«الخبز متوافر ولا أزمة للخبز»، لربما هي عبارة للتطمين على أن الأمور هي على ما يرام،ولكن حالة الهلع التي يعيشها اللبنانيون في الأيام الأخيرة ،والهروب خلال اللحظات التي عاشها لبنان في الأيام الأخيرة نتيجة لتوسع رقعة الصراع بين حزب الله واسرائيل وارتداداته على لبنان أسقطت جميع التطمنيات كأنما عقارب الساعة أعادتهم إلى الوراء إلى زمن حرب أهلية جعلتهم يسعون لتأمين ما تيسَّر سواءٌ على صعيد الغذاء أو الدواء أو المحروقات والمازوت،وربما مع الجنون الإسرائيلي الذي يبطش باللبنانيين ويهجرهم سواءٌ في الجنوب أو البقاع أو في ضاحية بيروت الجنوبية بأن يسعوا للأمان في ما تبقى من أمان في هذا البلد آخذين معهم الأمل في أن تنتهي هذه الحرب وأن يبقى بيتهم الذي تركوه في أمن وأمان.
كما في كل أزمة،هرع اللبنانيون إلى «السوبر ماركت» وعلى وجه الخصوص إلى الأفران لتخزين ما تيسر لهم من «ربطات الخبز»،وذلك تحسباً لما هو أسوأ جراء الضربات الإسرائيلية التي لا ترحم تزامناً مع التهافت الكبير التي شهدته الأسواق و«السوبر ماركت» و«محطات الوقود» والنزوح الكبير الذي شهدته البلدات المتضررة من هذه الهجمات سعياً للأمان من هذه الضربات،إذ تعود اللبنانيون في السنوات الماضية على وجه الخصوص في كل أزمة أو منعطف يهدد لبنان ومصيره باللجوء إلى تأمين أنفسهم إنطلاقاً من الأفران وصولاً إلى باقي الحاجات الأساسية التي يمكن أن يحتاجونها تحسباً لما يمكن أن يكون أعظم.
إذاً هجمة كبيرة شهدتها الأفران الإثنين الماضي نتيجة التطورات الذي شهدها لبنان،وتسببت في الطلب على الخبز بشكل غير مسبوق تحسّباً من تطور ميداني وإنقطاع الخبز الذي يشكّل مادة أساسية على مائدة اللبنانيين، فهل من مبرر لذلك؟ وهل لبنان يواجه اليوم خطراً من شح مادة الطحين أو القمح؟.
أمين سر إتحاد الأفران والمخابز في لبنان نعيم الخواجة يوضح بأن «مخزون القمح يكفي لمدة شهرين تقريباً في المطاحن،فضلاً عن البواخر المحمّلة بالقمح القادمة من البحر،وتم التواصل مع جميع الشركات بشأن تأمين الأفران بالمحروقات،وشخصياً قمت بالتواصل مع جميع الأفران وشددت أثناء التواصل معهم على تأمين مستودعات الأفران بما يلزم سواءٌ من الطحين أو السكر أو المازوت».
ويؤكد الخواجة أن العمل جار على هذا الأمر منذ أكثر من أسبوعين تقريباً،وعلى هذا الأساس ربطة «الخبز» متوفرة والطحين والقمح موجودان، لذلك التهافت على الأفران هو أمر غير ضروري على الإطلاق ولا داعي لشراء ربطة الخبز بكميات تفوق ما يحتاجه المواطنون تجنباً لما حصل في حرب تموز من العام 2006،آنذاك تهافت الناس لشراء كميات ضخمة من ربطة الخبز وكان مصيرها بأغلبها التلف بعدها فلا داعي لتكرار هذا الأمر من دون جدوى.
ويردف قائلاً:«إن التهافت على الأفران هو نتيجة لحالة هلع طبيعية لدى المواطنين التي تحدث ولا تحمل في طياتها أكثر من ذلك،لذلك باسمي وباسم اتحاد نقابات الأفران نطمئن كافة المواطنين بأن الطحين مؤمَّن،وحتى المحروقات هي مؤمنة خصوصاً في المستودعات لدينا بما يكفي ويزيد».
ويطمئن:«بأنه طالما أن القمح والمحروقات والطحين متواجدون،فنحن لا نمكن أن نخذل الشعب اللبناني بأي شكل من الأشكال،والأمور تحت السيطرة انطلاقاً من هذه العوامل».
ويختم الخواجة قائلاً:«إننا كاتحاد نقابات أفران فعّلنا غرفة عمليات مشتركة مع وزير الإقتصاد مع المطاحن،ومع شركات النفط ومستوردي الخميرة والسكر والهدف هو السعي المستمر لتأمين الرغيف تجنباً للطوابير والأزمات،وذكَر بأن قرض البنك الدولي انتهى وسعر ربطة الخبز تحررت وأصبحت 77000 في المحلات،و65000 في الصالات».