اختتم معهد الامام الصادق للعلوم القرآنية، المجالس العاشورائية بمجلس حسيني في الغازية بحضور نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب ومفتي صور وجبل عامل القاضي العلامة الشيخ حسن عبدالله ورئيس المحكمة السنية في صيدا الشيخ القاضي محمد ابو زيد ممثل المرجع السيد علي السيستاني في لبنان السيد حامد الخفاف وعدد من رجال الدين.
حضر أيضا النائب علي حسن خليل وعضوا هيئة الرئاسة في حركة “أمل” النائب قبلان قبلان وخليل حمدان، عضوا المكتب السياسي للحركة طلال حاطوم ومحمد غزال، المفوض العام لكشافة الرسالة الاسلامية قاسم عبيد على رأس وفد من قيادة الكشاف الرسالي، عضو قيادة الحركة عادل عون، العميد محمد سرور، المسؤول التنظيمي للحركة في اقليم الجنوب نضال حطيط وحشد من المواطنين.
قدم المناسبة الشيخ علي قلقاس مشيرا الى أهمية التمسك بالقرآن الكريم واحكامه والعمل به. وتلا آيات من القرآن الكريم حسن تقي.
وألقى العلامة الخطيب كلمة قال فيها: “لم تكن حركة الإمام الحسين وثورته أول حركة إعتراضية على الواقع الذي ساد منذ وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قام الإمام الحسين عليه السلام بهذه الثورة المباركة أولاً مبدئياً موضوع حق النقد والإعترض هو أمر ورد أساساً في تكوين هذه الأمة “كنتم خير أمةٍ أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر” هذا من حيث المبدأ ومن الطببعي أن السلطة في هذه الأحيان تذهب نحو الإنحراف والحاكمون موضوع السلطة هو موضوع منافع وواجهات تُغري الإنسان حينما لا يكون محصناً بالدين وبالتقوى، السلطة تعرض إمتحانا كبيرا لمن يكون فيها لذلك هي في غاية الأحيان تكون في حالة قمع للمعارضة لأن حالة الإعتراض تُنبه وتلفت الناس وتحذر من انحرافات السلطة التي تحصل، وبالتالي من هو في السلطة لا يقبل الإعتراض بشكل عام، فموضوع الإعتراض كما ذكرت لم يبدأ مع ثورة الإمام الحسين التي هي أعلى صورة من صور الإعتراض على السلطة”.
أضاف: “هناك حركات متعددة حصلت فيها اعتراضات على تصرفات السلطة بدأت مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه بعد وفاة رسول الله ، وبعدها مالك بن نويره أيضاً قام بحالة إعتراض حينما رفض اعطاء الزكاة وأعتبر طبعاً بأنه مرتد وقُتل بصورة بشعة وبني بزوجته في نفس الليلة مما يوضح ان قتله كان لهذا الغرض وهي تعطي صورة واضحة عن الشكل الفاضح للسلطة وحمايتها للفساد والمفسدين من ازلامها، كما قام ابو ذر الغفاري بحركة إعتراض قوية في عهد الخليفة الثالث عثمان، على طريقة التصرف بالأموال وكانت النتيجة أنه نُفي مع ابنته إلى الشام أولاً ثم آخر مصيره بعد ذلك بعد أن تصرف الخليفة معه بشكل قاسٍ ان نفي إلى الربذه ومات وحيداً، إلى هنا كانت الإعتراضات تقريباً إعتراضات فردية ولم تجد لها كثيرا من التجاوب إلى أن وصل الأمر إلى أن بعض المجتمع نتيجة تصرف الأمويين في الظلم والقتل والسلب والنفي أن المجتمع ماتت فيه حالة الإعتراض نتيجة القمع واستخدام اشد اساليب القمع من القتل والسجن ومصادرة الاموال والنفي بل وصل الحال ان العقاب لم يقتصر على الشخص وانما الى اسرته وعائلته وكاد الانحراف أن يصبح حينئذٍ ديناً ليتحول الدين تحولاً كاملاً في المجتمع، لقد مات الدين في نفوسهم وأصبحوا يتصرفون حسب أهوائهم ومصالحهم، كثير منهم خاف و كثير منهم واجه السلطة، كثير منهم رشتهم السلطة وواجهوا مصيرهم المحتوم لكن في النهاية حققت هذه الممارسات القمعية مرادها وقضت على ارادة المجتمع في الاعتراض وتصويب الامور والاصلاح”.
