نعت حركة حماس رسميا استشهاد القائد يحيى السنوار الذي قاتل بين جنوده واستشهد في ساحة القتال والذي كان يعتبر ان قصة فلسطين مريرة، لا مكان فيها لاكثر من حب واحد، وعشق واحد. واكد القيادي خليل الحية ان استشهاد السنوار سيزيد المقاومة في فلسطين والمنطقة قوة وصلابة وعزيمة مشددا ان الرهائن الإسرائيليين في غزة لن يعودوا إلا بوقف العدوان على غزة وتحرير الاسرى الفلسطينيين وانسحاب القوات «الإسرائيلية» بشكل كامل من القطاع.
وعلى الصعيد السياسي في حركة حماس، فكل الانظار تتجه نحو الشخصية التي ستخلف القائد الشهيد يحيى السنوار مع العلم ان حظوظ شقيق السنوار الذي كان قائد جبهة خان يونس هي الاكثر من بين اسماء المرشحين الاخرين.
وفي هذا السياق، كتبت صحيفة «نيويورك تايمز» انه « إذا كان السنوار حقاً هو العائق أمام اتفاق وقف إطلاق النار كما ادعى المسؤولون الأميركيون، فقد اختفت هذه العقبة الآن. لدى الولايات المتحدة وشركائها فرصة لوقف الانحدار نحو حريق إقليمي».
اما من جهة الكيان الصهويني، عاد ضغط رئيس حزب المعارضة «الاسرائيلية» يائير لابيد بضرورة السعي الى اتفاق شامل مضيفا «علينا تقديم مكافآت وممر آمن لمن يجلب لنا الرهائن» الى جانب تشديد ادارة بايدن والمرشحة الرئاسية كاملا هاريس بانه حان وقت استئناف مفاوضات وقف اطلاق النار في غزة. علاوة على ذلك، طالب اهالي المحتجزين الاسرائيليين لدى حماس بصفقة فورية تقوم بها حكومة نتنياهو لاستعادة المحتجزين. فهل استشهاد السنوار، سيمهد الطريق الى وقف العدوان الاسرائيلي على غزة؟ وهل سيرضخ نتنياهو لمطالب المعارضة الاسرائيلية واهالي الاسرى ويلجأ الى اتفاق وقف اطلاق النار في غزة ؟
في هذا السياق، كتبت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية بان الحكومة «الاسرائيلية» امام اتخاذ قرارين تاريخيين: الاول هو اما صفقة تبادل للاسرى تنقذ بها حياة من تبقى من الاسرى المحتجزين لدى حماس. والثاني هو السعي الى انهاء الحرب لانه لم يعد هناك ما يمكن ان يحدث في ساحة المعركة ليتميز به الجيش «الاسرائيلي».
الاداء التكتيكي لحزب الله ميدانيا فاجأ جيش الاحتلال
اما على جبهة جنوب لبنان والبقاع، فقد اعلن حزب الله ان حربه على الجيش «الاسرائيلي» في تصاعد كاشفا عن استعمال اسلحة جديدة اكثر قوة وقدرة على الاصابة لم يستخدمها سابقا وتتميز بانها لا تخطئ الهدف. كما استهدفت المقاومة بمسيرتين انقضاضيتين قاعدة رامات ديفيد الجوية جنوب شرق حيفا اضافة الى انها اطلقت مئات الصواريخ على المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة.
ولفتت مصادر مطلعة للديار ان حنكة حزب الله القتالية فاجأت الجيش «الاسرائيلي» فطالب بفرقة اضافية لتعزيز قوته امام المقاومة. واضافت المصادر ان وزير الدفاع «الاسرائيلي» يؤاف غالانت راهن على «تخلخل قوة حزب الله» واقامة المنطقة العازلة بغضون اسبوع غير ان رهانه بني على حسابات خاطئة والوقائع في الميدان هي خير دليل على اثبات هذا الامر.
والحال انه رغم القصف الجوي «الاسرائيلي» العنيف على جنوب لبنان بهدف اضعاف حزب الله غير ان الصواريخ لا تزال تطلق يوميا من الجنوب نحو قواعد ومراكز للعدو حيث لم يتمكن الطيران الحربي المعادي من اسكات مصادر نيران الحزب او اعتراض المسيرات التي تطلقها المقاومة والتي تكبد جيش الاحتلال خسائر هائلة في الارواح والعتاد.
في المقابل، ارتفعت حدة الغارات «الاسرائيلية «على قرى جنوبية وبقاعية واعنفها كانت على عيتا الشعب.
كما تكتم الجيش «الاسرائيلي» عن حصيلة الخسائر التي لحقت بقاعدة رامات ديفيد الجوية ومستوطنات الشمال.
رئيسة وزراء ايطاليا في بيروت: استهداف اليونيفيل «غير مقبول»
بعد وصولها الى بيروت امس، التقت رئيسة وزراء ايطاليا جورجا ميلوني رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مؤكدة ان استهداف «اسرائيل» لقوات اليونيفيل غير مقبول.
وطالبت ميلوني، وهي أول رئيس دولة أو حكومة يزور لبنان منذ تكثيف الضربات «الإسرائيلية» على البلاد في نهاية أيلول/سبتمبر، بحماية قوة اليونيفيل التي تضمّ جنودا إيطاليين.
وقالت ميلوني خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها اللبناني نجيب ميقاتي «أعتبر أن استهداف اليونيفيل أمر غير مقبول، وأطالب مرة جديدة بأنه ينبغي على كل الأطراف أن تضمن في كل الأوقات سلامة كلّ جندي من هؤلاء الجنود».
وأضافت «لذلك أنا على اقتناع بأنه ينبغي تعزيز اليونيفيل، وعبر تعزيزها فقط مع الحفاظ على حيادها، سيكون بإمكاننا قلب الصفحة». وتنشر إيطاليا نحو ألف جندي من بين قوة اليونيفيل في جنوب لبنان التي يبلغ عديدها 10 آلاف جندي.
جهود فرنسية لانقاذ لبنان من الحرب العنيفة
من جهتها، لفتت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى للديار الى ان فرنسا تبذل جهدا كبيرا بالتنسيق مع واشنطن لحث ايران في ايجاد صيغة لقطاع غزة حيث تكون تحت حكم السلطة الفلسطينية لانهاء الحرب والتوصل الى وقف اطلاق النار في القطاع. وفي حال حصل وقف اطلاق النار في غزة وتواصلت طهران مع حماس الى تحرير الرهائن المحتجزين لديها، لفتت هذه المصادر الديبلوماسية للديار الى ان هذا الامر سينعكس ايجابا على لبنان. والحال ان باريس تسعى بكل الوسائل لانقاذ لبنان من الحرب العنيفة الدائرة في جنوبه وبقاعه بين حزب الله والجيش «الاسرائيلي».
المقاومة تتحصن في البقاع لردع اي محاولة غزو اسرائيلي
بموازاة ذلك، اتخذت المقاومة كل الاجراءات الوقائية في البقاع ضد اي غزو «اسرائيلي» لهذه المنطقة بما ان هناك معلومات تقول ان جيش الاحتلال يخطط للتقدم من الجليل نحو البقاع الشرقي وثم الغربي وحتى ان يصل الى طريق الشام. ذلك ان ارييل شارون حاول تنفيذ المخطط المذكور اعلاه عام 1982 ووقعت معركة طاحنة عند منطقة سلطان يعقوب في البقاع الغربي ولكن تعطلت دبابات «اسرائيلية» كثيرة فضلا ان روسيا هددت القوات «الاسرائيلية» بضربها في حال تقدمت وقطعت الطريق عن دمشق.
هل لبنان مقبل على تغيير ديمغرافي؟
وفي سياق متصل، قالت اوساط سياسية للديار ان التغيير الديمغرافي في لبنان وتحديدا عند الطائفة الشيعية هي احد اهداف اسرائيل الخبيثة التي تسعى لتطبيقها. فالتدمير الممنهج لقرى جنوبية على غرار النبطية التي تشكل عاصمة الشيعة في الجنوب اضافة الى تدمير الهرمل التي تعتبر عاصمة البقاع للطائفة الشيعية ايضا يهدف الى تشريد اللبنانيين الشيعة من مناطقهم وتحريك الفتنة في المناطق التي يلجاون اليها. وقصارى القول ان الكيان الصهيوني يهدف الى تحويل جزء من ارض الجنوب والبقاع الى ارض خاوية وبضوء اخضر من الولايات المتحدة الاميركية.
ولكن سها عن بال الكيان الصهيوني ان حزب الله لا يزال يقاتل العدو في الجنوب ويردعه من احتلال اي قرية جنوبية وبسط سيطرته عليها فضلا ان البيئة الحاضنة الشيعية قادرة على تحمل الضغوطات، فان الفتنة لن تحصل واهداف اسرائيل الخبيثة باشعال الفتنة سيكون مصيرها الفشل.
وتابعت هذه الاوساط السياسية ان الوعي عند اللبنانيين واتحادهم رغم اختلاف انتمائهم السياسي هو الدواء الذي سيدفن اي حادث امني طائفي في مهده.
ميقاتي يندد بتصريح رئيس البرلمان الايراني
الى ذلك، شكل تصريح رئيس البرلمان الايراني محمد باقر قاليباف بان بلاده ابلغت فرنسا استعدادها للتفاوض على قرار 1701 والتوصل الى وقف اطلاق النار في لبنان، اساءة لحزب الله وللمقاومين الذين يخوضون اشرس المعارك في الجنوب ضد العدو الاسرائيلي ناهيك عن خرق سيادي فاضح للدولة اللبنانية. اضف على ذلك، كلام قاليباف ضرب اصول الديبلوماسية واللياقة بعرض الحائط في كيفية التعامل بين الدول وعليه استدعى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي السفير الايراني لدى لبنان للتعبير عن رفضه لتصريح رئيس البرلمان الايراني.
القوات اللبنانية: الملف الرئاسي مرتبط بوقف الحرب انما نتنياهو يرفض ذلك
بدورها، قالت مصادر القوات اللبنانية للديار بأن الرئيس نبيه بري على صعيد الاستحقاق الرئاسي كان واضحا مع المسؤولين الامميين اذا كانوا على استعداد بحماية امن وسلامة كتلة الوفاء للمقاومة من اجل ان تتمكن من الحضور لانتخاب رئيس للجمهورية. ولكن لم يتلق بري جوابا حاسما من هؤلاء المسؤولين حول امن النواب وعليه لن يقوم الرئيس بري بانتخابات رئاسية بغياب نواب حزب الله. وتابعت المصادر القواتية ان موقف بري يقضي بعدم انتخاب رئيس قبل وقف اطلاق النار في لبنان.
واصبح واضحا ان الملف الرئاسي مجمد لانه مرتبط بوقف اطلاق النار الذي يرفض رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو تنفيذ ذلك.
اما لجهة موقف النائب جبران باسيل بانه ادرج اسم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على لائحته لمرشحي الرئاسة، فقد رأت المصادر القواتية ان باسيل حاول ان يميز بين طموح جعجع وبين مشروع جعجع علما ان الدكتور جعجع لم يسع يوما لاي موقع لانه يعتبر دوما ان المواقع هي وسيلة لتحقيق مشروع الدولة في لبنان وليست الهدف. اما محاولة الفصل بين طموح جعجع ومشروعه فهذا الامر ساقط لان ما يطمح اليه رئيس حزب القوات هو مشروعه بالوصول الى بلد امن ومستقل ودولة تبسط سيطرتها على كامل اراضيها.
ولما قاله المفتي قبلان ان لبنان لجميع اللبنانيين، اكدت القوات اللبنانية ان ما يجمعنا كلبنانيين هي الدولة والدستور والمؤسسات