أكد الامام السيد علي الخامنئي، وقوف إيران إلى جانب المناضلين الفلسطينيين ومجاهدي حزب الله، ومواصلة نصرتهم ودعمهم بكل الوسائل الممكنة، معربًا عن أمله في أن يشهد المجاهدون اليوم الذي يُسحق فيه العدو الخبيث تحت أقدامهم.
وأشار الامام الخامنئي إلى صمود غزة أمام هجمات الصهاينة اليومية واستمرار المقاومة في لبنان، وقال: «يتوهّم الكيان الصهيوني أنه يعدّ نفسه عن طريق سوريا لمحاصرة حزب الله والقضاء عليه، لكن مَن سيُجتثّ من الجذور هي “إسرائيل”».
ولفت الإمام الخامنئي إلى أن روح السيد حسن نصر الله ما زالت حية، وكذلك روح يحيى السنوار، وأضاف: «لقد رحل جسداهما، لكن الشهادة لم تخرجهما من ساحة الوجود، بل بقيت روحاهما وبقي فكرهما، وطريقهما مستمر».
وتوقّف سماحته عند قضايا المنطقة والأحداث المتعلقة بسوريا، مؤكدًا: «ظنّ الأعداء بهذا التحرك الذي جرى في سوريا، والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني وأمريكا، أنّ قضية المقاومة قد انتهت، لكنهم مخطئون بشدّة».
مواقف الامام الخامنئي، جاءت خلال لقائه مع آلاف النساء والسيدات، حلول ولادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، حيث شرح بعض الأبعاد الوجودية لها كظاهرة مذهلة في عالم الخلق.
كما تناول سماحته في جزء آخر من حديثه الآراء المختلفة حول المرأة وميثاق الإسلام في هذا الشأن.
وتطرّق قائد الثورة الإسلامية إلى تبيين شخصيّة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وقال: «أن تصل امرأة شابة، من الناحية المعنوية والهوية الملكوتية والجبروتية، إلى مرتبة فيغدو غضبها غضب الله ورضاها رضا الله، وفقًا لرواية الشيعة وأهل السنة، هو أمر عظيم ومذهل للغاية».
ورأى الإمام الخامنئي أن «مواساة النبي في الشدائد»، «مرافقة أمير المؤمنين (ع) في الجهاد»، «ذهول الملائكة من عبادتها»، «إلقاءها خطبًا فصيحة وبليغة وحماسية»، و«تربية الإمام الحسن والإمام الحسين (عليهما السلام) والسيدة زينب (سلام الله عليها)»، كلّها من الخصائص الفريدة للسيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، وأضاف: «كانت تلك السيدة في طفولتها وشبابها وزواجها وسيرة حياتها أفضل نموذج للمرأة المسلمة وأرقاه وأبلغه».
كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى الآراء المختلفة حول قضية المرأة في العالم، وقال: «يُخفي الرأسماليون والسياسيون التابعون لهم، من خلال سيطرتهم على وسائل الإعلام المؤثرة في العالم، عبر الكذب، وتحت غطاء ظاهري لنظرية فلسفية وإنسانية، دوافعهم الإجرامية والمُفسدة، الرامية إلى التدخّل في شؤون مجتمع النساء على مستوى العالم وتوجيهه من أجل تحقيق مصالح غير مشروعة».
كما عدّ قائد الثورة الإسلامية انعدام الصدق والنفاق الأسلوب الدائم للمستعمرين والرأسماليين الغربيين، وأنّ جلب النساء إلى المصانع لتلبية احتياجات الصناعات من العمال ذوي الأجور المنخفضة تحت غطاء حرية المرأة واستقلالها مثالًا على هذا النفاق.
كذلك أوضح الإمام الخامنئي أن الهدف الخفيّ وراء شعار تحرير العبيد في أمريكا قبل قرابة قرنين كان جلب العبيد من مزارع جنوبي تلك البلاد إلى المصانع في شماليّها، وقال: «اليوم أيضًا، تكمن وراء الشعارات النسوية وحرية المرأة وحقوق المرأة، أهداف سياسية وغير إنسانية؛ بعضها واضح وبعضها الآخر سينكشف لاحقًا».