وتابع: “هنا جاءت حركة الإمام الحسين سلام الله عليه التي اتخذت طابع المأساة لانه لم تعد هناك من وسيلة لاستنهاض المجتمع الذي استكان وخضع خضوعا تاما للسلطة وجبن عن القيام بواجبه في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، لم يبق من وسيلة سوى القيام بهذه الخطوة أن يخرج الإمام الحسين مع ثلة من أصحابه ويأتي الى العراق ثم يستشهد في هذا المكان وبهذه الصورة التي سمعنا فيها كلنا السيرة الحسينية التي فضح فيها النظام الاموي وكشف عن وجهه الحقيقي الذي لا يمت إلى الإسلام بصلة”.
وقال: “ما حدث في كربلاء بأهل البيت في هذه المجزرة الرهيبة التي عبرت عن مدى السقوط الاخلاقي لهذه السلطة، وبالتالي جرى ما جرى. اليوم نحن بالعام ١٤٤٥ للهجرة سنة 60 للهجرة يعني حوالي تقريباً ألف سنة ورغم كل الملاحقة والظلم فكل الأنظمة تتبع نفس النهج الأموي والنهج العباسي وغيرهم إتبعوا نفس النهج ، فاليوم نرى عاشوراء بهذه السعة في الاحياء وبهذا الحضور والمشاركة الواسعة التي لا تجد لها مثيلا في العالم للمتمسكين بخط اهل البيت ولحركة الامام الحسين واهدافها الاصلاحية حرصا على الدين والأمة التي هي من صميم الدين ، ماذا يعني هذا؟ يعني هذه الحركة الحسينية وانصارها اقوى من محاولات طمسها وتغييبها، فهذه الحركة كانت تأثيراتها قوية وعميقة الى الحد الذي لم تستطع الأنظمة على مدى هذه الفترة وعلى مدى هذا الزمن ان تقمعها وتقضي عليها رغم كل محاولات التشويه والمحاصرة ورغم كل ذلك انتجت موجات من الإعتراض المتتابعة في المجتمع الإسلامي”.
أضاف: “من طبيعة كل نظام كما ذكرت ان يحاول قمع حركة الوعي في المجتمع الذي يحمل مشروع الإصلاح، هم يمنعون في المجتمع الذين يؤدون دورهم ويقيمون بهذه الوظيفة ليصلوا إلى هذه النتيجة، نتيجة الإصلاح والوعي في المجتمع المفترض هم الذين يمتلكون الوعي، الوعي أولاً لأهداف الثورة الحسينية، الإيمان بها والإخلاص لها، الإخلاص للمجتمع ولا يمكن حينما تخلو الساحة من هؤلاء الذين يمكنهم أن يكملوا هذه الرسالة وأن يؤدوا هذه المهمة حينئذٍ هذه الساحة لا تقبل الفراغ سيأتي من يملأها .إذا كان الواعون لا يقومون بمهمتهم فالجهلة هم الذين سيتصدون لهذه المهمة وبالتالي بدل أن ينفعوا سيضرون ويؤدون خدمة للسلطة، والضرر سيكون اكبر في النهاية ، لقد حاولت السلطة على مدى العصور الماضية، العصر الاموي والعباسي وما بعدها أن تعطي الثورة الحسينية أبعادا مذهبية وتورط البعض للأسف في السير بهذا الاتجاه، فخدم السلطة من حيث لا يعلم كردة فعل على ما قام به بعض المذهبيين الذين وظفتهم السلطة لتشويه الثورة الحسينية خشية التأثر بها وباهدافها باعطائها وجها مذهبياً. الوجه المذهبي أعطى ردة فعل معاكسة وخدم في الكثير من الأحيان محاولة السلطة التي كان من جملة أساليبها إدخال المجتمع بعضه مع بعض باثارة الفتن المذهبية بمذهبة المجتمع واستخدام التنوعات الفقهية والعقائدية في لعبة المصالح للسلطة حتى يتسنى لها أن تعيش في حالة الاستقرار”.
واكد أن “ثورة الإمام الحسين سلام الله عليه كانت موجهة للأمة والدفاع عن الأمة لتتحمل مهمة المراقبة ومهمة المحاسبة التي ينبغي أن يقوم بها المجتمع والأمة وليس فريق من الأمة أو المجتمع وليس جهة مذهبية. كانت هناك خلافات في الآراء الفقهية بين الصحابة الذين كانوا موجودين في عهد الإمام الحسين، أهل البيت لم يمارسوا القمع ضد الآراء التي تخالفهم وتخالف رأيهم، الامام الحسين قال: “إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي” المهمة إذن هي اعادة الامة لتمارس دورها الرقابي على اداء السلطة وتحد من تجاوزاتها في تطبيق العدالة ومنعها من تحريف الدين لاستخدامه كغطاء شرعي لممارساتها ولملاحقة المعرضة واسكات المجتمع وقبوله بما يحصل من قمع وفساد في استخدام السلطة وتجاوز على الحقوق وتصوير كل حركة اعتراض على السلطة انها حركة خارجة وتوسم بأن اصحابها من (الخوارج) والعصاة والمتمردين على الشرعية تستحق السحق ، لذلك هذا الموضوع إدخال المذهبية في موضوع الإصلاح في الأمة في الإختلاف المذهبي، الإختلاف الفقهي إدخاله في مواجهة موضوع ثورة الإمام الحسين سلام الله عليه هذا طريق من طرق التخريب على محاولة الإصلاح والنهوض بالأمة إلى أن تتحمل هي هذه المسؤولية التي هي في الاساس جعلها الله احد اهم وظائفها التي اعطاها صفة العبادة كما الصلاة والصوم تقوم بها على مر الزمان، من هنا يتحمل الواعون في الأمة، المثقفون في الأمة، العلماء في الأمة، يتحملون مسؤولية كبيرة خصوصاً في الأوضاع التي نعيشها نحن ، وقد رأينا في مدى زمني قريب وما زلنا حتى الآن أثار ما حصل وما زال من فتن مذهبية في الأمة، واستغلت من قبل أعداء الأمة ومن قبل بعض الأنظمة التي تدعي أنها تدافع عن الأمة وقضاياها فيما هي توظف الأمة في مصالحها واستقالت من واجباتها كمؤسسة الغاية منها الدفاع عن الامة لا ان تصبح بديلا عنها، إستغلت في مواجهة وعي الأمة والخراب الكبير الذي حدث سواءً في العراق أو في سوريا أو في لبنان وفي العالم العربي وفي العالم الإسلامي، آثار الدمار والخراب في المجتمع العربي والاسلامي ما حصل في العالم العربي والعالم الإسلامي كله كان بهذا السبب والغاية الذي كان في النتيجة خدمة المشاريع المعادية الغربية والصهيونية ليس كله بالضرورة مؤامرة بل السبب الأساسي كان هنا بالتحديد وهو تحول الحكم الى سلطة بديلة عن الامة والمجتمع واستخدامها لمصالح الحاكمين لهذا هذا موضوع خطير”.
وتابع: “من هنا حركة الإمام الحسين سلام الله عليه هي حركة إصلاحية للأمة جميعاً بغض النظر عن المذهب و بغض النظر عن الإتجاه الفقهي والعقائدي ، فحركة الامام الحسين هي الاصلاح في اعادة الامة الى استعادة هذه المهمة من السلطة واعادة السلطة الى وظيفتها الاساسية وهي خدمة الامة واهدافها وأن تقوم بأخذ المبادرة ولتكون حارس الأمين للإسلام والحارس الأمين لوحدة الأمة ولبقائها ولعظمتها حتى لا يحصل ما حصل في الوقت الذي نحن مشغولون به بين بعضنا البعض المسلمين بين بعضهم البعض في حروب مذهبية التي إنتفع منها أعداؤنا، و نرى اليوم آثار ذلك في التعرض والإهانة لرسول الله وللإسلام والقرآن الذي يشكل إهانة للمسلمين والإستهتار بهم يعني نكاد أن نقول أن ما قاله رسول الله أنه أنتم يومئذٍ كثر ولكن كغثاء السيل”.
وأردف: “الآن نحن كُثر، كيف نواجه هذه الحملات التي تستهدف معنوياتنا و كراماتنا في القرآن، رسول الله والإسلام نحن كامة نهان بكل فظاظة أمام أعين الإعلام، فما هو الموقف المقابل؟ أخشى أن يكون أيضاً حسابات الأنظمة هي حسابات مصالح الأنظمة ولكن الأمة أين هي الأمة؟ على كل حال كان من القضايا التي قام بها بنو أمية ومن بعدهم الأنظمة المتتالية التي عملت على مذهبة عاشوراء وبردات الفعل في بعض الأحيان أيضًا سرنا في هذا الطريق. فإذا موضوع إبراز الجانب الطائفي فيها يحدّ من فاعليتها وهي محاولة لمحاصرة تأثيرها وينبغي علينا أن نحررها بالتعاون مع اخواننا المسلمين الاخرين سويا، لأن الاخطار التي نتعرض لها ليست أخطارا على مذهب بل أخطار على الأمة وعلى القرآن وعلى الاسلام وعلى تاريخنا وثقافتنا. هذه مهمة أساسية ينبغي أن يكون هناك نشاط وعمل كبير للوصول الى هذه النتيجة”.
