كتبت صحيفة “الديار”: ربما تكون الساعات الاكثر خطورة منذ بدء العدوان الاسرائيلي الوحشي على لبنان.
فاذا صحت كل التسريبات الرسمية وشبه الرسمية من واشنطن وتل ابيب، ولبنان، بان الاتفاق قد انجز والاعلان عنه سيحصل يوم الاربعاء بحسب زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تمنى على رئيس حكومة تصريف الاعمال ان يعلن الاتفاق من السراي الحكومي لان الحكومة تمثل حاليا صلاحيات رئيس الجمهورية، فان «الربع الساعة» الاخيرة تبقى الاكثر دموية وتدميرا وفق التجارب السابقة مع اسرائيل. وهذا ما يفسر عمليات التدمير الممنهجة في البقاع والجنوب والضاحية، لاهداف مدنية، وتراثية، في عملية انتقام واضحة من البيئة الحاضنة للمقاومة، مع انتفاء اي بعد عسكري يبرر هذا الفعل البربري، فيما تقهقرت دبابات العدو في القطاع الغربي بعد مجزرة الدبابات في البياضة ولم تتوقف الخيام عن القتال.
نكسة لاسرائيل
ويبقى القلق كبيرا من اقدام العدو في الساعات الفاصلة على عمليات اغتيال لتحقيق انجاز معنوي في ظل شبه اجماع في الاوساط الاسرائيلية على اعتبار الاتفاق المفترض نكسة لاسرائيل لانه برايهم يمنح حصانة لحزب الله الذي سيعيد حتما بناء نفسه من جديد، وقد أبدى وزير الامن القومي ايتمار بن غفير، معارضته للتسوية، معتبراً أن وقف إطلاق النار في لبنان هو «خطأ فادح وفشل تاريخي في القضاء على حزب الله، كما دعا رئيس حزب «اسرائيل بيتنا» المعارض افيغدور ليبرمان سكان الشمال الى عدم العودة لمنازلهم. فيما اكدت قناة «كان» ان الاتفاق ليس له الا اسم واحد وهو اتفاق حصانة حزب الله. اما العقيد في الاحتياط غابي سيبني، فقد اكد ان حزب الله سيعود وهذا امر محسوم والبنى التحتية التابعة له حتى جنوبي الليطاني ستبقى ولا احد سيفككها.
متى حصل التحول؟
وقد لفتت مصادر مطلعة الى ان التحول الجدي في مسار التفاوض حصل يوم الاحد اثر قلب حزب الله «للطاولة» ميدانيا مخرجا بعضا من اوراقه المستورة في الحرب بضرب تل ابيب بصواريخ نوعية، بعدما اتخذت قيادة المقاومة القرار بـ»لي ذراع» رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو الذي اعتمد المماطلة في المفاوضات وواصل التفاوض «بالنار» رافعا من سقف المواجهة من خلال استهداف بيروت، فكان الرد دون سقوف في «رسالة» على ان المقاومة مستعدة للدخول في حرب شاملة، مع ما يعنيه ذلك من استعداد لقصف المواقع الاستراتيجية داخل الكيان بعدما نجحت الصواريخ في تجاوز القبة الحديدية والوصول الى اهدافها،الامر الذي دفع نتانياهو الى الاتصال بالمبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين لابلاغه بالقبول بخطة وقف النار، بعد تذليل عقبات بسيطة؟
ثوابت بري
واذا صحت التوقعات الموغلة في التفاؤل ولم يتراجع رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، فان الامور تبدو في خواتيمها وسط تضارب في التسريبات والمعلومات في عواصم القرار حول توقيت الاعلان عن الاتفاق، وحيال امكانية اعلانه من قبل الرئيسين الاميركي جو بايدن والفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم او خلال 36 ساعة كما يرجح مسؤولون لبنانيون. وقد قطعت اوساط «عين التينة» الطريق على الكثير من الاخبار المغلوطة، واكدت ان لبنان لم يوافق على اي تعديل للقرار 1701، «ونقطة على السطر»، ولفتت الى ان الرئيس بري اصر على وجود فرنسا في لجنة المراقبة، وابلغ هوكشتاين انه ملتزم بما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماعات الماراتونية في بيروت، وليس في وارد التراجع عنها. وقد ضغط المبعوث الاميركي على نتانياهو مبلغا اياه ان لبنان لن يتراجع عن موقفه ولا بد ان تكون فرنسا في اللجنة، وقد ازعن نتانياهو لذلك.
