مر أكثر من أسبوع على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني، ولكن لبنان لا يزال يواجه تحديات إنسانية جسيمة مع استمرار تداعيات النزاع. رغم توقُّف القتال، يظل الوضع المعقد في المناطق المتضررة يعكس حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والمجتمعات المحلية. مئات الآلاف من النازحين الذين بدأوا بالعودة إلى ديارهم يجدون أنفسهم أمام واقع قاسٍ، حيث دُمرت المنازل وتضررت الخدمات الأساسية، من الرعاية الصحية إلى المياه والتعليم، مما يساهم في مضاعفة التعقيد بالنسبة لجهود الإغاثة. ويعقد الوضع الإنساني القيود المفروضة على الوصول إلى المناطق المتضررة، بما في ذلك التحذيرات العسكرية الإسرائيلية من العودة إلى نحو 70 بلدة في جنوب لبنان، بالإضافة إلى خطر الذخائر غير المنفجرة الذي يهدد حياة السكان المحليين.
ووفقاً لآخر أرقام المنظمة الدولية للهجرة، والتي اطّلع عليها “لبنان24″، فإن نحو 786,443 شخصاً قد نزحوا داخلياً في لبنان، وتم تسجيل عودة جزء كبير منهم إلى مناطقهم الأصلية. تصدر قضاء النبطية قائمة العائدين بواقع 296,591 شخصاً (38% من الإجمالي)، يليه صيدا (142,565 شخصاً – 18%)، بعلبك (134,755 شخصاً – 17%)، وقضاء صور (123,680 شخصاً – 16%). في الوقت ذاته، بقي نحو 201,820 شخصاً نازحين خارج إقامتهم السابقة، حيث تركّز 71% منهم في خمس مناطق: عاليه (24%)، صيدا (16%)، بيروت (16%)، الشوف (8%)، والمتن (7%). حالياً، يواصل 8,972 نازحًا الإقامة في 151 مأوى جماعي (بتراجع نسبته 81% مقارنة بـ 188,292 شخصًا تم الإبلاغ عنهم في الملاجئ الجماعية في 24 تشرين الثاني). كما أفادت المفوضية بوجود تحركات عكسية كبيرة عبر الحدود إلى لبنان، حيث عبر 34,000 مواطن لبناني من سوريا بين 27 تشرين الثاني و4 كانون الأول عبر معبري جديدة يابوس والجوسية الحدوديين.
وحسب وزارة الصحة، فإنّه حتى 4 كانون الأول 2024 فإن الصراع أودى بحياة 4,047 شخصًا، بينهم 290 طفلاً و790 امرأة، و16638 جريحًا منذ 8 تشرين الأول 2023. ومن بين هؤلاء، وقعت 3,402 حالة وفاة و14,655 إصابة بعد 15 أيلول، وهو ما يمثل حوالي 84% من إجمالي الوفيات.
واستشهد ما لا يقل عن 12 شخصًا في الهجمات الإسرائيلية منذ وقف إطلاق النار، بحسب وزارة الصحة العامة، مع استمرار الغارات على الجنوب والنبطية. ولا يزال قطاع الصحة متأثرا بشكل خطير، حيث سجلت منظمة الصحة العالمية 158 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية، واستشهاد 241 عاملًا صحيًا أثناء أداء واجبهم، وتوقف 7 مستشفيات عن العمل، وإغلاق 133 مركزًا للرعاية الصحية الأولية ومستوصفًا. وحسب التقرير، فإن قطاع الصحة يحتاج إلى 40 مليون دولار للاستجابة لحالات الطوارئ بحلول نهاية العام.
وأشار التقرير إلى أنّه بالتعاون مع الجهات الفاعلة في مجال حماية الطفل، تم تقديم خدمات التغذية في نقاط العبور على الحدود اللبنانية السورية، حيث قدم شركاء حماية الطفل حصص الطاقة والبروتين لـ 338 طفلاً ومقدمي رعاية متنقلين.
كما تلقى 19,336 طفلاً (من عمر 6 إلى 59 شهرًا) داخل وخارج الملاجئ حصص التغذية، مكملات المغذيات الدقيقة، وحزم التغذية التكميلية لتعزيز القيمة الغذائية لوجباتهم ومنع أي شكل من أشكال سوء التغذية. وقد تم الوصول إلى 11,856 طفلاً بمكملات فيتامين “أ”.
