عناوين الصحف

الديار: أسبوع حاسم لمسار المفاوضات… ولبنان يفكك «البنود المفخخة» قبل وصول هوكشتاين الثلاثاء

كتبت صحيفة الديار تقول: الاسبوع المقبل مرشح لان يكون اسبوعا مهما يمكن ان يحمل ملامح مسار التطورات المتصلة بالمفاوضات حول وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 التي دخلت يوم الخميس الماضي مرحلة جديدة، بعد تسليم السفيرة الاميركية ليزا جونسون مسودة مشروع بهذا الخصوص للرئيس نبيه بري، في ضوء ما كانت توصلت اليه المباحثات الاميركية-الاسرائيلية المكثفة الاخيرة لا سيما خلال زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلية رون دريمر لواشنطن.

وبموازاة هذه المفاوضات، يشهد الميدان منذ ايام تصعيدا كبيرا، حيث يحاول العدو الاسرائيلي الضغط بالنار لانتزاع تنازلات لبنانية اكان من خلال الغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، ام من خلال العملية البرية التي اعلن عن بدء مرحلتها الثانية منذ ايام، والتي تتصدى لها المقاومة وحزب الله بقوة واقتدار على اكثر من محور.

واذا كان العدو يضغط بالنار بكل قوته لترجمة ما اعلنه قادته بعنوان «التفاوض تحت النار»، فان لبنان يواجه هذا الضغط بكل قوة وثبات على المستويين السياسي والميداني.

وقد ترجم الرئيس بري في تصريحاته خلال اليومين الماضيين ثبات الموقف اللبناني الرسمي وقوته، وواصل حزب الله بالوقت نفسه في الميدان تكثيف وتوسيع قصفه بالصواريخ والمسيرات الهجومية للمدن والقواعد والاهداف العسكرية من الحدود حتى تل ابيب، وقد ألهبت صواريخه مساء امس حيفا، وتصدى بقوة ونجاح لمحاولات تقدم قوات العدو على اكثر من محور واشتبك معها من نقطة صفر كما حصل اول من امس في بلدة شمع في القطاع الغربي، واجبرها على التراجع بعد تكبيدها خسائر موجعة، وعاودت محاولاتها امس وحصلت اشتباكات عنيفة مع المقاومة.

الرد اللبناني غدا وهوكشتاين قادم الثلاثاء

وعلى صعيد المفاوضات، علمت «الديار» من مصادر مطلعة ان الرئيس بري يعكف منذ يوم الخميس على اعداد الرد اللبناني على مسودة المشروع التي تسلمها من السفيرة الاميركية بالتعاون مع الرئيس ميقاتي، لتسليمه للجانب الاميركي خلال الـ48 ساعةالمقبلة.

واضافت ان حزب الله تسلم نسخة عن المسودة المذكورة التي تضمنت 13 بندا، وهو يدرسها ايضا لابداء ملاحظاته عليها، مع العلم ان التشاور يجري مع الرئيس بري في هذا الاطار.

هوكشتاين في بيروت بعد غد الثلاثاء

وعلمت «الديار» من مصادر مطلعة مساء امس، ان الموفد الاميركي اموس هوكشتاين سيصل الى بيروت بعد غد الثلاثاء، حيث ينتظر ان يكون الرد اللبناني على مسودة وقف النار والحل جاهزا قبل وصوله لبحث الملاحظات والتعديلات المقترحة من جانب لبنان.

وذكرت هيئة البث الاسرائيلية ان هوكشتاين سيصل يوم الاربعاء الى تل ابيب بعد زيارة لبنان.

وحسب المعلومات، فان تواصلا حصل يوم الاربعاء الماضي من قبل السفيرة الاميركية مع الرئيس بري، قبل ان تسلمه في اليوم التالي المسودة المؤلفة من خمس صفحات و13 بندا، وتعرض معه المسودة بشكل عام.

وقال مصدر مطلع لـ «الديار» امس «انه من السابق لاوانه الحكم على نتيجة هذه المحاولة الجديدة من التفاوض التي تقوم به الادارة الاميركية، وان التجارب برهنت ان رئيس حكومة العدو نتنياهو طالما انقلب وافشل كل المحاولات السابقة، ومنها البيان الشهير لوقف النار الذي صدر في ايلول عن الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا ودول اوروبية وعربية».