ورأى أن “العامل المذهبي حاصر تأثيرها وحد من فاعليتها في تبني الأمة لها وإن كان كل ما حصل من تجدد لحركة الاعتراض بعد عاشوراء واسقاط لبعض الأنظمة وحد لتسلطها في كل الأحيان وتضييق على ممارسة سلطة مطلقة. كما كان للثورة الحسينية نتائج اخرى عظيمة جداً، أولاً إبقاء الاسلام حياً ولم يمت كما قالت السيدة زينب وهي تتحدث عن المستقبل مخاطبة يزيد ومن خلاله كل الأنظمة، فوَاللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا، ولا تَرحضُ عنك عارها ( أي لا تغسله )، وهل رأيُك إلاّ فَنَد، وأيّامك إلاّ عَدَد، وجمعك إلاّ بَدَد!! وان كل نظام أو سلطة تصادر رأي الأمة ومحاولة التلاعب بالدين سيكون مصيرها الفشل والسقوط وهو ما حصل فعلا”.
وقال: “ثانيا، في عصرنا الحالي نحن وفي هذا المجلس المبارك وفي كل مجلس يجب ألا ننسى الرجل العظيم الواعي الذي كان له بعد النظر، وقام بهذه الحركة الداخلية داخل لبنان حركة التوعية والانفتاح ليس على المسلمين فقط بل على باقي المكونات اللبنانية من كل الطوائف، الامام السيد موسى الصدر حفيد الحسين وزينب وكان له الأثر الكبير في إيجاد حالة الوعي في مجتمعنا وتنبّه للأخطار التي تحيط بمجتمعنا العربي والاسلامي وبلبنان حاول أن ينبه اللبنانيين وأن يقول لهم أن الخطر الذي يتهدد لبنان هو داخلي أولاً لأن النظام الموجود والقائم في لبنان سيؤدي الى مشاكل داخلية وبالتالي اصلحوا قبل أن تقعوا في الفخ ولكن كلماته ونداءاته لم تلقى اذانا صاغية من السلطة والقوى المستفيدة منها ولم يستمعوا للنصيحة منه، وحين لاقت حركته تجاوب اللبنانيين خاف أصحاب المصالح على مصالحهم والممسكين بالسلطة وأن ينجح مشروعه فاختار هؤلاء المنتفعين من النظام اختاروا الوقت الذي يضربون فيه هذه المحاولة، الوقت الذي أتى كان الصلح مع العدو الاسرائيلي وما سمي بعملية السلام مع العدو الاسرائيلي باثارة الحرب التي سميت بالاهلية وانا ارفض تسميتها بالحرب الاهلية كما ارفض تسميتها كما عنونت للاسف بالحرب بين المسلمين والمسيحين وهي حرب فرضت على اللبنانيين بين قوى اليسار واليمين لهدفين: الهدف الأول هو ضرب هذا الخط خط الاصلاح للأمام السيد موسى الصدر للحؤول دون وصول هذه الحركة الى هذه الاصلاح، المسألة الثانية هي للتغطية على هذا الاتجاه اتجاه السلام مع العدو الاسرائيلي فأوقف الامام السيد موسى الصدر هذا المشروع.
وتوجه بعد أن ذهب الى مسجد الصفا وأعلن عن موقفه ضد الحرب المفروضة على اللبنانيين. وحينما فشل في ذلك ذهب وأسس المقاومة ليقول للبنانيين أن الخطر الاساسي الذي يتهدد لبنان وتنظرون بنظرة قصيرة من ناحية طائفيه هو هذا العدو الموجود على الحدود وخطره دائم وممكن في أي لحظة أن ينقض على لبنان، فتوجهوا لمواجهة هذا الخطر وأوقفوا هذه الحرب، هذا هو السبب في توجه الامام السيد موسى الصدر لانشاء حركة المقاومة اللبنانية حركة أمل. هم اتجهوا للحرب واعطوها عناوين الحرب الاهلية والاسلامية المسيحية لان هذه العناوين تخدم اهدافهم من الحرب لانها تحول دون اجتماع اللبنانيين على الاصلاح والامام السيد موسى الصدر ومقاومة حركة أمل ذهبت الى الحدود لتواجه العدو الاسرائيلي، الامام الصدر كان له بعد النظر هذا وبالتالي هذه المقاومة وبسبب الفهم العميق والخروج من التفكير الطائفي الى التفكير الوطني والاسلامي هو سبّب الوصول الى هذا النتائج العظيمة التي أنتجت تحريرا وأنتجت هذا الفشل للعدو الاسرائيلي وتحقيق الردع وكسر هيبته”.
