قالت عدة مصادر مطلعة إن المفاوضين الفلسطينيين يعاملون اتفاق التطبيع المحتمل بين “إسرائيل” والمملكة العربية السعودية بتشكك، على الرغم من الإشارات الإيجابية ظاهريًا من المسؤولين الفلسطينيين.
وبحسب تقرير لصحيفة “الغارديان”، يشعر الفلسطينيون بالقلق من أن أي اتفاق من هذا القبيل لن يؤدي إلى تنازلات ذات معنى تجاه السلام أو إنهاء الاحتلال المستمر منذ 56 عاما للقدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة.
ووصف المسؤولون السعوديون مرارا القضية الفلسطينية بأنها “مهمة للغاية”.
وقال مصدر دبلوماسي فلسطيني طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام: “لا أتوقع أن يحدث هذا في أي وقت قريب.. حقيقة أن السعوديين يتحدثون عن الملف الفلسطيني على أنه أسهل في التعامل معه من الملف النووي تظهر حجم العمل الذي يجب القيام به”.
وأشار أحد المصادر المطلعة على العملية إلى أن الفلسطينيين قد لا يكون لديهم خيار في هذا الشأن.
وقال: “لقد قطع السعوديون الكثير من التمويل عن الفلسطينيين في عام 2021 وهم الآن يستخدمون هذه الأموال كأداة للمساومة”.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته: “إنهم يقولون: إذا كنت تريد منا استعادة التمويل، فسيتعين عليك أن تتماشى معنا، ولا يمكنك قول أي شيء يتعارض معنا وضد عملية التطبيع”.
ومنذ عام 2020، وفي اتفاقيات توسطت فيها إدارة دونالد ترامب، وافقت الإمارات والبحرين والمغرب والسودان على تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المخاوف المشتركة بشأن إيران.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن اتفاقات أبراهام، كما تُعرف، تقوض بشدة احتمالات السلام وحل الدولتين.
وحتى الآن، تلتزم السعودية بمبادرة السلام العربية، وهي اقتراح تقدمت به الجامعة العربية منذ عقدين من الزمن ويتعهد بعدم الاعتراف الدبلوماسي بـ”إسرائيل” دون تسوية عادلة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وعلى عكس الجولات الأولى من محادثات اتفاقات إبراهيم، التي لم تكن هناك مشاركة فلسطينية فيها، قالت السلطة الفلسطينية إنها هذه المرة مستعدة للعب دور نشط في المفاوضات.