أظهرت بيانات جديدة نشرها جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، أنّ شهر آب/أغسطس الماضي شهد أعلى مستوى لإطلاق الصواريخ من لبنان في اتجاه مستوطنات الشمال.
وبحسب موقع “تايمز أوف إسرائيل”، يفيد أحدث تقرير لـ”الشاباك” بأنّ 1307 صاروخاً “أُطلق على إسرائيل من الجبهة الشمالية، أي من لبنان وسوريا، أي بمعدل يزيد قليلاً على 40 صاروخاً يومياً”.
ووفقاً لإحصائيات “الشاباك”، فقد “شهدت أشهر تموز/يوليو إطلاق 1091 صاروخاً، وحزيران/يونيو 855، وأيار/مايو 1000، وشهد نيسان/أبريل إطلاق 744، وشهد آذار/مارس 746، وشهد شباط/فبراير 534، فيما شهد كانون الثاني/يناير إطلاق 334 صاروخاً”.
وقال المراسل العسكري في إذاعة “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، دورون كدوش، إنّ “الاتجاه التصاعدي لإطلاق حزب الله للصواريخ واضح”، مشيراً إلى أنّه “في الشهر الماضي طرأ ارتفاع بنسبة 20% في الإطلاقات، مقارنةً بالشهر الذي قبله، و4 مرات مقارنةً بشهر كانون الثاني/يناير”.
وأضاف أنّ “توضيحات الجيش أنّ جزء من إطلاق النار من جانب حزب الله هو رد على الهجمات الإسرائيلية وعمليات الاغتيال”، لكن ذلك “ليس صحيحاً دائماً، فبالأمس فقطـ، تم تنفيذ 115 عملية إطلاق نار في اتجاه الشمال من دون أن يتم اغتيال أحد”.
وتابع أنّ “الصورة الواضحة التي تنعكس من البيانات هي أنّ الشمال هو الضفدع الذي يغلي في الماء الساخن، وهذا الماء يغلي بشدة بالفعل”.
في هذا السياق، ذكر مراسل موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أنّ “المزيد والمزيد من المستوطنات في الشمال تدخل إلى خط النار، وذلك مع اتساع نطاق هجمات حزب الله في الأشهر الأخيرة”.
وأشار إلى أنّ النتيجة الفورية لهذا الاتساع هي “الزيادة الكبيرة في الطلبات المقدمة إلى مراكز المنعة من السكان الذين يطلبون الحصول عن دعم عاطفي”.
وأضاف أنّ “البيانات التي لا يمكن تحملها”، هي “توجّه أكثر من 4400 شخص لتلقي العلاج بعد نوبة هلع أو صدمة”، مردفاً: “التلكؤ في استعادة الأمن يضعنا جميعاً في صدمة مستمرة، وسيكون لذلك عواقب وخيمة قد تؤثر على الأجيال القادمة”.
بدوره، قال رئيس المجلس الإقليمي الجليل الأعلى، غيورا زيلتس، في مقابلة إذاعية، أنّ “الشمال يواجه تحديين كبيرين جداً”، هما تهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بالإضاقة إلى إخفاقات الحكومة.
وتابع أنّ ما يفعله “جيش” الاحتلال الإسرائيلي في الشمال لا يكفي، فـ”نتيجة عمله على مدى الوقت، هو زيادة حزب الله من نشاطاته، وإطلاقه المزيد من الصواريخ، الأبعد والأكثر تطوراً”.
كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس بلدية “كريات شمونة”، أفيخاي ستيرن: كل يوم نخبر المزيد من العائلات أنه ليس لديهم منزل للعودة إليه.
يأتي ذلك فيما تواصل المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله عملياته ضد مواقع وانتشار جنود الاحتلال الإسرائيلي شمالي فلسطين المحتلة، وذلك دعماً لقطاع غزة وإسناداً لمقاومته، ورداً على الاعتداءات الإسرائيلي على القرى والبلدات الجنوبية.
وأمس الأربعاء، أدخل حزب الله إلى جدول نيرانه مستوطنة “نؤوت مردخاي” لأول مرة، رداً على اعتداءات الاحتلال على القرى الجنوبية، وخصوصاً بلدات مركبا وطلوسة والقنطرة وقبريخا، والتي أدت إلى استشهاد مواطنة وجرح اثنين آخرين.
وتقع مستوطنة “نؤوت موردخاي” جنوبي شرقي مستوطنة “كريات شمونة” في الجليل الأعلى، وتفصلها مسافة 6 كلم تقريباً عن الحدود اللبنانية- الفلسطينية.
وأدّت عمليات الحزب المستمرة إلى إخلاء المستوطنات الشمالية المُحاذية للحدود اللبنانية، حيث أصبحت تشبه “مدن الأشباه”، بحسب ما يوصفّها المسؤولون الإسرائيليون، ما يُثير سخط المستوطنين على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بسبب “عدم امتلاكها أي رؤية لإعادتهم” إلى مستوطناتهم.