واضاف المصدر «ان كل ما يمكن قوله حتى الان هو ما جاء على لسان الرئيس بري في حديثه للديار بان نسبة حظوظ التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار تتجاوز الـ50٪»، لافتا في الوقت نفسه الى افشال نتنياهو للمفاوضات ثلاث مرات سابقا، والعبرة تبقى في خواتيمها.

واوضح المصدر ان ما ينشر من بنود للمسودة التي تسلمها الرئيس بري ليس دقيقا، وان ما هو معلوم منها هو مرتبط بما اشار اليه الرئيس بري، مثل انها لا تتضمن اي نوع من حرية الحركة للجيش الاسرائيلي في لبنان او نشر قوات اطلسية، بالاضافة الى بند اللجنة التي ستشرف على تنفيذ القرار 1701 الذي اعلن عدم القبول به كما ورد، لجهة ان تضم عددا من الدول الغربية.

ويشار في هذا المجال ان الورقة تقترح ان تضم اللجنة اعضاء من اميركا وفرنسا والمانيا وبريطانيا، وان الرئيس بري اعرب صراحة ومسبقا عن عدم قبول اللجنة بهذا الشكل، وانه ألمح الى ان تكون مكونة من اطراف اتفاقية الهدنة مع عضوين اميركي وفرنسي، باعتبار ان الاول يرعى الحل والثاني مشارك ايضا فيه وفي قوات اليونيفيل في الجنوب.

وعلمت « الديار» من مصادر مطلعة ان هناك بنودا اخرى هي موضع تدقيق وملاحظات من الجانب اللبناني، بالاضافة الى بند اللجنة المذكورة، منها ما يتعلق بعملها وآلية تنفيذ البند المتعلق بحصر السلاح في جنوب الليطاني بالجيش اللبناني، والتعاون مع اليونيفيل، ومنع اي سلاح اخر.

واضافت المصادر ان لبنان متمسك بالنص كما ورد في القرار 1701 دون اي تحوير او تفسيرات اضافية.

وكشفت ان هناك «قطب مخفية» في بعض البنود، وفق المعلومات القليلة التي رشحت عن المسودة.

وتشكل هذه «القطب المخفية» الغاما تحتاج من الجانب اللبناني الى تفكيك وتدقيق لابداء ملاحظاته خطيا على كل منها، لا سيما ان العدو يسعى باي شكل من الاشكال الى الافادة من هذه «القطب المخفية» بالنص.

المناورات الاسرائيلية التفاوضية

وفي ظل التكتم الشديد حول مضمون مسودة الحل الذي عرضه الاميركي، فان المعلومات التي رشحت حولها تشير الى انها تضمنت اقرارا بالارتكاز على القرار 1701، وهو ما يعتبر تراجعا من قبل العدو الاسرائيلي عما كان يعلنه ويطرحه بمطالبته تجاوز القرار المذكور بشروط اضافية.

كما تتضمن المسودة وقفا للنار يليه بعد بدء نفاذه انسحاب القوات الاسرائيلية بشكل كامل من الاراضي الجنوبية التي دخلتها خلال 7 ايام، ثم تنتشر قوة من الجيش اللبناني الى الحدود بقوام خمسة الاف عسكريا، ويلي ذلك خلال ستين يوما تنفيذ حصر السلاح الشرعي جنوب الليطاني بيد الجيش اللبناني.

وتتضمن ايضا بندا يتعلق بدعم الجيش لضبط المعابر البرية ومنع ادخال السلاح عبرها، بالاضافة الى بند لجنة الاشراف على تنفيذ القرار الذي تحدث عنه الرئيس بري. كم تتضمنا عدم حصول اعتداءات اسرائيلية برا وبحرا وجوا.

وخلال هدنة الستين يوما يجري التفاوض لتثبيت الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة والنقاط الـ13.

وهناك بند يتعلق بحق الطرفين اللبناني والاسرائيلي في الدفاع عن النفس من اي اعتداء. وهذا البند، برأي المصادر» يحتاج الى التدقيق ايضا لكيلا ينفذ العدو منه الى تشريع اعتداءاته على لبنان بحجة الدفاع عن النفس.

