كتبت صحيفة “الديار”: رغم مرور اكثر من اسبوع على التطورات الدراماتيكية التي شهدتها، وما حملته معها من تغييرات، تبقى سوريا قبلة الاهتمام الدولي، وسط الانفتاح الغربي السريع على السلطة الجديدة، مقابل خشية روسية – ايرانية، مما تحمله الايام من نكسات قد تصيب مصالحهما في هذا البلد هذا ولا تزال قوة الدفع المحلية الخاصة بالاستحقاق الرئاسي اللبناني على زخمها المتوقع ان يزداد، قبيل دخول البلاد مدار عيدي الميلاد وراس السنة، بين حركة ظاهرة للعلن، واخرى خلف الكواليس، خصوصا خارجيا، املا في معرفة حقيقة الموقف الاميركي الجدي، وسط تضارب المعلومات عن حقيقته.
ملف الرئاسة
وفيما تردد عن وصول وفد مصري الى بيروت، لمتابعة الاتصالات الرئاسية بعيدا من الكواليس، اشارت اوساط دبلوماسية الى ان «الجد الرئاسي» دوليا لم يبدأ بعد،رغم كل الحركة القائمة، اذ ما زالت الامور عالقة عند حسم النقاش داخل واشنطن بين الادارتين الحالية والقادمة، في وقت وسع فيه الجمهوريون من مروحة اتصالاتهم اللبنانية لتشمل مختلف القوى المدنية الفاعلة لاشراكها في عملية اختيار رئيس الجمهورية، حيث شهدت الفترة الاخيرة سلسلة من الاجتماعات عبر تطبيق»زوم»، حيث ناقشت ملف الرئاسة والتحفظات حول بعض الاسماء، مع شخصيات معارضة وقادة من مجموعات «ثوار 17 تشرين».
وتتابع الاوساط ، ان الاحداث الاقليمية التي جرت والتطورات الدراماتيكية التي رافقتها، ادت الى عملية خلط اوراق، لصالح دخول سعودي، اعطى اشارة انطلاقته التغييرية، «سحب» الملف اللبناني من المستشار نزار العلولا، واعادته الى وزارة الخارجية، في توقيت دقيق، عشية وصول موفد الرئيس دونالد ترامب الى الرياض لمناقشة ملفي سوريا ولبنان.
وتضيف الاوساط، ان الموقف الفرنسي المتبدل، بعدما قلبت زيارة الرئيس دونالد ترامب الى واشنطن تموضع «الام الحنون»، مع تراجع باريس اكثر من خطوة الى الوراء، سواء لجهة تنازلها عن اسماء سبق ان طرحتها، او لجهة مقاربتها للملف وانحيازها لصالح فريق الممانعة، وعودتها الى المربع الاول، ابلغت كل من راجعها، بان ثمة معايير يجب ان تتوافر في المرشحين، باتت اكثر الحاحا بعد التطورات الاخيرة، وهي وردت بوضوح في بياني اللجنة الخماسية، الاول الصادر بعيد اجتماعها في الدوحة، والثاني، بعيد لقاء اعضائها في السفارة الاميركية في عوكر.
الى الربيع المقبل
من جهتها تقاطعت مصادر سياسية لبنانية، مع ما اوردته الاوساط الدبلوماسية، معتبرة ان زوار العاصمة الاميركية يخرجون بانطباع ان الملف الرئاسي مؤجل حاليا، مع تقدم ملفات اخرى الى الساحة، وبالتالي رحل الملف الى الربيع المقبل، مشيرة الى ان الحركة الداخلية لا زالت تراوح مكانها حتى الساعة، ذلك ان تامين رئيس بـ86 صوتا مهمة شبه مستحيلة بعد انقلاب التوازنات، وهو ما ستقتنع به القوى السياسية في لحظة معينة، مع وصول كلمة السر الخارجية.
لائحة خماسية ـ والقوات تعترض
هذا وعلمت «الديار» من مصادر مطلعة على أجواء اللقاءات التي عقدها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وعدد من الكتل النيابية الأخرى، أنه طرح لائحة خماسية للأسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية.
