في عدوان جديد، انقلب الاحتلال الإسرائيلي على اتفاق وقف النار الذي تم التوصل إليه مؤخرًا، واستأنف عدوانه على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 420 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال.
هذا الهجوم جاء بدعم واضح من الإدارة الأمريكية، حيث أكد البيت الأبيض أن إسرائيل استشارتهم قبل اتخاذ قرار الهجوم على غزة.
وفي هذا السياق، اعتبر المختص في الشأن الإسرائيلي، فراس ياغي، أن ما يحدث لا يقتصر فقط على تصدير أزمات داخلية لإسرائيل أو على محاولة نتنياهو للبقاء في الحكم، بل يتعدى ذلك إلى أهداف استراتيجية كبيرة تسعى إسرائيل لتحقيقها في المنطقة، بدعم وتوجيه من الولايات المتحدة.
وقال ياغي إن التصعيد العسكري في غزة جزء من خطة إسرائيلية تهدف إلى تغيير جيوسياسي في المنطقة، حيث تعمل إسرائيل على فرض سيادتها الكاملة على الأراضي الفلسطينية والعديد من المناطق المجاورة. وأشار ياغي إلى أن التوجهات الأمريكية، التي قادها ترامب، لا تقتصر على مسألة فرض “السلام بالقوة”، بل تمتد إلى تحريك الملفات الإقليمية الأخرى، مثل الهجوم الأمريكي على اليمن، الذي لم يكن سوى خطوة إضافية في إطار تحقيق الرؤية الأمريكية الإسرائيلية، وهي فرض السلام بالقوة من خلال استغلال الضربات العسكرية المستمرة.
وأوضح أن العدوان على غزة، والهجمات الإسرائيلية على القطاع، ما هي إلا جزء من هذه الرؤية الاستراتيجية التي يسعى ترامب ونتنياهو لتحقيقها. وأضاف ياغي أن إسرائيل، بتوجيه من الولايات المتحدة، تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية وفرض واقع سياسي جديد في المنطقة، ويعتبر الاحتلال وعمليات القصف المستمرة على غزة جزءًا من هذه السياسة.
وفيما يتعلق بمسألة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، شدد ياغي على أن استمرار العدوان الإسرائيلي سيكون مرتبطًا دائمًا بالتهديدات التي يوجهها نتنياهو، والتي تهدف إلى فرض شروط جديدة للمفاوضات، مشيرًا إلى أن القتال لن يتوقف حتى لو سلمت حماس الأسرى، إذ سيستمر نتنياهو في التصعيد العسكري لضمان استمراره في السلطة وتحقيق “نصر مطلق” يضمن هيمنة إسرائيل في المنطقة.
وأكد ياغي أن التصعيد في غزة ليس فقط مسألة أزمات داخلية تخص نتنياهو، بل هو جزء من خطة أوسع تهدف إلى فرض الهيمنة الإسرائيلية على لبنان وسوريا والضفة الغربية، وربما حتى إيران.
كما لفت إلى أن التهديدات الأمريكية والضغوط الإسرائيلية لن تتوقف، ما يشير إلى أن التصعيد سيستمر في المنطقة في المرحلة القادمة. واختتم ياغي بالتأكيد على أن الاحتلال الإسرائيلي مدعوم من الولايات المتحدة في هذا التصعيد، حيث أن إدارة ترامب كانت قد أيدت بوضوح الهجمات على غزة، وأكدت أن إسرائيل استشارتهم بشأن هذه العمليات.