بعد سبعة عشر عاماً على الانتصار الكبير الذي حققه لبنان بشعبه ومقاومته بتحرير جنوبه من الاحتلال الاسرائيلي، كان الأخير على موعد مع “تحرير ثاني”، انتصار عظيم آخر، تمثل بتحرير جرود سلسلة لبنان الشرقية من الجماعات الارهابية في عملية عسكرية نوعية تمّت بالتعاون مع الجيش اللبناني.
وقال الباحث السياسي وسيم بزي في حديث لبرنامج مع الحدث علی شاشة قناة العالم الاخبارية: ان اصحاب المشروع المتواطئ مع الارهاب في الداخل اللبناني لازالوا هم انفسهم خطابهم لم يتغير وارتباطهم بالمشروع الاقليمي الذي نظر وحذر على هذا الارهاب لازال على نفس الوتيرة، والارهاب نفسه لازال يستخدم كاداة في البادية السورية لتبرير بقاء المحتل الامريكي الذي ينهب سوريا وثرواتها وكل هذا اكد عليه سماحة السيد نصر الله.
واضاف بزي انه منذ ايام قليلة شهدنا استهداف لاحد الارهابيين المسؤول عن تفجيرات منطقة السيدة زينب (ع) في دمشق والقى بنفسه من الطابق السابع في حي السلم حينما وصل اليه امن المقاومة ، ما يدلل على ان خلفية هذا المشروع الارهابي الذي هزم بإرادة وتضحيات المقاومة والجيش السوري ومعهم الجيش اللبناني في محطة معينة من معركة الجرود لازال بخلفيته موجود امريكيا يستثمر به وان كان الاطار العام العريض لهذا المشروع قد تم هزيمته وتحطيمه.
من جانبه اشار العضو في البرلمان السوري خالد العبود الى حديث سماحة السيد نصر الله عندما تحدث عن ان الجيش اللبناني في اللحظة التي سمح له بها ان يكون حاضرا ابلى بلاء حسن ولم يختلف عن ابناء المقاومة ولا ابناء الجيش السوري.
واضاف ان اكبر انجاز حصل ليس فقط في التحرير ولكن ان القوة الضاربة للمقاومة وللجيش العربي السوري والجيش اللبناني والحشد الشعبي وغيرهم في العراق وحرس الثورة الاسلامية في ايران بالاضافة الى المقاومات الفلسطينية المتنوعة اصبحنا نتحدث عن خارطة عسكرية ميدانية انجزت انجاز كبيرا بعيدا عن كل الانتصارات ، فيكفي انها انجزت هذا الانجاز العسكري الميداني وهو العنوان الذي يخشاه الكيان الاسرائيلي.
وتابع عبود ان كل ما نتابعه في هذه اللحظة هو له علاقة بهذه الخارطة العسكرية وبامن الكيان الاسرائيلي. ما يعني ان الولايات المتحدة لم تعد تفكر بالمنطقة انها سوف تسيطر عليها وتتفرد بقيادة العالم من يظن هذا الظن فهو واهم ، واشار الى ان الذي يحصل ان الولايات المتحدة الامريكية تحاول تفكيك هذه الخارطة العسكرية الميدانية ضمانا لامن كيان الاحتلال الاسرائيلي سواء على مستوى ما يحصل في الاحتلال في سوريا وما يحدث في السويداء والمداهمات في الضفة الغربية والتهديدات لحزب الله وبعض الزوايا الفوضى في لبنان وغير لبنان كل هذا يهدف لتفكيك هذه الخارطة التي انجزها هذا الجسم العسكري الجبار والذي افشل الولايات المتحدة الامريكية.
هذا وبفضل هذه التضحيات والإنجازات للمقاومة، كان التحرير الثاني، إذ أثبتت المعركة بمراحلها المختلفة، وبنتائجها أن المقاومة هي فعل مصدر قوة للبنان في كل الظروف والأوقات.