مقالات

هل ينتهي جنون نتنياهو بعد عام من المجازر!

بعد ما يقارب العام من المواجهات المستمرة مع الكيان الصهيوني على العديد من الجبهات بدأت تتجلى الحقائق أمام مرأى العالم

هل هدف اسرائيل فقط منع ما سمته الخطر الموجود في غزة على أمنها القومي؟

هنا يطول الحديث ما بين الحلم الاسرائيلي بالتوسع، والعقبة التي يشكلها كُل فلسطيني موجود في أرضه أمام هذا الحلم، وليس فقط حركة حماس وحركات المقاومة الفلسطينية مختلفة، بل حتى كُل مدني موجود على هذه الأرض.

وبعد ٣٣٥ يوماً من العدوان المستمر على غزة، والمجازر المرتكبة ضد أهلها، ومن قبلها منذ العام ٢٠٠٧ والحصار المفروض من قبل العدو الاسرائيلي على قطاع غزة، يبدو جلياً أن هدف اسرائيل ليس فقط القضاء على المقاومة العسكرية بل القضاء على كُل سبُل الحياة التي تؤمن استمرار الفلسطيني في العيش على أرضه.

و هذا ما تأكد مع اعلان جيش الاحتلال ما أسماه “عملية موسعة” منذ ما يقارب الأسبوع في مدن شمال الضفة: جنين وطولكرم وطوباس والمخيمات وعدة أحياء من نابلس، متذرعاً بأنه ينوي تدمير البنية التحتية للمقاومة في شمال الضفة، ولكن الهدف الاساسي لا يمكن اخفاءه، وهو تهجير ما تبقى من فلسطينيين في أرضهم الى خارجها.

ومسلسل التهجير مستمر، مع استمرار الغطاء الذي تؤمنه الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها لحكومة نتنياهو.
الا أن هذه الأهداف لا تخفى عن الفلسطينيين ومقاومتهم، بل يعلمونها جيداً ويحاولون منعها من خلال تصعيد المواجهات في غزة والضفة.

اذاً وضوح المشهد يؤكد أن نتنياهو من خلال رفضه لكل المقترحات التي تؤمن الطريق للوصول لوقف اطلاق النار يسعى أن يكسب من خلاله وقت اضافي يؤمن له تحقيق أهدافه بتهجير الفلسطينيين ومعها تمديد حياته السياسية، المنتهية أصلاً والتي تؤكدها الخلافات الموجودة داخل الكيان.

هذا التسلسل بالأحداث، يجعلنا نتيقن أن عملية طوفان الأقصى لم تكن الا ذريعة بالنسبة للإحتلال لتحقيق أهدافه البعيدة المنال، فلو لم يكن هناك طوفان الأقصى لكان الاسرائيلي خلق ذريعة ثانية لمحاولة تحقيق هذه الأحلام.

حتى أن كُل القرارات الدولية الصادرة من العام ١٩٤٨ لم تمنعه من السعي يوماً لتحقيق أحلامه التوسعية،حيث لم يلتزم يوماً بقرار من هذه القرارات، وهذا ما أجبر الشعب الفلسطيني على خوض غمار هذه التجربة وتقبلهم لكُل صعابها وتصعيد المواجهة بكل أشكالها لأول مرة منذ انشاء الكيان المحتل، خاصةً أن كُل القرارات الدولية لم تحفظ لهم أرضهم ولم تثمن وتغني عن جوع، فلم يكن لهم سبيل الا بالمقاومة.

وهذا ما أكدته التجربة اللبنانية مع العدو الاسرائيلي، بأنه لو لم يكن هناك مقاومة لإستمر العدو بإحتلال لبنان والسيطرة على قراره، والوقائع عديدة منذ التحرير الأول في العام ١٩٨٥ حتى تحرير ٢٠٠٠، وما قبلهما وما بعدهما.

هنا يُطرح على الاذهان الأسئلة التالية، الى متى سيستمر الصمت العالمي والعربي المطبّق مع استمرار حرب الابادة الجماعية التي ينفذها العدو!!

هل سينتهي جنون نتنياهو عند حدود ارساء قواعد جديدة للصراع العربي الاسرائيلي أم سيتعداه لفرض واقع جيوسياسي جديد!!!

يوسف المقدم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى