مقالات

عشائر البقاع أسود الميدان

على حدود لبنان الشرقية، حيث تختلط رائحة التراب بدماء الشهداء، تخوض عشائر البقاع معركة بطولية ضد الإرهاب من تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة”.

معركة لم تنتهِ بعد، بل تتصاعد حدّتها مع كل يوم، فيما يُسطّر أبناء البقاع صفحات من المجد والصمود، مؤكدين أن الأرض التي رُويت بدماء الأجداد لا تُداس من غرباء جاءوا يحملون الخراب.

عشائر زعيتر،شمص، ناصر الدين، جعفر، وغيرهم من العائلات البقاعية الأصيلة، يقفون اليوم كعادتهم في الصفوف الأمامية، حاملين السلاح بقلوب لا تعرف الخوف.

لم ينتظروا دعوة ولا أوامر، بل خرجوا طوعًا، مدفوعين بغيرتهم على وطنهم وأرضهم. فهم أبناء الأرض التي لم تكن يومًا سوى ميدان للشرفاء.

أبناء البقاع الذين قدّموا دماءهم الطاهرة دفاعًا عن الجنوب، لم ولن يبخلوا بتقديمها من جديد على أرضهم، لأنهم يؤمنون أن كرامة الوطن لا تتجزأ، والسيادة لا تعرف حدودًا بين الجنوب والبقاع.

هذه ليست المعركة الأولى لعشائر البقاع، فقد اعتادوا أن يكونوا درع الوطن الصلب في وجه كل خطر.

يقاتلون اليوم جنبًا إلى جنب مع الجيش اللبناني في معركة لا تهدف فقط لدحر الإرهاب، بل لحماية الهوية اللبنانية من مشروع الظلام والخراب الذي يحاول اختراق حدودنا.

إنها معركة وجود بقدر ما هي معركة شرف.

لقد أثبت أبناء البقاع أن الدفاع عن الأرض عقيدة متجذرة في نفوسهم.

هم الذين ساندوا المقاومة في الجنوب، ووقفوا بوجه الاحتلال الإسرائيلي، يعودون اليوم ليؤكدوا أن روح المقاومة لا تُحبس في مكان واحد، بل تسري في شرايين كل لبناني حر.

المعركة مستمرة، وأصوات الرصاص هي النشيد الجديد لعزة لا تعرف الخضوع، ولشعب يأبى أن يطأطئ رأسه لأي غاصب.

التحية لعشائر البقاع، أسود الميدان، ولأرواح الشهداء الذين ارتقوا فداءً للوطن. والتحية لكل مقاتل يكتب بدمائه ملحمة الدفاع عن لبنان، ليبقى وطن الكرامة عصيًا على الإرهاب والاحتلال معًا.

فلبنان لا يُحمى إلا بأبنائه الأوفياء، الذين لا ينامون على ضيم، ولا يتركون شبرًا من أرضهم لعابري السوء.

ريما فارس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى