المعركة على سوريا تدخل مرحلة خطرة.. «قرار دراماتيكي» إسرائيلي بشأن الشرع

رأى المراسل العسكري لصحيفة «معاريف» العبرية، آفي أشكنازي، أن الصراع الدائر على الساحة السورية يشهد تحولًا نوعيًا، معتبرًا أن المعركة «تتخذ منحى جديدًا» في ضوء ما وصفه بـ«قرار دراماتيكي» اتخذته تل أبيب حيال أحمد الشرع.

وبحسب التقرير، تسود حالة من القلق المشترك لدى كل من الولايات المتحدة والكيان إزاء التطورات في سوريا، في وقت يترقّب فيه جيش العدو الإسرائيلي نتائج القمة المرتقبة في ولاية فلوريدا بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي يُنتظر أن تنعكس قراراتها على مجمل التحركات العسكرية والسياسية في المنطقة.

وبالتوازي مع الحراك الأمريكي، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي التابعة لفرقة «الجولان» عمليات ميدانية في مناطق متفرقة من جنوب الجولان السوري. وأعلن الاحتلال، نهاية الأسبوع، أن قوات من الكتيبة 52، العاملة تحت قيادة لواء «الجولان» (474)، أنهت عملية ليلية في منطقة الرفيد بمحافظة القنيطرة، أسفرت عن اعتقال شخص يشتبه بتورطه في «نشاط إرهابي» مرتبط بتنظيم داعش. وأوضح البيان أن العملية نُفذت بالتعاون مع محققين ميدانيين من الوحدة 504، قبل نقل الموقوف إلى داخل الأراضي المحتلة للتحقيق.

وأشار أشكنازي إلى أن القلق يتصاعد في واشنطن وتل أبيب على حد سواء، موضحًا أن النظام السوري يواجه في الأيام الأخيرة «اختبارًا كبيرًا»، مع ظهور تصدعات في مستوى سيطرته داخل دمشق ومناطق أخرى من البلاد، فضلًا عن بروز محاولات داخل دائرته لتحدي تحركات الشرع الأخيرة، ولا سيما تقاربه مع الدول الغربية.

ووفق التقرير، تراقب الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية محاولات تنظيم داعش إعادة تنشيط حضوره في جنوب سوريا، معتبرة أن هذا التطور قد يشكل عاملًا إضافيًا لزعزعة الاستقرار في البلاد.

وفي السياق ذاته، ذكرت «معاريف» أن هناك توافقًا واحدًا على الأقل بين الكيان والولايات المتحدة فيما يخص التحركات العسكرية في المنطقة، يتمثل في إدراك الطرفين «الحاجة إلى تعزيز موقع الشرع» في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية، لما لذلك من تأثير مباشر على الاستقرار الإقليمي، ومنع إعادة تعاظم ما يسميه الكيان «المحور الشيعي» الممتد من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان.

أما على جبهة غزة، فيشير التقرير إلى أن التقديرات الإسرائيلية ترجّح حسم هذا الملف، إذ يُتوقع أن تقدم حركة حماس في الأيام المقبلة على التحرك ضد حركة الجهاد الإسلامي من أجل استعادة جثمان الأسير الأخير، الرقيب أول رن غويلي، بما يسمح بالانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق القائم.

وأوضح أشكنازي أن جيش الاحتلال يترقب حاليًا القرارات التي ستصدر عن قمة فلوريدا، لا سيما تلك المتعلقة بلبنان وإيران. وفي هذه الأثناء، تستمر الاستعدادات على مدار الساعة داخل شعبة الاستخبارات العسكرية («أمان») وقيادة المنطقة الشمالية و«الفرقة 91»، من دون توقف.

وفي ما يخص إيران، وصف التقرير الملف بأنه «الأكثر تعقيدًا»، لافتًا إلى أن جيش الاحتلال يعمل على إعداد خطط عملياتية هجومية ودفاعية، تهدف إلى منع طهران من بناء ترسانة صاروخية متقدمة تشمل صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة. وبحسب «معاريف»، تتجه التقديرات داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إلى المطالبة، في أي مواجهة مقبلة مع إيران، بتجريدها من قدراتها الصاروخية، بما في ذلك تدمير مئات منصات الإطلاق والصواريخ ومصانع الإنتاج وشبكات الأنفاق.

RT