وفي قراءة للمشهد التفاوضي والموقف الاسرائيلي خلالها وقبلها، تقول مصادر ديبلوماسية، من خلال متابعة التحركات والمواقف الاسرائيلية الأخيرة، ان اسرائيل حاولت وتحاول ان تحصل على مكاسب خارج نص الاتفاق او مشروع الحل منها :

1- خلال المهمة التي كلفه اياها نتنياهو توجه وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلية بداية الى موسكو، طالبا ان تتعاون روسيا من خلال وجودها ونفوذها في سوريا «منع عمليات تهريب السلاح الى حزب الله عن طريق سوريا.»

ولم يحصل على جواب ايجابي من المسؤولين الروس الذين ابلغوه ان القوات الروسية موجودة في سوريا ومهامها محددة، وهي غير معنية بالقيام بمثل هذا العمل وليس حرس حدود.

وفي واشنطن حرص الوزير الاسرائيلي على اخذ رأي الرئيس المنتخب ترامب بشأن الصيغة التي ناقشها مع المسؤولين في ادارة الرئيس بايدن.

وحسب وسائل اعلام اميركية ومنها صحيفة وول ستريت جورنال، فان ترامب ابلغه انه يرغب في التوصل الى اتفاق لوقف النار في لبنان، مؤكدا « ان ليس لديه اعتراضات على المخطط الحالي.»

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اسرائيليين ان ترامب اعرب عن امله في تنفيذ التسوية في لبنان قبل موعد تنصيبه.

2- حاول العدو الاسرائيلي ان يحمل سوريا مسؤولية العمل لمنع تهريب السلاح الى حزب الله، مطالبا روسيا بالضغط على القيادة السورية في هذا الاتجاه، لكنه اصطدم بموقف روسي سلبي باعتبار ان هذا امر سيادي يعود للحكومة السورية. من هنا يبرز في الايام الاخيرة التصعيد وتكثيف الغارات الجوية الاسرائيلية ليس على اهداف لحزب الله او الجهاد الاسلامي فحسب، بل ايضا على مراكز واهداف للجيش السوري، من اجل الضغط على دمشق لتنفيذ المطلب الاسرائيلي.

3- التصعيد الاسرائيلي الكبير الذي شهدنا امس نموذجا منه بالغارات الكثيفة والعنيفة على الضاحية وصور والقرى الجنوبية، والذي يترجم الضغط بالنار على المفاوض اللبناني.

وتقول المصادر الديبلوماسية ان هذا الاسلوب والتحرك الاسرائيلي يزيد من الشكوك حول موقف نتنياهو من المفاوضات، ويشكل مصدر حذر شديد من قبل لبنان.

مصادر قوة لبنان في معركة التفاوض

وفي المقابل يقول مصدر سياسي لـ «الديار» ان المفاوض اللبناني يستند الى مصادر ونقاط قوة عديدة ابرزها:

1- قدرة الرئيس بري وحنكته وتجربته في قيادة هذه العملية التفاوضية بالتعاون مع الرئيس ميقاتي، وثبات الموقف اللبناني بالمطالبة بوقف العدوان الاسرائيلي ووقف النار وتنفيذ القرار 1701 دون اي اضافة.

2- الميدان حيث اكدت المقاومة وحزب الله منذ بدء العملية البرية الاسرائيلية جهوزيتها وقدرتها على المواجهة في كل المحاور، ورفعت ووسعت هجماتها بالصواريخ والمسيرات حتى تل ابيب.

3- رغم الغارات الهمجية للعدو على المدن والقرى وارتكاب المجازر اليومي، بقيت البيئة الحاضنة المقاومة على التزامها معها رغم كل التضحيات. وبرهن اللبنانيون عن وطنية عالية في احتضان النازحين رغم الاختلافات السياسية.

4- مع مرور الاسابيع الاخيرة بعد بدء العملية البرية، اخذ يظهر اكثر الانقسام في الرأي العام الاسرائيلي حول الحرب في لبنان، فبعد ان كان اكثر من ثلاثة ارباع الاسرائيليين يؤيدون الحرب، انخفضت نسبتهم الى 41 ٪، كما ورد في استطلاع نشرته صحيفة معاريف، بينما بلغت نسبة المؤيدين للتسوية مع لبنان 45٪.

