قالت مجلّة “Responsible Statecraft” إنّ أمام الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، “مهمة صعبة في الشرق الأوسط”، وخصوصاً “بعد مرور أكثر من 13 شهراً على حروب إسرائيل في غزة ولبنان”.
وأكدت المجلة أنه “لا توجد نهاية في الأفق للحرب”، مشيرةً إلى أن “الوضع في المنطقة على شفا حرب شاملة، مع إمكان التدخل المباشر للولايات المتحدة”.
ورأت المجلّة الأميركية أن “قرار واشنطن وضع نفسها في مركز هذه الصراعات، من خلال التورط الأميركي العميق في حروب إسرائيل في غزة ولبنان، وفي التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران، هو أحد أعراض سياسة أميركية أوسع نطاقاً ستؤدي إلى نتائج عكسية”.
وأضافت المجلّة أنّه “منذ الأيام الأولى للحرب في غزة، والآن في لبنان، كان من الواضح أن إسرائيل كانت في مقعد القيادة، والولايات المتحدة في الخلف”.
وكانت واشنطن، وفق المجلة، “تستجيب، في كثير من الأحيان، للتطورات عبر تحذيرات فاترة وتهديدات فارغة، لكنها تستمر في توفير المساعدات العسكرية والغطاء الدبلوماسي، الذي يسمح للحرب بالاستمرار”.
وأشارت “Responsible Statecraft” إلى أنّه، في كل من غزة ولبنان، تفتقر الحروب، التي يشنّها كيان الاحتلال، إلى “أهداف سياسية واضحة وقابلة للتحقيق”.
واقترحت المجلة” حلولاً لإصلاح هذا “الوضع الحرج” للولايات المتحدة، وهو أنّه يتعين على ترامب أن يركز سياسة الولايات المتحدة، في منطقة غربي آسيا، “على هدفين رئيسين، هما: فك الارتباط وإزالة الأولوية” لهذه المنطقة.
وعلّلت المجلّة ذلك، قائلة إن “تبني الولايات المتحدة القوي لحروب إسرائيل يحمل تكاليف حقيقية، من حيث المصالح الأميركية والاستقرار الإقليمي”. لذلك، “يتعين على الرئيس المنتخب ترامب أن ينهي دعم واشنطن المطلق لأجندة نتنياهو، وأن ينسحب من السياسة الإسرائيلية، وأن يبدأ على الفور فك ارتباطه بهذه الصراعات”.
وتابعت “Responsible Statecraft” أن منطقة غربي آسيا “كثيراً ما تأخذ دوراً في السياسة الخارجية الأميركية على حساب قضايا سياسية أكثر إلحاحاً تواجه الولايات المتحدة”.
وأضافت المجلّة أنّ “استمرار تورط الولايات في تلك المنطقة، سيؤدي إلى إرهاقها، في حين تظل واشنطن غارقة في مساعدة أوكرانيا ضد روسيا، ومحاولة ردع الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.
ولفتت إلى أنّه أيضاً على الصعيد الإقتصادي، فإن “السياسة الخارجية الأميركية تخاطر في دفع الولايات المتحدة نحو أزمة اقتصادية، وخصوصاً مع اقتراب الدين القومي من 36 تريليون دولار، وعجز الميزانية الذي يتجاوز 1.5 تريليون دولار”.
وشدّدت مجلّة “Responsible Statecraft” على أنّ “الفرصة سانحة أمام الرئيس المنتخب ترامب لتغيير كل هذا”، من خلال “فك ارتباطه بالصراعات في المنطقة، وإلغاء الأولوية (لهذه المنطقة)، وتغيير المسار جذرياً”.
وحذّرت من أنّ “الفشل في القيام بذلك من شأنه أن يؤدي إلى استمرار الولايات المتحدة في مواجهة المشاكل التي صنعتها بنفسها”.