وتم تقديم خدمات الاستشارة والتوعية إلى 126,652 من مقدمي الرعاية لتعزيز الحماية والتثقيف حول ممارسات تغذية الأطفال والرضع المثلى، التغذية المتكاملة، وتنمية الطفولة المبكرة.
كما تم فحص 27,641 طفلاً (من 6 إلى 59 شهرًا) وامرأة حامل ومرضعة للتأكد من صحتهم في الملاجئ الجماعية وخارجها (في مراكز الرعاية الصحية الأولية). وقد تم تحديد حالات الهزال لـ 2,444 طفلاً وامرأة حامل ومرضعة، وتمت إحالتهم إلى مراكز العلاج التابعة لمراكز الرعاية الصحية الأولية (PHCC) لتلقي العلاج.
وحسب التقرير، فقد قدّم 40 شريكًا من شركاء حماية الطفل خدمات الاستجابة لحالات الطوارئ في 548 مأوى طوارئ جماعي.
تم دعم 380 طفلاً من خلال خدمات إدارة الحالات الطارئة. كما حصل 50,135 طفلاً ومقدمو رعاية على خدمات الدعم النفسي والاجتماعي التي تهدف إلى تعزيز رفاهيتهم، وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتعامل مع التحديات الناجمة عن الوضع الطارئ المستمر.
تلقى 27,651 طفلاً ومقدمو رعاية معلومات وجلسات توعية حول القضايا الأساسية المتعلقة بحماية الأطفال، بالإضافة إلى الخدمات المتاحة مثل حماية الطفل والصحة النفسية.
تم التعرف على 96 طفلاً غير مصحوبين بذويهم في كل أنحاء البلاد. من هؤلاء، تم لم شمل 89 طفلاً مع أسرهم بنجاح، في حين تم إعادة الستة الباقين إلى ترتيبات الرعاية البديلة، مع بذل جهود مستمرة للبحث عن أسرهم ولم شملهم.
وتم توزيع حوالي 500,000 مادة من مواد المعلومات والتعليم والتثقيف للأطفال والكبار، بالإضافة إلى توعية أكثر من 1,930 فردًا (70% منهم إناث) بشأن مخاطر الذخائر المتفجرة.
أرقام أخرى عن الحرب:
– حسب أرقام وزارة الصحة وصل عدد الوفيات إلى 4047 شخصًا، 20,1% منهم من النساء، مقابل 73,1% منهم من الرجال، في حين وصل عدد الأطفال إلى 6,8%، بالاضافة إلى استشهاد 6 من الطاقم الصحافي.
– حسب أرقام وزارة الصحة وصل عدد الجرحى إلى 16638 جريحًا. 14,655 منهم جُرحوا بين 16 أيلول و4 كانون الأول. وشكّلت نسبة النساء الجرحى 16,8%، مقابل 74,6% من الرجال، و8,6% من الأطفال.
– وحسب التقرير، فإن 241 عاملا في القطاع الصحي استشهد خلال الحرب، مقابل جرح 292 عاملا في 158 هجمة أو ضربة، من ضمنها استهداف 103 سيارات تابعة للهيئات الصحية.
بالتوازي، تضرر 40 موقعا مرتبطًا بتأمين المياه يستفيد منها 450 ألف شخص، كما تم تدمير 36 مركز رعاية صحة، وأغلقت 6 مستشفيات، و6 أخرى فتحت بشكل جزئي.
أما على صعيد تقديم المساعدات سجّلت الأرقام التالي:
– توزيع 597 ألف بطانية وفرشة نوم ووسادة
– توزيع 10,3 مليون وجبة طعام
– توزيع 425 ألف قطعة خبز
– 240 ألف شخص تلقى مساعدات مالية مباشرة
– توزيع 100 شنطة تحتوي على معدات طبية
– توزيع حصص تغذية لـ 51,4 آلاف شخص و3 آلاف طفل
– توزيع 190 مساعدة تتعلق بمواد تعليمية لأكثر من 20 ألف تلميذ