شدّد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، السبت، على أنّ “مساندة غزة كانت عملاً نبيلاً وراقياً، وهو واجب علينا وعلى كل العرب والمسلمين”.
وأشار في خطاب متلفزة، ألقاها مساء الـ14 كانون الثاني/ديسمبر من العام الجاري، إلى أنّ حزب الله كان يتوقع أن يحصل عدوان اسرائيلي في أي لحظة، “لكن لم نكن نعلم التوقيت المحدد، فكان العدوان في أيلول، وهذا ليس له علاقة بإسناد غزة بل بالمشروع التوسعي الاسرائيلي”.
وأضاف الشيخ قاسم بأنّ العدو الإسرائيلي استطاع اغتيال “قادة حزب الله وعلى رأسهم سماحة السيد الشهيد، وقام بجرائمه الوحشية بحق المدنيين، لكنه لم يتمكن من كسر عرين المقاومة”، إذ أن المجاهدين تمكنوا “من إيلام العدو وقتاله، وجرح مئات من جنوده ، ومنعه من تحقيق هدفه بكسر المقاومة”.
وتحدّث الشيخ نعيم قاسم عن “3 عوامل من القوة والصمود جعلتنا ننتصر؛ أولها صمود المقاومين الأسطوري في الميدان، والعامل الثاني دماء الشهداء وعلى رأسهم دماء السيد نصر الله، والعامل الثالث هو الإدارة السياسية المتكاملة والفعّالة مع إدارة مقاومة أولى البأس”.
وعن الخروقات الإسرائيلية المستمرة، اعتبر الشيخ قاسم أنّ الحكومة اللبنانية، واللجنة المعنية بمتابعة الاتفاق تتحملان مسؤولية متابعة تلك الخروقات.
وقال إنّ المقاومة صبرت “خلال هذه الفترة على مئات الخروقات الإسرائيلية من أجل المساعدة على تنفيذ الاتفاق ولكشف العدو ووضع كل المعنيين أمام مسؤولياتهم”.
وأكّد ضرورة الاستمرار بالمقاومة التي منعت العدو “مع جيشها وشعبها من التوسع في لبنان”.
وحدد الأمين العام لحزب الله، برنامج عمل الحزب في الفترة القادمة، والمتمثل بـ5 نقاط على الشكل التالي: تنفيذ الاتفاق في جنوب نهر الليطاني، إعادة الإعمار، انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، الحوار الإيجابي حول القضايا الإشكالية ومنها “ما هو موقف لبنان من الاحتلال الاسرائيلي لأرضه؟ وكيف نقوّي الجيش اللبناني؟ بالإضافة إلى ماهية استراتيجية الدفاع اللبنانية.
أما في ما يتعلق بالأحداث الأخيرة في سوريا، أكد الشيخ قاسم أن حزب الله دعم سوريا لأنها في الموقع المعادي لإسرائيل، و”ساهمت في تعزيز قدرات المقاومة عبر أراضيها للبنان وفلسطين”. وأضاف أنّ الحكم على القوى الجديدة لا يمكن إلا “عندما تستقر وتتخذ مواقف واضحة وينتظم وضع النظام في سوريا”.
وتمنى الشيخ قاسم “أن يكون الخيار للنظام الجديد وللشعب السوري هو التعاون بين الشعبين وبين الحكومتين في لبنان وسوريا على قدر المساواة وتبادل الإمكانات”، كما تمنى أن تعتبر هذه الجهة الحاكمة الجديدة “إسرائيل” عدواً وأن لا تطبع معها.
وفي السياق، قال الشيخ قاسم إن حزب الله “خسر في هذه المرحلة طريق الإمداد العسكري عبر سوريا، ولكن هذه الخسارة تفصيل في عمل المقاومة، حيث أنه يمكن أن يأتي النظام الجديد ويعود هذا الطريق بشكل طبيعي، وويمكن أن نبحث عن طرق أخرى”.
وأكد مرونة المقاومة التي لا تقف عند حد معين، وهي قادرة على استبدال الأساليب والطرق بهدف ضمان استمراريتها. وأضاف: “على المقاومة أن تتكيف مع الظروف لتقوية قدراتها، والمهم أن تبقى مستمرة وتعمل على معالجة متطلباتها بطرق مختلفة”.
وتابع الشيخ قاسم “نحن لا نعتقد أن ما يجري في سوريا سيؤثر على لبنان، بل بالعكس”، مشيراً إلى أن “الوضع العام في المنطقة إجمالاً ضاغط، وأن أمريكا وإسرائيل تتحكمان بمسارات كثيرة في المنطقة”.