رفضت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك، في أعقاب لقائها مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في العاصمة القطرية الدوحة اليوم الأربعاء، تطبيع الدول العربية مع سوريا، ودعت هذه الدول، الى عدم إعطاء انطباع بالتطبيع بدون “خطوات ضرورية من أجل الشعب في سوريا”، ولفتت إلى ضرورة اتباع نهج “خطوة بخطوة”.
-لا ندري ما دخل المانيا بعودة سوريا الى الجامعة العربية؟، اذا لم يكن هذا تدخلا في شؤون دولة ذات سيادة، ماذا يمكن ان يكون؟، هل تقبل هذه الوزيرة الالمانية، ان تعترض دولة عربية، على انضمام اوكرانيا الى الاتحاد الاوروبي؟، الا ستصف مثل هذا الاعتراض بانه تدخل في الشؤون السيادية للدول الاوروبية؟.
-اذا كانت هذه الوزيرة صادقة في دفاعها عن الشعوب، فلماذا لا تطالب بمحاكمة بوش وعصابته، المتورطين بقتل مئات الالاف وتشريد الملايين في العراق وافغانستان ؟، الم تكن المانيا هي نفسها، من بين الدول التي ارسلت قوات لغزو افغانستان والعراق، الا يجب محاكمة مسؤوليها؟.
-في العام الماضي زارت هذه الوزيرة منطقة الشرق الاوسط، وقالت حينها انها “اختارت إسرائيل عن عمد لتكون المحطة الأولى لجولتها”، نظرا للعلاقات “الفريدة والوثيقة والمتنوعة التي تربط بلادها بإسرائيل”، واكدت “إننا نتمسك بمسئوليتنا التاريخية الخاصة عن أمن إسرائيل.. وألا ندع مسئوليتنا عن فظائع الهولوكوست تذهب في طي النسيان”، هنا نسأل: إين وقع الهولوكوست في فلسطين ام في المانيا؟، اذا كانت في المانيا فما هو ذنب الشعب الفلسطيني ان يدفع ثمن جريمة اقترفها أجداد بيربوك؟، واذا كانت بيربوك تتمتع حقا بهذا الاحساس المرهف، فلماذا لا تذرف حتى دمعة تمساح واحد على ضحايا “الهولوكوسات” التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي ومنذ 75 عاما بحق الشعب الفلسطيني؟.
-ان محاولة بيربوك الظهور بمظهر الحريص على الشعب السوري، هو مظهر مقزز وفاضح وسخيف، فالعالم بات يعرف من هي المانيا، التي قدمت السلاح الكيمياوي للطاغية صدام ، الذي استخدمة بعلمها ضد الشعبين العراقي والايراني.
-العالم ايضا يعلم ان المانيا كانت من اوائل الدول التي مولت الحرب على سوريا بالمال والسلاح، ودعمت داعش، فقط من اجل خدمة “اسرائيل”، من خلال اضعاف سوريا وتقسيمها وشرذمة شعبها، وهو هدف مازالت المانيا تعقد الامال على تحقيقه، لذلك نراها تعارض وبشدة تطبيع الدول العربية علاقاتها مع سوريا.
-ان النفاق الغربي، لم يعد خافيا على أحد، فالدول العربية، حتى تلك التي انخدعت في البداية بالنفاق الغربي، وتورطت في الحرب على سوريا، بدأت بتصحح مواقفها، عبر التطبيع مع سوريا، من دون ايلاء ادنى اهتمام بالمواقف الغربية الرافضة للتطبيع، ومن بينها موقف بيربوك هذه.