أضاف: “أحد اهم قواعد الافساد في العالم وهيمنته النفسية على العالم العربي والعالم الاسلامي الذي أريد له ان يكون النموذج الثقافي والسياسي والاجتماعي الذي يقود المنطقة ويقرر شكلها ومضمونها، أعظم النتائج لهذه الحركة حركة المقاومة هي الوصول اليوم الى هذه النتيحة كسر هيمنة العدو على المنطقة وحالة الخوف والرعب التي حكمت هذه المنطقة أمام العدو الاسرائيلي لتنقاد له ويكون هو النموذج والمثال الذي تتبعه. واليوم نسمع في بعض الاحيان يتكلمون عن الديمقراطية المهمة عند العدو الاسرائيلي”.
وتابع: “هذه المعركة لم تنتهِ وهذا العدو طالما هو موجود فخطره موجود واذا كان خطره موجودا فان الذي حقق الردع والتحرير هو الذي يجب ان يحافظ عليه ولا يجوز أن توجَّه السهام له ويقال ان هذا السلاح هو سبب الفساد في البلد وهو حامي الفساد في البلد وهذه الاقاويل والاحتيالات يقوم بها نفس الجهات المنتفعة من هذا النظام وتتخذ اليوم صفة المعارضة وهم في الحقيقة معارضة الاصلاح التي تريد تشويه دور المقاومة ونزع السلاح حتى تبقى الحدود مفتوحة مع العدو الاسرائيلي، وبعض القوى السياسية التي لها تاريخها المعروف مع هذا العدو حتى يبقى المجال مفتوحا امامها في أي لحظة من اللحظات وهذا معناه أن لها مخططا داخليا للهيمنة الداخلية أن تستدعي العدو الاسرائيلي وأن يأتي في الوقت الذي تريده.
هذه مسألة مهمة والمقاومة لا يمكن التخلي عنها بأي شكل من الاشكال”.
وقال: “النقطة الثانية التي تشكل خطرا هي في الموضوع الثقافي والاخلاقي ترويج الشذوذ الجنسي في المجتمع وبدأنا نسمع بمحاولات لتشريع الشذوذ وهناك أيضاً مدارس موجودة وتمارس هذا الشيء وشركات تضع علامات الشذوذ الجنسي من أجل نشره ويصبح طبيعياً، للأسف هذا من اخطر الامور التي نواجهها اليوم وهو أخطر من العدو الاسرائيلي والذي يجب التنبّه له والعمل بعد هذا الجهد في عاشوراء، أن ننطلق من عاشوراء لمواجهة هذه الحركة الافسادية في الاخلاق المجتمعي والتي ستؤثر على نمط حياتنا وتفكيك أسرنا واولادنا يصبحون بيده، يعني أننا نفقد كل مقومات المقاومة في أيدينا، وأودلانا الذين نربيهم على الاخلاق ومعاني كربلاء والقيم الاسلامية والإنسانية يعملون لنزع هذه القيم واذا قمنا بواجنا في هذا المجال لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً، الامام السيد موسى الصدر الذي هو أساس في هذا الوضع القائم في لبنان المقاومة وحالة الاجتماع اللبناني قام بتأسيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وكانت أهم أهدافه التنظيم والتخطيط لجمع الطاقات الثقافية لتكون أفعل في عملية الاصلاح الداخلي وكان هناك عمليات مواجهة للحركات الانحرافية في مجتمع ، لكنها كانت متفرقة ولم يكن لها فاعلية والامام الصدر أراد جمعها وتركيزها اضافة الى تكوين وايجاد جهاز ديني يتحمل هذه المسؤولية بوعي ثم شاءت الظروف والتحديات الناشئة عن الحرب الاهلية أن أنشأ حركة أمل كما ذكرت والتي أبلت بلاءً حسناً في هذا الدور والكوادر التي حرص الامام الصدر على الاشراف عليها بشكل مباشر وعلى اكتاف هؤلاء الكوادر قامت حركة امل، فإن المقاومة لم تنشأ من فراغ وإنما على أساس عقائدي وعلى أساس ثقافي”.
وختم الخطيب: “في التحدي الداخلي موضوع الخروج من الانسداد السياسي وان شاء الله ما نسمعه من مقاربات جديدة أن يأتي الذين كانوا يمتنعون الى طاولة الحوار من أجل انتخاب رئيس جمهورية، ونرجو أن نصل في أقرب وقت لحل مشاكل الناس والخروج من هذا الواقع المزري والسيء”.