اغتالت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” القائد محمد جابر “أبو شجاع”، فجر اليوم الخميس، بعد محاصرته منزلًا في مخيم نور شمس بطولكرم. ووفقًا لما نشرته القناة 14 العبرية، لتفاصيل الحدث، فإن الاحتلال تمكّن من محاصرة عدد من المقاومين بينهم “أبو شجاع” الساعة 4 فجرًا، داخل مبنى بمخيم طولكرم، واندلعت اشتباكات أطلق خلالها الاحتلال صاروخ “أنيرجا” على المبنى.
وأضافت، ” وفي نهاية الاشتباكات، استشهد قائد كتيبة طولكرم في سرايا القدس “أبو شجاع” و4 آخرين كانوا برفقته، واعتقل جيش الاحتلال مطاردًا من المبنى، وأصيب جندي خلال الاشتباكات”.
وفي أول تعليق على استشهاد قائدها “أبو شجاع” ورفاقه.. سرايا القدس في طولكرم: “لا وقت للرثاء والبكاء، قسماً سنحسن الثأر”
وأعلنت سرايا القدس-كتيبة طولكرم: “في إطار الرد الأولي على اغتيال قائدنا “أبو شجاع”.. نصبنا كميناً مركباً لقوات الاحتلال في محور المنشية بمخيم نور شمس، وفجرنا عبوة معدة مسبقًا وأمطرنا الجنود بالرصاص، وأوقعنا إصابات مباشرة في صفوفهم”.
من هو أبو شُجاع؟
محمد جابر أبو شجاع، قائد كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس -الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي– وأحد مؤسسيها إلى جانب قائدها الأول سيف أبو لبدة، من مواليد مخيم نور شمس. ولد عام 1998 في مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم، ترعرع بالمخيم بين أفراد عائلته وهو الأوسط بين 5 أشقاء.
بدأ أبو شجاع مقاومة الاحتلال في وقت مبكر من حياته، وتعرض للاعتقال أول مرة وهو في الـ17 من عمره، ونجا من عدة محاولات لاغتياله أو اعتقاله، ويصفه الإعلام الإسرائيلي بأنه شجاع وأحد المطلوبين الكبار لـ”إسرائيل”. وفي يوم 26 يوليو/تموز 2024 تمكنت حشود من المواطنين الفلسطينين من إخراج أبو شجاع من مستشفى ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم، بعد حصار الأجهزة الأمنية الفلسطينية له ومحاولة اعتقاله. وتجمعت الحشود إلى المستشفى بعد دعوات من فصائل المقاومة للنفير وفك الحصار عن القائد الميداني الذي كان يتلقى العلاج إثر إصابته في انفجار عبوة ناسفة أثناء عملية تصنيعها.
شارك أبو شجاع في الأنشطة المناهضة للاحتلال “الإسرائيلي” وهو لا يزال في سن مبكرة من عمره، فتعرض للاعتقال في السجون “الإسرائيلية” وعمره 17 عامًا، واعتقل مجددًا لمرتين إضافيتين قضى بموجبهما نحو 5 سنوات في السجن، كما اعتقل مرتين في سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية. أسّس أبو شجاع كتيبة طولكرم في مارس/آذار 2022 إلى جانب قائدها الأول سيف أبو لبدة ومجموعة من شباب مدينة طولكرم ومخيم عين شمس، فتولى قيادتها بعد استشهاد أبو لبدة في 2 أبريل/نيسان من العام نفسه.
ونفّذت الكتيبة عمليات عسكرية استهدفت فيها جنود الاحتلال الإسرائيلي عند نقاط التماس والحواجز، والتصدي لاقتحامات طولكرم ومخيم نور شمس. كما طورت أساليبها القتالية والتدريبية وعملت على تصنيع العبوات الناسفة والمتفجرات، إضافة إلى تطوير وحدات الرصد والدعم اللوجستي التي تعمل جنبا إلى جنب مع الوحدات القتالية. يصنف أبو شجاع من طرف الإحتلال الإسرائيلي بأنه “شخص زعزع الاستقرار بشمال الضفة الغربية”، كما يصفه الإعلام الإسرائيلي بأنه شجاع وأنه أحد المطلوبين الكبار لإسرائيل.
في 19 أبريل/نيسان 2024 أعلن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” القضاء على أبو شجاع بعد قصف منزل بمخيم نور شمس كان يتحصن فيه رفقة مجموعة من المقاومين، في عملية جرت بمشاركة قوة من الشاباك وحرس الحدود، ورغم نعيه من قبل المساجد ووسائل الإعلام، إلا أن “أبو شجاع” خرج بين الجموع، وهو يمتشق بندقيته في موكب لتشييع الشهداء بطولكرم في 21 أبريل/نيسان 2024 متحديًا الاحتلال التي ادعى اغتياله.