
كتب عماد جابر لـ “موقع صدى الضاحية”
أثارت استقالة الإعلامية زينب ياسين من تلفزيون لبنان موجة من الاستنكار على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن مُنعت من الظهور أمام الكاميرا بسبب ارتدائها الحجاب.
هذه الخطوة فجّرت نقاشًا واسعًا حول قضايا التمييز في الإعلام وحقوق المرأة في المجال الصحفي، خاصة أن ياسين كانت من أبرز الصحفيات اللواتي غطّين الأحداث الساخنة في لبنان بشجاعة ومهنية.
من هي زينب ياسين؟
تُعدّ زينب ياسين واحدة من الوجوه الإعلامية البارزة في لبنان، حيث اكتسبت شهرتها من خلال تغطياتها الميدانية خلال الحرب الأخيرة على لبنان.
لم تكن مجرد مراسلة تنقل الأخبار من الاستوديو، بل كانت في الخطوط الأمامية، تغامر بحياتها لنقل الصورة الحقيقية للجمهور. عملت في تلفزيون لبنان لسنوات، وتميّزت بتقاريرها الصحفية التي عكست واقع الأوضاع الأمنية والسياسية بدقة ومهنية عالية.
التمييز بسبب الحجاب: لماذا استقالت؟
لم يكن قرار استقالة زينب ياسين عاديًا، فقد جاء نتيجة ما وصفته بـ”التمييز الواضح” ضدها بسبب ارتدائها الحجاب. حيث صرّحت في نص استقالتها، التي وجهتها إلى وزير الإعلام بول مرقص، قائلة:
“أتقدم باستقالتي من هذه المؤسسة الوطنية، التي تبيّن أنها وطنية مجتزأة، هي وطنية لمن لا يرتدين الحجاب فقط.”
هذا التصريح الصادم كشف عن معاناة العديد من الصحفيات المحجبات في المؤسسات الإعلامية، حيث تُفرض قيود غير مبررة على ظهورهن، رغم كفاءتهن المهنية.
ردود فعل واسعة ودعم مجتمعي
لم تمرّ استقالة زينب مرور الكرام، فقد لقيت دعمًا كبيرًا من الصحفيين والناشطين، الذين استنكروا القرار معتبرين أنه إقصاء للمرأة المحجبة من المجال الإعلامي.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، دافع كثيرون عن حقّها في الظهور الإعلامي، مؤكدين أن الحجاب ليس عائقًا أمام المهنية أو الكفاءة.
كما دخلت منظمات حقوقية على الخط، مشددة على ضرورة احترام حرية الصحفيين وعدم فرض معايير شكلية عليهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمعتقدات الشخصية.
التمييز ضد المحجبات في الإعلام: قضية متجددة
ما تعرضت له زينب ياسين ليس حالة فردية، بل يعكس مشكلة أوسع تواجهها النساء المحجبات في المجال الإعلامي. فبينما تشهد بعض الدول انفتاحًا أكبر في قبول المذيعات والمراسلات المحجبات، لا تزال بعض المؤسسات تفرض قيودًا تمنعهن من الظهور على الشاشة، متذرعة بمعايير شكلية لا علاقة لها بالكفاءة المهنية.
ما الذي سيحدث بعد استقالتها؟
رغم استقالتها من تلفزيون لبنان، لا يبدو أن زينب ياسين ستتوقف عن عملها الإعلامي. فمن المتوقع أن تواصل مسيرتها في مؤسسة إعلامية أخرى تُقدّر كفاءتها بعيدًا عن الاعتبارات الشكلية. كما أن قضيتها قد تكون حافزًا لإحداث تغييرات في سياسات بعض المؤسسات الإعلامية، ودفعها نحو تبني نهج أكثر انفتاحًا وعدالة.
قضية زينب ياسين تفتح الباب أمام نقاش أوسع حول حقوق المرأة في الإعلام وضرورة الفصل بين المظهر والكفاءة المهنية. فالتمييز ضد الصحفيات المحجبات لا يعكس سوى عقلية قديمة يجب تجاوزها لضمان بيئة إعلامية أكثر تنوعًا وإنصافًا.
إن الإعلام الحقيقي يجب أن يكون ساحة مفتوحة للجميع، حيث يكون الأداء المهني هو المعيار الوحيد للحكم على الصحفي، وليس مظهره أو معتقداته.