أشار وزير الخارجية اللبناني الأسبق فارس بويز إلى أنَّ الرئيس الفرنسي جاك شيراك ونائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام جمعاه برئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري في سياق جهود محمومة لمنع وصول رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود إلى رئاسة الجمهورية. واعتبر أنَّ شيراك كان “رجل الحريري في باريس”، في حين كان خدام “رجل الحريري في دمشق”.
كلام بويز جاء في حديث إلى صحيفة “الشرق الأوسط” خلال حوار طويل عن تجربته وذكرياته. وذكر أنَّ انقساماً غير معلن حصل في دمشق حول الموقف من ترشيح الحريري لمنصب رئاسة الوزراء، مشيرًا إلى أنَّ خدام ورئيس أركان الجيش السوري العماد حكمت الشهابي طلبا موعدين سريين من الرئيس الأسبق إلياس الهراوي لحضّه على التمسك باسم الحريري في لقائه مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد.
وأشار إلى أنَّ الأسد طرح اسمه للرئاسة، لكن الهراوي أفشى السر، فتحركت الأجهزة للإتيان بلحود كي تحكم عبره، معتبراً أن لحود حوّل العداء للحريري سياسة دائمة، واختار التطابق الكامل مع الإرادة السورية وتنفيذ “أمر اليوم”. وذكر أنَّ الحريري دعاه إلى الغداء، لكنَّه اغتيل قبل موعد الدعوة بدقائق.
وأوضح بويز أنَّ الأسد اشترط لدعم إطاحة رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون رئيس حكومة العسكريين تفويضًا غربيًا واضحًا، وألا يكون رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مستفيدًا من إزاحة عون. ولفت إلى أنَّ الأسد كان يدير الحوارَ مع أركان الحكم اللبناني كمن يستطلع بصمات خدام على بعض مواقف الحريري.
وكشف بويز أنَّ الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب شجّعه بعد افتتاح عملية مدريد للسلام على الدخول في مفاوضات ثنائية مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق شامير، لكنَّه ردّ بالتمسك بقواعد مدريد.
وروى كيف أنَّ رسالة استفزازية من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي دفعته إلى اعتبار السفير الليبي شخصاً غير مرغوب فيه. وقال إنَّ اغتيال المعارض العراقي طالب السهيل أدَّى إلى قطيعة أيضاً مع نظام صدام حسين، لافتاً إلى أن القذافي دعاه لاحقاً إلى حفلة افتتاح “النهر العظيم”، في حين اعتذر عن دعوة من صدام لاصطياد البط في دجلة.