توالت ردود الفعل الإقليمية والدولية حول هذه تطورات سوريا عقب إعلان فصائل المعارضة السورية المسلحة دخولها إلى العاصمة دمشق، بعد سيطرتها على حمص وعلى كافة المناطق في محيط المدينة، ومناطق في الأرياف.
وتوالت ردود الفعل الإقليمية والدولية حول هذه التطورات الهامة التي مما لا شك فيه أن لها تداعياتها الكبرى على المنطقة، عقب إعلان فصائل المعارضة السورية المسلحة دخولها إلى العاصمة دمشق، بعد سيطرتها على حمص وعلى كافة المناطق في محيط المدينة، ومناطق في الأرياف.
وأبرز المواقف:
روسيا: الأسد قرر مغادرة البلاد نتيجة مفاوضات مع المعارضة المسلحة
الخارجية الروسية قالت إن الرئيس السوري بشار الأسد “قرر ترك منصبه وغادر البلاد نتيجة مفاوضاته مع عدد من المشاركين في النزاع المسلح”، مضيفة أنها على اتصال بكل فصائل المعارضة السورية، وداعية إلى “احترام آراء جميع الأعراق والطوائف”.
ودعت موسكو إلى “إطلاق عملية سياسية شاملة وفق القرار 2254 الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي بالإجماع”، مشيرة إلى أن القواعد العسكرية الروسية بسوريا “في حالة تأهب قصوى ولا تهديد خطيراً لسلامتها”.
بغداد تؤكد: حدودنا مع سوريا محصنة
من جهته، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول اليوم الأحد، أن “الحدود مع سوريا محكمة ومحصنة بشكل كبير”.
وقال رسول في تصريح صحفي “تواجد قوات الحدود العراقية خلفها تتواجد قطعات الجيش وقطعات الحشد الشعبي”.
وأضاف “تم تعزيز الحدود بقطعات إضافية في حال الحاجة لها أن تتدخل”، مبيناً أن “الوضع على الحدود العراقية السورية تحت سيطرة القطعات العراقية”.
فرنسا تدعو إلى التوصل إلى انتقال سياسي سلمي في سوريا
بدورها، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الأحد، بيانًا، رحبت فيه “بالأنباء التي أفادت بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد”، داعية إلى وقف القتال والتوصل إلى انتقال سياسي سلمي في البلاد.
وقالت الخارجية الفرنسية، في بيانها “الآن هو وقت الوحدة في سوريا”، داعية إلى “إنهاء القتال والحفاظ على المؤسسات واحترام سيادة الأراضي السورية ولانتقال سياسي سلمي يحترم تنوع الشعب السوري ويحمي جميع المدنيين والأقليات”.
ودعت فرنسا الجماعات المسلحة، إلى “ضمان الوحدة في سوريا”.
بيدرسن: للحفاظ على القانون والنظام والمؤسسات العامة
فيما قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة بسوريا غير بيدرسن، إن “جميع الأطراف المسلحة في سوريا يجب أن تحافظ على القانون والنظام والمؤسسات العامة”، مضيفاً أنه “ليس لديه معلومات عن مكان تواجد الرئيس السوري بشار الأسد”.
المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا أكد أن “التحديات التي تنتظرنا هائلة، ونحن نسمع من ينتابه القلق والتوجس. ومع ذلك، فهذه لحظةٌ لاحتضان إمكانية التجديد”، حسب تعبيره، مشيراً إلى “أن صمود الشعب السوري يفضي إلى مسار نحو سوريا موحدة وسلمية”.
ورأى بيدرسون، في بيان، أن “نحو 14 عاماً من النزاع في سوريا كان فصلاً قاتماً خلّف ندوباً عميقة”، مضيفاً “اليوم، ننظر إلى المستقبل بأمل حذر لفتح فصل جديد؛ فصل السلام والمصالحة والكرامة لجميع السوريين”.
وقال “بالنسبة إلى النازحين، تجدد هذه اللحظة رؤية العودة إلى الديار التي فقدوها، وهي للأسر التي فرقتها الحرب، بدايات لم شملٍ تجلب الأمل”.
سوليفان: واشنطن قلقة تجاه التطورات بسوريا
وفي وقت أعلن فيه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن “الأسد رحل وروسيا تخلت عنه”، أعرب مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان عن “قلق واشنطن المتزايد إزاء تطورات الأوضاع في سوريا”. جاء ذلك خلال مشاركته في منتدى الدفاع الذي عقد في ولاية كاليفورنيا، حيث أكد أن التطورات الحالية في سوريا “تدعو للقلق”.
وشدد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أن “الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريا في الصراع الداخلي بسوريا”، مؤكدا أن “مستقبل البلاد يجب أن يحدد من قبل الشعب السوري نفسه”، حسب زعمه.
فيدان: نظام الأسد سقط وبإمكان ملايين السوريين العودة
أما وزير الخارجية التركي هاكان فيدان فقد قال إن “نظام بشار الأسد سقط وانتهت حقبة من عدم الاستقرار في سوريا استمرت 14 عاماً”. وزعم فيدان أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “مد يده للنظام السوري من أجل تحقيق الوحدة في سوريا لكن ذلك قوبل بالرفض”، حسب قوله.
وقال إن “ملايين السوريين الذين اضطروا لمغادرة وطنهم يمكنهم الآن العودة إليه”.
يأتي ذلك في وقت بحث فيه وزير الدفاع التركي يشار غولر، الأحد، مع نظيره الأميركي لويد أوستن “التطورات الأخيرة في سوريا وقضايا الدفاع والأمن الإقليميين”،بحسب بيان الدفاع التركية.
الامارات: لتجنب الفوضى
كذلك، حضّ مستشار الرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، السوريين اليوم على التعاون لتجنّب حصول “فوضى” بعد إعلان فصائل معارضة مسلحة دخول دمشق. وقال قرقاش، خلال مداخلة في منتدى المنامة المقام في البحرين، “نأمل في أن يعمل السوريون معاً لكي لا نشهد حلقة أخرى من الفوضى”.
وبخصوص التكهنات عن مكان وجود الأسد، رفض قرقاش تأكيد أو نفي احتمال أنّ يتخذ الأسد من الإمارات ملاذاً له. وأفاد قرقاش خلال المنتدى بأنه “عندما يسأل الناس، إلى أين يتجه بشار الأسد؟، فهذا في نهاية المطاف مجرد معلومة على الهامش في التاريخ”.
وحين طرح الصحافيون السؤال مجدداً، أضاف المسؤول الإماراتي “لا أعتقد أن هذا مهم. وكما قلت، في نهاية المطاف هذه مجرد معلومة على الهامش في التاريخ بالنسبة للأحداث الأكبر”.