كان مشهد العائلات اللبنانية العائدة من سورية إلى لبنان على وقع ما سطرته المقاومة الإسلامية في لبنان من بطولات مؤثرًا للغاية في نفوس اللبنانيين. تمامًا كما كان مؤثرًا لمن وقف لوداعهم من السوريين عند مداخل مدينة السيدة زينب عليها السلام في ريف دمشق.
كلنا مقاومة
الباصات والسيارات المزينة بأعلام المقاومة وصور سماحة الأمين الشهيد السيد حسن نصر الله أحدثت حالة ازدحام شديدة على الطرقات، الأمر الذي سمح لفرق الكشافة في منطقة السيدة زينب عليها السلام باعتلاء الباصات لتقديم المياه وأكياس التمر والحلوى للعائدين الذي ما انفكوا يهتفون بمشاعر عاصفة: ” لبيك يا نصر الله” و”هيهات منا الذلة”.
كان مشهدًا اختلطت فيه المشاعر على نحو عميق حمل من البهجة ما حمل ومن دموع الفرح والحزن على السواء ما جادت به المآقي ومن الفخر بالمقاومين وإرغامهم العدوّ على الإذعان ما لا تخطئه عين.
لكن الحزن على فراق الأمين الشهيد السيد حسن نصر الله بقي سيد الموقف لدى العائدين.
تمسح زينب دموعها وهي تتحدث لموقع “العهد” الإخباري: ” تركنا لبنان وسماحة السيد حيّ يرزق واليوم نعود إليه وهو شهيد في عليين” وتضيف: ” صعبة هي الحياة من دونه…. اشتقنا له”.
عباس سائق حافلة عائدة يحمل صورة السيد نصر الله ويهتف وهو يوجه حديثه إلينا: ” هذا الرجل أعطانا الفخر والنصر والعزة والمكانة المرموقة في الوطن وخارجه…. كل ما دُمر من بيوتنا وممتلكاتنا فداء له ولن نتردّد في التضحية بأنفسنا لأجل المقاومة والمقاومين”.
السيارة التي يقودها مهدي ضاقت قليلًا على عائلته فتحاملوا على أنفسهم رغم طول الطريق، السعادة بالعودة جعلتهم يشعرون وكأنهم في فسحة من المكان وإن كان الشوق للعودة قد حملهم على جناحه إلى البيوت الطاهرة في الجنوب”. سنعيد بناءها كما كانت وأجمل” يقول مهدي لموقع “العهد ” الإخباري فيما تهتف ابنته وهي تُجلس جدتها التسعينية في حجرها بأن “النصر للمقاومة التي حفظت لنا الكرامة”.
شكرًا لسورية
يشرف أبو طالب من الهيئة الشبابية في لبنان على راحة العائدين إلى الديار، يصعد بنفسه إلى الباصات ويستوقف السيارات ليسأل أصحابها عما يمكن أن يقدمه لهم من مساعدة وسرعان ما يقرن القول بالفعل هو ومن معه من المتطوعين.
في حديثه لموقعنا يؤكد أبو طالب أن بيئة المقاومة جاءت إلى سورية عزيزة فخورة وتعود اليوم إلى لبنان عزيزة فخورة لأنها من مجتمع “هيهات منا الذلة” ومجتمع “ألا إن حزب الله هم الغالبون”،
ويضيف أن “سورية بقيت على عهد الوفاء للمقاومة وأهلها وأنزلتهم منزلًا عزيزًا ومباركًا وأصرت على تسميتهم بالوافدين والضيوف إكرامًا لهم وصونًا لكرامتهم ومحبة بهم.
من جانبه، وفي حديثه لموقعنا شكر حيدر ابن النبطية الله على نعمة المقاومة ونعمة الجغرافيا.
يقول حيدر: ” الحمدلله أن سورية جارتنا وليست حكومات عربية أخرى تحاصر وتتآمر وتمنع إدخال المساعدات واستقبال المهجرين”.
تفاعل السوريون مع أشقاىهم اللبنانيين كان كبيرًا للغاية، الواقفون على حافة الطرقات يلوحون بأيديهم للجنوبيين العائدين إلى لبنان فيرد هؤلاء التحية بأجمل منها.
ووفقًا لمصادر رسمية في معبر جديدة يابوس الحدودي بين سورية ولبنان فقد غادر خمسة آلاف مواطن لبناني إلى بلدهم منذ يوم الأربعاء وحتّى صباح الخميس الماضي بعدما قامت السلطات السورية بتقديم كافة أشكال التسهيلات المتعلّقة بعودتهم.