طريق نتانياهو «سالكة»
وقد أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن «الاتفاق مع لبنان تم إنجازه ولم يتبق سوى المصادقة عليه في الكابينيت. ويفترض ان يحصل نتانياهو اليوم في اجتماع «الكابينت» على موافقة الحكومة، بحسب متحدث باسمه، ابلغ قناة «سي ان ان» الاميركية بذلك. ولن تكون معارضة الوزيرين بن غفير وسموتريتش مؤثرة في القرار، لانها لم يهددا بفرط الحكومة. كما اعلن وزير التراث الإسرائيلي معارضة التوصل إلى اتفاق مع لبنان قائلا انه يجب كسب الوقت حتى تولي ترامب منصبه ليكون الاتفاق صحيحاً.؟!
التصديق اليوم؟
واشارت القناة 13الاسرائيلية الى ان الهدف من اجتماع الكابينت اليوم هو التصديق على اتفاق وقف إطلاق النار. نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين بأن الاتفاق مع لبنان أصبح تحصيلًا حاصلًا. كذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين قولهم إن «إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغت مسؤولين لبنانيين بأن وقف إطلاق النار قد يعلن عنه في غضون ساعات. كما نقلت عن وزيرة الخارجية الألمانية قولها إن «التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في لبنان يبدو قريبا عما كانت عليه الأمر قبل أيام أو أسابيع قليلة.
ضغط هيئة الاركان
بدورها، أفادت القناة 14 الإسرائيلية أن «هيئة الأركان العامة الإسرائيلية تضغط لتعزيز وقف إطلاق النار من أجل إعادة إنعاش القوات والحفاظ على اقتصاد التسليح». وأضافت أن «الهيئة تعتبر دعم الجيش للهدنة في الشمال منطقياً، خاصةً في ضوء الحاجة لتسليح القوات وتعزيزها». كذلك، أكدت «التوصل إلى اتفاق مع حزب الله بمشاركة فرنسا، التي ستكون جزءًا من آلية مراقبة التفاهمات»، مشيرة الى أن «الاتفاق يشمل انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني. واكدت هيئة البث الإسرائيلية ان إدارة بايدن وعدت إسرائيل برفع الحظر عن شحنات الأسلحة في حال التسوية مع لبنان.
معارضة اسرائيلية
من جهته قال رئيس مجلس «مفؤوت حرمون» بيني بن موفخار» مع مثل هذا الاتفاق مع لبنان لن يعود الإسرائيليون إلى منازلهم في الشمال. كما دعا افيغدور ليبرمان سكان الشمال الى عدم العودة لانه لا توجد قوة قادرة على منع حزب الله من اعادة ترميم قوته.كذلك أعرب مستوطنون شمالي فلسطين المحتلة عن غضبهم تجاه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في ظل حديث عن اتفاق عند الجبهة مع لبنان.وانتقد المستوطنون تصريحات نتنياهو، التي يدّعي فيها تحقيق «نصر مطلق»، بينما نشروا مقاطع فيديو يظهر فيها مقاتلو حزب الله في الخلفيّة.وتوجّه المستوطنون في انتقاداتهم إلى نتنياهو بالقول: «تخلّيتم عنا بوعود فارغة، دماء سكان الشمال ستكون على يديك.
الاسرائيليون في الملاجىء
وفي هذا السياق، تساءل عاموس هرئيل في صحيفة هارتس الاسرائيلية كيف يمكن لدولة ان تدعي الانتصار وشعبها في الملاجىء، وقال ان يوم الاحد كان أحد أيام الإطلاق الأكثر كثافة من لبنان منذ بداية الحرب. أسباب ذلك كثيرة؛ ومنها استغلال حالة الطقس التي تصعب على نشاطات سلاح الجو؛ والرغبة في إعادة ترسيخ معادلة إن قصف الضاحية في بيروت يقابله إطلاق الصواريخ على مركز البلاد.