وتضمنت اللائحة بالأولوية كلاً من زياد بارود، اللواء الياس البيسري مدير عام الأمن العام، السفير العميد جورج خوري سفير لبنان السابق لدى الفاتيكان، الوزير السابق جان لوي قرداحي، والمصرفي سمير عساف. كما كشفت المصادر أن هذه اللائحة أُضيف إليها اسم النائب فريد البستاني عن دائرة الشوف.
وفي المقابل، علمت «الديار» من مصادر مقربة من أجواء معراب ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، أن القوات اللبنانية ترفض الأسماء التي طرحها باسيل، معتبرة أنها لا تلبي المعايير المطلوبة. وأكدت المصادر أن القوات ترفض تأييد الشخصيات المطروحة في لائحة باسيل، فيما أعربت المعارضة عن اعتراضها على الغالبية العظمى من الأسماء التي وردت في الطرح.
هذا وكان صرّح النائب السابق إدي معلوف في حديث تلفزيوني، أن التيار الوطني الحر متفق على ترشيح سلسلة من الأسماء، وهم زياد بارود، السفير العميد جورج خوري، واللواء الياس البيسري، مؤكداً على ضرورة إيجاد تسوية سياسية في ظل الجمود الحاصل.
وفي تطور متصل، يترقب الجميع الكلمة المرتقبة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية اليوم، حيث من المتوقع أن يعلن عن موقفه النهائي من الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية. وتشير مصادر موثوقة إلى أن فرنجية يتجه للتراجع عن الترشح مع توجهه إلى إعلان دعمه لقائد الجيش جوزيف عون.
كما تؤكد المصادر أنه سيعلن عن ان في حال تعثر انتخاب جوزيف عون، فإنه سيدعم وصول النائب إبراهيم كنعان أو النائب فريد هيكل الخازن إلى رئاسة الجمهورية. وفي هذا الإطار، تكشف المعلومات أن القوات اللبنانية سبق وأبلغت موقفها للخازن الرافض لوصوله.
كتلة سنية والنصيحة الفرنسية
وفي هذا الاطار تؤكد المصادر ان المعارضة تعول على ضم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط الى جبهتها خصوصا بعد زيارته باريس وما سمعه من الرئيس الفرنسي من نصائح، من جهة، وعلى قيام كتلة سنية، ستبصر النور بالتاكيد بعد اللقاء الاميركي- السعودي، وهي عوامل ستساعد، حتما في تشكيل ضغط اكبر على الاطراف، داعية الى متابعة حركة النائب جورج عدوان الذي عمل على خطين متوازيين، الاول، مع افرقاء المعارضة، والثاني، مع عين التينة.
الوضع السوري
ووسط زحمة الوفود الغربية التي تزور سوريا، تسجل «عجقة» اتصالات من جهات لبنانية مختلفة مع القيادة السورية الجديدة، المنفتحة على ما يبدو على القيادات الشعبية اكثر منه السياسيين،حيث تتوالى زيارة «مؤيدو الثورة» للتهنئة، في ظل عدم نجاح رئاسة الحكومة في تامين اي اتصال مباشر مع دمشق حتى الساعة، علما ان اول اتصال مباشر سجل على معبر المصنع بين وفد من «هيئة تحرير الشام» والجمارك اللبنانية بحث تسهيل عملية تصدير المواد الزراعية اللبنانية. في غضون ذلك لفت تقديم النائب بلال عبدالله اقتراح قانون لتعديل المادة 108 من قانون اصول المحاكمات الجزائية والمتعلق بمهل التوقيف، ما راى فيه البعض، مبادرة من البيك لحل ملف الموقوفين الاسلاميين في السجون اللبنانية.
يشار الى ان البطاركة والمطارنة من مختلف المذاهب المسيحية المقيمين في سوريا ، سيعقدون اليوم مؤتمرا عاما للبحث في الاوضاع المستجدة والتطورات التي طرأت على المشهد السوري وقلبت النظام برمته وتحديد الموقف منها.
تفجيرات
والى الحدود اللبنانية، حيث علم انه لم يتم تحديد اي موعد لاجتماع لجنة مراقبة وقف الاعمال العدائية، مع قرب مغادرة اعضائها لقضاء اجازة الاعياد في بلادهم، استمرت الخروقات الاسرائيلية، جويا مع التحليق المستمر للمسيرات فوق المناطق اللبنانية المختلفة، من جهة، وبرا، مع اقدام القوات الاسرائيلية على جرف عدد من الطرق الفرعية وهدم منازل داخل بلدة الناقورة. فيما اطلق الجيش الاسرائيلي رشقات رشاشة داخل بلدة الناقورة أثناء عمليات تجريف مستجدة نفذتها جرافات اسرائيلية في الأحياء التي دخلتها بعد وقف إطلاق النار. كما استهدف قصف مدفعي إسرائيلي أطراف بلدة حلتا. الى ذلك، واصلت القوات الاسرائيلية عمليات نسف ما تبقى من المنازل في بلدة كفركلا. وافيد امس ان الجيش اللبناني انتشل 37 شهيدا من بلدة العديسة بمعاونة الصليب الأحمر اللبناني.
جبل الشيخ
نشاط عسكري، لا يفصله الخبراء، عما يجري على الجبهة السورية، من جبل الشيخ امتدادا الى ريفي دمشق والقنيطرة، والذي ياتي في وقت حساس، يعكس بشكل واضح اولويات اسرائيل الامنية على الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا، من تعزيز وجودها العسكري في هذه المناطق الاستراتيجية، وكذلك قدرتها على ردع اي تهديد محتمل من جبهاتها المتعددة، على الرغم من الاستقرار النسبي والهش في الوقت الراهن، حيث تبقى المخاوف من هجمات محتملة سواء من حزب الله او جماعات مسلحة الاخرى. فتل ابيب تسعى لتثبيت سيطرتها على مواقع استراتيجية على الحدود الشمالية، في وقت يشهد فيه لبنان و سوريا تطورات ميدانية متلاحقة.
الوضع الاقتصادي
مع وصول وفد من البنك الدولي الى بيروت، لدرس سبل تقديم مساعدة عاجلة للدولة اللبنانية، تحت عنوان الظروف الاستثنائية، والمقدرة بنحو 150 مليون دولار، اكدت مصادر مالية أن «الليرة اللبنانية هي في معزل عن تحركات الليرة السورية في المدى القريب، فالوضع الراهن في سوريا لن يؤثر على لبنان حتى تنتظم الأوضاع الاقتصادية في سوريا بشكل كامل»، مشيرة إلى أنه «من الواضح أن معالم ظاهرة التهريب بدأت تنحسر تدريجيًا، وبالتالي في هذه المرحلة الانتقالية، ستكون تركيا هي الحاضنة الاقتصادية لسوريا، خاصة مع الإعلان عن إمكانية التعامل بثلاث عملات حالياً: الليرة السورية، الليرة التركية، والدولار الأميركي، بالإضافة إلى ذلك، هناك موضوع رفع العقوبات عن سوريا وإسقاط قانون قيصر»، خاتمة، أن «التطورات التي نشهدها لن تؤثر سلبًا أو إيجابًا على سعر الدولار في لبنان لعدة أسباب، أبرزها تدخل المصرف المركزي المستمر الى حين استتباب الأوضاع وبدء عملية إعادة الإعمار في لبنان عبر صناديق دولية».
تفجير المرفا
وفي سياق منفصل كشفت مصادر قانونية ان قاضي التحقيق العدلي في ملف تفجير مرفا بيروت يجهز اوراقه والترتيبات اللازمة لمباشرة عمله وتحديد مواعيد لجلسات تحقيق في شهر كانون الثاني، وهو ما اثار ريبة البعض من التوقيت، خصوصا ان مواقف ادارة الرئيس ترامب معروفة في هذا الخصوص، وكذلك توجهاتها.