غارات عنيفة على الضاحية وصور وحزب الله يقصف قواعد ويلهب حيفا

وفي اطار محاولة التفاوض تحت النار، رفع العدو الاسرائيلي في الايام القليلة الاخيرة، لا سيما بعد تسلم الرئيس بري مسودة مشروع وقف النار من السفيرة الاميركية يوم الخميس الماضي، من وتيرة تصعيده بغارات واسعة وعنيفة على الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع، وكثف محاولات التقدم على اكثر من محور في اطار المرحلة الثانية من عمليته البرية، لا سيما على محور شمع طير حرفا الجبين في القطاع الغربي حيث واجهت قواته مقاومة شرسة من المقاومة ومقاتلي حزب الله اول من امس في شمع، ما اجبرها على التراجع قبل ان تكرر محاولاتها امس.

وبلغ امس التصعيد الاسرائيلي درجة كبيرة للغاية حيث شن طيران العدو سلسلة من الغارات العنيفة على مناطق متفرقة من الضاحية الجنوبية طوال النهار والمساء.

وشن اكثر من عشر غارات عنيفة اخرى على صور. كما اغار على معظم القرى في القطاع الغربي وعلى بلدات وقرى جنوبية في القطاعات الاخرى، لا سيما الخيام وبنت جبيل.

وفي اطار الضغط والتهويل الاعلامي المترافق مع التصعيد الاسرائيلي الكبير امس، قالت القناة 13 « انه جرى اتخاذ قرار حازم في اسرائيل بتنفيذ غارات في جميع انحاء لبنان كل ساعتين.

وصرح رئيس الأركان الاسرائيلي قائلا « سنواصل القتال الى الامام والهجوم في العمق وإلحاق ضرر كبير بحزب الله.»

وذكرت هيئة البث الاسرائيلية انه» خلال نصف ساعة هاجم الجيش الاسرائيلي مدينة صور 10 مرات».

وفي المقابل واصل حزب الله امس قصف المدن والمستوطنات والقواعد والاهداف العسكرية للعدو حتى جنوب حيفا مرورا بنهاريا وعكا والمستوطنات الشمالية ومنها كريات شمونة وتجمعات جنود العدو على محاور القتال مستخدما الصواريخ المتنوعة والمسيرات الهجومية.

وقصف مساء بصواريخ نوعية منطقة الكرمل الحيوية في جنوبي حيفا حيفا واشتعلت النيران في هذه المنطقة الحيوية.

واحدثت هجمات الحزب بالصواريخ والمسيرات اصابات دقيقة في العديد من القواعد والاهداف العسكرية، واصابت مسيرة انقضاضية بشكل مباشر مبنى في نهاريا واندلعت النيران في مبنى اخر في يعرا بعد اصابته بصاروخ.

وادى القصف الى حرائق في مناطق عديدة وانقطع التيار الكهربائي في اجزاء من نهاريا ومستوطنات اخرى.

وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية امس « يوم سبت اخر يشهد الكثير من الاضرار جراء عمليات اطلاق النار من لبنان نحو اسرائيل، وقد احدثت صواريخ حزب الله الكثير من الاضرار».

ومن ابرز عمليات حزب الله امس: استهداف نهاريا ومستوطنات ومواقع للعدو في الجليل الغربي صباح امس بعشرات الصواريخ قال الجيش الاسرائيلي ان تصدى لعدد منها وسقط الباقي في مناطق مفتوحة.

واستهدف حزب الله بالصواريخ قاعدة ستيلا ماريس البحرية الاستراتيجية شمالي غربي حيفا.

كما استهدف بسرب من المسيرات الانقضاضية قاعدة عتليت جنوب حيفا، وقاعدة شراغا التي تضم المقر الاداري للواء غولاني شمالي عكا بالصواريخ.

وعلى صعيد المواجهات البرية، شهد محور شمع طيرحرفا الجبين امس اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المقاومة وحزب الله وقوات العدو الاسرائيلي التي جددت محاولة التقدم على هذا المحور باتجاه شمع، بعد ان كانت اضطرت بعد معركة التحام عنيفة مع المقاومين في بلدة شمع الى الانسحاب حيث تكبدت خسائر جسيمة.

وخلال العمليات البرية ركز العدو غاراته العنيفة على قرى القطاع الغربي ونفذ اكثر من عشر غارات على مدينة صور.

وجدد جيش العدو امس محاولات التقدم باتجاه الخيام، حيث جرت اشتباكات عنيفة بين القوات المهاجمة ومقاتلي حزب الله عند اطراف المدينة الجنوبية.

كذلك جرت اشتباكات مماثلة على محور طلوسة، حيث يحاول العدو منذ ايام التقدم نحو بنت جبيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى