كتبت صحيفة الأنباء تقول: ليلة دامية جديدة عاشتها الضاحية الجنوبية لبيروت، عقبَ سلسلة غارات هي الأعنف منذ بداية العدوان، شنها العدو الإسرائيلي مستهدفاً أحياءً حددتها الخرائط التي عرضها المتحدث باسم الجيش عبر إنذارات وجهها إلى السكان مطالباً بإخلاء المباني، ليستمر الجنون الإسرائيلي على وقع انفجارات متتالية وتصاعد ألسنة النيران جرّاء الحرائق، فيما شعر أهالي بيروت بهزات أرضية نتيجة قوّة الغارات.
تزامناً، يتكبد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة في المعارك البريّة القاسية التي تدور على الحدود الجنوبيّة، ممّا يقطع الشك باليقين بأن لا توغل برّي حتّى الساعة، مع تصدّي “حزب الله” لأيّ محاولة للتقدّم نحو القرى الحدودية، عبر كمائن محددة حاصدةً العشرات من جنوده بين قتيل وجريح، حسب بيانات الحزب وسط تكتم من قبل العدو.
وفي خضم الحرب الهمجية التي يشنها العدو على لبنان، يترقب العالم طبيعة الردّ الإسرائيلي المُرتقب على إيران.
وفيما تستعدّ إسرائيل لشنّ هجوم قويّ وكبير على إيران، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن مبادرات بشأن وقف إطلاق النار، لافتاً إلى أنه قد أجرى مشاورات بهذا الشأن ومعرباً عن أمله في أن تصل إلى نتيجة.
في الإطار، رأى العميد المتقاعد ناجي ملاعب أنَّ رد إسرائيل من المرتقب أن يحصل في اليومين المُقبلين، وهي يجب أن تأخذ بعين الإعتبار الردّ الإيراني المضاد أيضاً، الذي لن يكون ضدها وحسب، بل قد يستهدف المصالح الأميركية في المنطقة، وهذا ما تخشاه الولايات المتحدة الأميركية باعتباره أمراً خطيراً، التي أوفدت الى الأراضي المحتلة قائد القيادة المركزية الجنرال مايكل كوريلا، ليشارك في اجتماعات قيادة جيش العدو.
ملاعب لفت في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى أنَّ المشهدية اليوم بالنسبة لإيران بعد موقف المرشد الإيراني علي خامنئي بأن القوة ستُقابل بالقوة، خصوصاً بعد الصواريخ التي استعملتها في هجومها الأخير على إسرائيل والتي لم تستطع الأخيرة رغم كل التعتيم الإعلامي إخفاء الأضرار التي ألحقتها بالأبنية، ما يعني أنها وصلت إلى أهدافها.
بالتوازي، يُهيمن الحراك الداخلي القائم على المشهد السياسي، إذ يواصل اللقاء الديمقراطي جولته على المكونات السياسية، حيث التقى أمس النائبان وائل أبو فاعور وراجي السعد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، موفدين من الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، وسط التأكيد على استمرار المحاولة لتقريب المسافات بين الأطراف والتوصل الى حل داخلي بدءًا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية والعمل بجدية نحو وقف لإطلاق النار.
في السياق، اعتبر الكاتب السياسي علي حمادة في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أننا لا نزال في المربع الأوّل، إذ إنه على الرغم من الاجتماع الثلاثي في عين التينة الذي حاول إحداث خرق ما وفتح كوة في جدار التعطيل المسيطر على الملف الرئاسي، لناحية إطلاق دينامية جديدة وحل معضلة الفراغ، إلّا أنه على ما يبدو أن “حزب الله” لم يُبدِ أي مرونة على مستوى إنجاز هذا الإستحقاق، كما وقف إطلاق النار في المدى المنظور.
حمادة وفي تعليقه على زيارة وزير الخارجية الإيراني الأخيرة إلى لبنان، لفتَ إلى أنها كانت لإظهار إنخراط إيران في الحرب الدائرة، فيما ثمة مَن يعتبر بأنها تندرج تحت إطار القول إن القيادة الإيرانية موجودة، حتّى لو تم اغتيال القادة المحليين من “الحزب”، مشيراً إلى أن إيران لا تزال تعتبر أنه يجب الإستمرار بالحرب ضدّ إسرائيل حتى انتهاء حرب غزة.
وبانتظار الرد والرد المضاد فإنَّ المنطقة على صفيح ساخن، فيما لبنان يترقب تداعيات التطورات الإقليمية تحت القصف والدمار، ما يستوجب تضامناً وطنياً وموقفاً جامعاً للذهاب إلى انتخاب رئيس للجمهورية تكون له الكلمة الفصل في خلاص لبنان من الحرب.