اخبار اقليمية

“طقوسٌ لم تفرضها التوارة من الأساس”.. ماذا عن أسطورة علبة الزَّيت التي أضاءت شمعدانًا لـ 8 أيام؟!

“معجزة حدثت ودامت الإضاءة 8 أيام”، ومع حلول الليلة الأولى يُضاء الشمعدان، وتبدأ الصلوات الخاصة، وطقوسٌ أبرزها إشعال النار في الشمعدان الثُماني عند غروب الشمس أو شروقها لمدة لا تقل عن نصف ساعة، هكذا يبدأ الحانوكا أو ما يُسمَّى “عيد الأنوار” أو “عيد التدشين”.

طقوسٌ لم تفرضها التوراة، وإنما ابتدعه الكهنة احتفالا بحدث تاريخي، وتصر الجماعات المتطرفة على اقتحام الأقصى خلال الاحتفال به.

من أين جاء “عيد الحانوكا؟

الحانوكا هو عيد يهودي، يطلق عليه أيضاً عيد الأنوار أو عيد التدشين، يحتفل به سنوياً في الـ25 من شهر كيسليف وهو تاسع أشهر التقويم العبري.

يستمر احتفال الحانوكا 8 أيام، يتم الاحتفال به ليلاً من خلال إضاءة الشمعدان والصلوات الخاصة والأطعمة المقلية.

ويشعل اليهود الشموع احتفالا بذكرى ما يسمى “انتصار الحشمونيين” (142-63 قبل الميلاد) في التمرد ضد الإغريق والاستعاضة عن الحكم اليوناني للقدس باليهودي في سنة 164 قبل الميلاد، وفق روايتهم.

وتقول الأسطورة اليهودية إن الحشمونيين عندما دخلوا الهيكل المزعوم لم يجدوا إلا علبة زيت صغيرة لإشعال الشمعدان، لكن معجزة حدثت ودامت الإضاءة 8 أيام.

ومن هذه المزاعم، حاول المستوطنون في الأعوام الماضية إضاءة الشمعدان داخل المسجد الأقصى باعتباره المكان الذي سيبنى فيه المعبد الثالث، حسب مخططاتهم.

كما أنهم نصبوا الشمعدانات وتمت إضاءتها عند حائط البراق وكذلك حول أبواب المسجد، خاصة بابي الأسباط والمغاربة.

ومن جهته، حذّر الباحث المقدسي زياد ابحيص من أن ما يُعرف بـ”عيد الأنوار” العبري، الذي بدأ بعد غروب شمس يوم الأحد 14 ديسمبر 2025 ويستمر حتى مساء الاثنين 22 ديسمبر 2025، يشهد تصعيدًا خطيرًا من قبل ما تُعرف بـ”منظمات الهيكل”، التي تعمل على تحويل هذا العيد إلى محطة جديدة للاعتداء على المسجد الأقصى.

وأوضح ابحيص لـ”شهاب” أن “عيد الأنوار”، أو “الحانوكاه” كما يُعرف بالعبرية، ليس عيدًا توراتيًا أصيلاً، إنما أُضيف تاريخيًا تخليدًا لتمردات يهودية ضد الحكمين السلوقي والروماني في فلسطين.

وأشار إلى أن هذا العيد كان في الأصل مناسبة تاريخية دنيوية، إلا أن “منظمات الهيكل” تحاول إضفاء بُعد ديني عليه بربطه بأسطورة “الهيكل المزعوم”، مستغلة فترة الانقطاع الطويل بين الأعياد العبرية الكبرى.

وبيّن الباحث أن الهدف من هذا التصعيد هو إدخال عيد الأنوار وعيد المساخر (البوريم) ضمن “رزنامة العدوان” على الأقصى، لتقليص الفاصل الزمني بين المواسم التوراتية التي تشهد اقتحامات واسعة للمسجد من ستة أشهر إلى ثلاثة فقط، بما يضمن استمرار حالة الاستفزاز الديني والسياسي في القدس.

شهاب

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع "صدى الضاحية" بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى