منذ اليوم الأول للحرب على غزة، رفع مجنون إسرائيل شعار الحرب الوجودية. قرأ بنيامين نتنياهو في عملية «طوفان الأقصى» ما يتجاوز العملية العسكرية المحدودة، وأنها تعني أن أعداء إسرائيل سيسعون إلى إزالتها متى تمكّنوا من ذلك. إلا أنه ليس الوحيد الذي يفكر هكذا. ما تبيّن خلال عام، هو أن كل إسرائيل تُفكّر بأن ما يجري هو حرب وجودية. من خاف من أهل الكيان حمل أمتعته وغادر، وسيُغادر آخرون. هؤلاء لا يريدون تحمّل الأثمان، بل يريدون كياناً مستقراً ومزدهراً، لكنهم لا يُريدون خوض المعركة الكاملة.
ويُنظر إلى هؤلاء في إسرائيل كمجموعة من الخونة، والانتهازيين الذين فرّوا من أرض المعركة.
كل الروايات الخيالية عما حصل يوم 7 أكتوبر كان هدفها تعبئة الجمهور. هكذا اتجهت غالبية كبيرة جداً من مستوطني الكيان صوب اليمين. ونمت الأحزاب الدينية القائمة على أساطير. هدفت الحملة الدعائية الى إشعار يهود العالم، وداعمي إسرائيل، بأنها حرب وجودية. صحيح أن أصدقاء الكيان استنفروا لدعمه.