وخلص الكاتب الى القول» الحياة في الشمال ما زالت مشوشة، والإزعاج اليومي تسرب إلى مركز البلاد أيضاً. في الوقت الذي تعلن فيه الحكومة عن إنجازات وتتفاخر بإنجازات الجيش الإسرائيلي، بدأ شعور المواطنين يتضعضع بشأن أمنهم الشخصي، بشكل واضح. حقيقة أن سلاح الجو تسبب بضرر كبير في عمليات القصف على بيروت والبقاع لا ترضي سوى القلائل. في هذه الأثناء، لا يبدو أن هناك عملية عسكرية حاسمة تجعل حزب الله والحكومة اللبنانية يسارعان نحو الاتفاق. الأحداث الأخيرة لم تغير حتى الآن موقف هيئة الأركان التي تعتقد ان «الإنجازات» العملياتية التي تحققت في الشمال والجنوب تمهد الطريق لصفقة قريبة، وتوصي بعملية تضمن وقف إطلاق النار في لبنان وغزة، وعقد صفقة سريعة لإطلاق سراح المخطوفين المحتجزين في القطاع».
الشمال مدمر
وفي سياق متصل، أكد رئيس «منتدى» مستوطنات ما وُصفت بخط المواجهة مع لبنان، موشيه دافيدوفيتش، أنّ حكومة نتنياهو «تبرم اتفاقات من فوق رأسنا، من دون قدرتنا على العودة بأمان وهذا الأهم»، مضيفاً «نريد العيش بأمان، وهذا لم تعطِه لنا الحكومة».وفي حديث مع «القناة 12» الإسرائيلية، نقل دافيدوفيتش ما خلّفته الحرب في المستوطنات الشمالية، حيث «الطرقات مدمّرة»، وقد قضت الحرب على المعيشة والاقتصاد والسياحة والزراعة هناك..وفي هذا الإطار، قال سفير «إسرائيل» في الولايات المتحدة الأميركية، مايك هرتسوغ، لإذاعة «الجيش» الإسرائيلي، «نحن قريبون من اتفاق وهذا يمكن أن يحصل خلال أيام، وما بقي هو إغلاق عدة زوايا».وللإذاعة ذاتها، قال وزير الهجرة والاستيعاب الإسرائيلي، أوفير سوفير، «يوجد تحركات للتوصل إلى اتفاق مع لبنان، وهي في مراحل متقدمة»، مضيفاً: «كان من الواضح دائماً أن ذلك لن ينتهي بعملية عسكرية بل ستكون هناك عملية سياسية أيضاً، ولكن يجب إزالة التهديد حتى يتمكن سكان الشمال من العودة إلى منازلهم. ووصف رئيس المجلس الإقليمي لـ «ماتيه آشر» في الشمال، موشيه دافيدوفيتش، الاتفاق الذي تتم بلورته مع لبنان بـ «العار»، قائلاً: «هناك تقصير هائل من قبل الحكومة التي تعود إلى مفهوم ما قبل الحرب، إذ تسعى لشراء الهدوء بأيّ ثمن».
الكارثة كبيرة
في هذ الوقت، عكست تصريحات رؤساء بلديات مستوطنات الشمال حجم الكارثة التي حلت بهم، وفي ما اعلنت مدينة عكا تعليق الدروس اليوم، قال رئيس بلدية حيفا يونا ياهف، إن المدينة تعاني من وضع اقتصادي صعب جدا بعد إغلاق المحال التجارية إثر صواريخ «حزب الله».واشار الى ان عرض على الكنيست الوضع السيء، ولفت الى أن لجنة المالية بالكنيست والدولة الإسرائيلية لا تفهم أو تعرف ما يجري فيها من أحداث رهيبة وخطيرة، فحيفا مستهدفة، والاقتصاد ينهار والمدينة راكدة اقتصاديا بعد إغلاق المحلات». وفي وسط كيان العدو، قال رئيس بلدية بيتاح تكفا رامي غرينبرغ، إن أخصائيين نفسيين انتشروا في المدينة بعد سقوط صاروخ أطلق من لبنان. وأوضح غرينبرغ، أن بين الإصابات متوسطة وخفيفة، وهؤلاء الأخصائيون يقدمون الإجابات اللازمة للتخفيف على المستوطنين، جراء توالي سقوط الصواريخ اللبنانية على رؤوسهم.
