعلى مستوى الوسيط القطري الشيخ جاسم بن فهد آل ثاني، فقد أفادت مراجع مطلعة «الجمهورية» انه ما زال في بيروت يحصي نتائج جولته غير المعلن عنها ليستأنفها الأسبوع الجاري بزيارة متوقعة الى السرايا الحكومية، بعد ان يعود ميقاتي غداً الى مكتبه في أعقاب الزيارة المطولة الى نيويورك حيث شارك في اجتماعات الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والأردن لأسباب عائلية، للتشاور في ما آلت اليه مهمته.
ولفتت المصادر الى أنّ مهمة الموفد القطري السرية مستمرة ولا حاجة للحديث عن مستقبلها وما تحقق منها وما يمكن ان تؤدي اليه. فهو ما زال في مرحلة استكشافية دقيقة يُحصي المواقف ويبحث عما يمكن ان يقوم به في المرحلة المقبلة للنفاذ باتجاه اي خطوة عملية ايجابية، سواء أكملَ الموفد الفرنسي مهمته او علّقها لاسباب مختلفة، فهما متكاملان يتبادلان المعلومات بطريقة منتظمة سواء بالوسائل الديبلوماسية أو عبر اللقاءات غير المعلنة والاتصالات المباشرة بين أعضاء فريق عمل كل منهما.
السيد نصرالله يتحدث اليوم
وفي هذه الأجواء، يطل الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله الثامنة مساء اليوم في خطابٍ يتناول فيه المستجدات على الساحتين المحلية والإقليمية.
باسيل يحذّر من إلغاء لبنان
من جهته، اعتبر رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل انّ تَدفق النازحين بالآلاف على الحدود عبر معابر غير شرعية ومعروفة، يتم بتشجيع دولي وبتواطؤ داخلي، واكد انّ لبنان «لم يعد يحتمل والخطر اصبح كبيرا».
أضاف: «هذا النوع من النزوح الجديد، المكوّن من شباب، نخاف ان يكون لديه خلفيات او نتائج امنية، ونكون قد انتقلنا من النزوح القسري للاقتصادي للأمني للالغائي، بمعنى إلغاء لبنان. من جديد، نُنبّه من خطر وجودي حتمي على لبنان، ونطالب بإغلاق الحدود. يتهموننا اننا نتناولهم بالرئاسة، كل همّهم الرئاسة وارضاء الخارج».
واشار الى أنّ «أعداء لبنان هي الجهات الدولية التي ترسم خرائط تفكيكية وتهجيرية في المنطقة، وتضرب فكرة الدولة فيها، وتعمل لإفقارنا وتحمي منظومة النهب الداخلي التي سرقت اموالنا. المنظومة التي رَهنت قرارها للخارج، كبّلت لبنان بالفساد، وهجرت المواطن بدل أن ترسّخه بأرضه من خلال مشاريع الإنتاج».
وقال: «نحن غير مستعدين أن نكون بأي حوار معلّب ومفروض بشروطه يوصلنا الى مسرحيّة مَمجوجة – يَلّي داعي عليها مش مصَدّقها – ونحن دائماً مستعدون لأي حوار منتج وجدّي، وليس شكلياً ومضيعة وقت».
من جهة أخرى، أطلقت شائعة عن تعرّض موكب الرئيس السابق ميشال عون والنائب جبران باسيل لاعتداء ومضايقات خلال جولة لهما في البقاعين الاوسط والشمالي، غير أنّ «التيار» نفى ذلك لاحقاً.
عوده يجدّد تحذيراته
أكد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، امس، أن «الدول المهتمّة بلبنان منزعجة من تصرُف كافّة الأطراف فيما يتمادى المسؤولون في عدم تحمُّل المسؤولية وإطالة عمر الفراغ». وقال انّ «بلدنا بحاجة إلى سلطة تُعالج كافة المشاكل التي تعترضة وتُثقل كاهل أبنائه، وكلّما طال المأزق كلّما فرغ لبنان من أبنائه».
أضاف: «مؤسف أيضاً ما نسمعه على لسان الزعماء والمسؤولين الذين يتهم واحدهم الآخر ويتبادلون اللوم والتعيير والإدانة، مَدفوعين بغايات ومصالح لا تفيد البلد ولا تخرجه من الهوة الواقع فيها. كل طرف يُلقي بتهمة تعطيل انتخاب رئيس على عاتق الآخرين. قد يكون الأمر صحيحاً، ولكن من منهم يسهل الأمر، تاركاً مصالحه وشروطه وارتباطاته، داعياً فقط إلى تطبيق الدستور وانتخاب رئيس يكون قائداً ملهماً وملهماً، صاحب رسالة إصلاحية، لا زعيماً يتبعه الناس ظالما كان أو مظلوما؟
«الشتوة الاولى»
في مشهد يتكرر كل عام، غرق عدد من الطرق والشوارع في مناطق متعددة، بهطول الأمطار الأولى هذا الخريف أمس، وحوصر مواطنون داخل سياراتهم وفي منازلهم.
وأفيد أن عناصر الدفاع المدني في جونيه عملت على سحب سيارتين وإنقاذ مواطنين احتجزوا بداخلهما مساء أمس على المسلك الشرقي للأوتوستراد قرب جسر «معهد الرسل»، بسبب تشكّل برك المياه نتيجة غزارة الأمطار. كذلك اجتاحت السيول المطاعم وكاراجات السيارات وسحبت دراجتين الى البحر. كما أفيد عن غرق أوتوستراد شكا بمياه الأمطار.