الفشل الأمني
وفي السياق ذاته، اكد رئيس بلدية نهاريارونين مارلي، إن تل أبيب فشلت في توفير الأمن لمواطنيها، وأهدرت أموالا ضخمة من ميزانيتها دون جدوى.ونقلت الإذاعة نفسها عن مارلي قوله، إن» إسرائيل فشلت في توفير الأمن لسكانها، كما سبق وأهدرت ميزانيات ضخمة لإجلاء سكان الجنوب. ووصف مارلي، قرار إسرائيل بإجلاء السكان بالغبي، موضحا أن تل أبيب سجلت فشلا ذريعا حيال هذا الأمر.
ما هي بنود الاتفاق لبنانيا؟
من جهته اكد نائب رئيس مجلس النواب ، الياس بوصعب ان الهدنة التي ترعاها الولايات المتحدة ستراقبها لجنة من 5 دول ترأسها أميركا، وأضاف: «الهدنة التي ترعاها أميركا تقوم على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان وانتشار القوات اللبنانية في غضون 60 يوماً»، مشيراً إلى أنه لا عقبات جدية أمام بدء تنفيذ الهدنة.
وقال « في الساعات الماضية ارتفعت وتيرة الاعتداءات من قبل العدو الاسرائيلي الذي صار معروفا انه كلما اقتربنا من التفاوض الجدي وهو شريك فيه، يعمد الى التصعيد للضغط على الفريق الآخر من اجل التنازل أمامه، الرئيس بري بخبرته وتاريخه بهذا المجال لا يسمح لهذا الضغط بأن يتراجع بأي موقف يمس بلبنان وسيادته وخاصة بالقرار 1701 الذي وافق عليه كل لبنان ، وهذا القرار الذي يتحدث عنه الرئيس بري بما تم التوافق عليه في القرار من قبل كل اللبنانيين، العدو الاسرائيلي اليوم يدمر للتدمير ويقتل المدنيين ويقصف المباني ويرتكب إجراما ما بعده إجرام، فلا يقولن أحد أن العدو يستهدف فقط حزب الله، العدو يستهدف أي شيء من أجل الضغط وهو يعمد الى القصف والعدوان العشوائي. .
الحسم للميدان
وقال «الشيء الوحيد الذي يمكن ان يجعل نتنياهو يغير بالرغم من كل الذي يحصل هو الميدان، وفي الميدان تبين أن نتنياهو يدفع أثمانا كبيرة .وماذا يمكن ان يحصل جراء هذا العدوان.
وحول اذا ما كان هناك من بنود لا زالت عالقة في الاتفاق ومسألة حرية التحرك للعدو وعضوية فرنسا في اللجنة؟ أجاب بوصعب: «لقد وافقت اسرائيل على وجود فرنسا لأن الرئيس بري لم يقبل الا بوجودها في اللجنة لانه كان متفقاً مع الوسيط الاميركي خلال زيارته الى لبنان على اللجنة بوجود اميركا وفرنسا وكان موقف الرئيس بري ان ما اتفقنا عليه هو ما اتفقنا عليه، هو فرنسا في هذه اللجنة، واما في موضوع حرية التحرك نحن نتكلم عن القرار 1701 كاملا، وكما هو القرار 1701 لا يعطي لاسرائيل حرية التحرك في لبنان، ما بين ايدينا وما سمعناه من الرئيس نبيه بري أننا نتكلم فقط عن 1701 لا اكثر ولا اقل مع آلية الاشراف على التنفيذ واللجنة ومن يرأسها واللجنة ليس لديها صلاحية القول أريد كسر القرار 1701 والسماح بالاعتداء على لبنان.