مقالات

حزب الله يعد العدة للمواجهة… وهذا ما دفعه الى توجيه رسالة “عماد 4”

ما دامت المفاوضات حول غزة غير منتجة ولا خرق يسجل، يبقى التصعيد الميداني جنوبا مع اتساع بيكار المواجهات، لتستمر معه المواكبة الرسمية للتطورات “العسكرية” و “التفاوضية” الاقليمية والاتصالات الحكومية، في موازاة ارتفاع منسوب القلق كل يوم يمر قبل نهاية الشهر الجاري، مع هم تصويت مجلس الامن على قرار التجديد لقوات الطوارئ الدولية في الجنوب، في ظل محاولات لعدم الابقاء عليه كما هو، لا سيما من جانب الولايات المتحدة الساعية لادخال تعديلات اساسية على متنه، ابرزها نقطتان:

الاولى تقصير التمديد لستة اشهر، والثانية استبدال تعبير “وقف الاعمال العدائية”، حيث تؤكد مصادر من واشنطن ان كل ما يجري تداوله في لبنان عن ان واشنطن تراجعت عن موقفها هو امر غير صحيح، وان الامور لا تزال عالقة، خصوصا ان الضمانات التي سبق وقدمها سابقا اكثر من طرف لم يتم الالتزام بها، كذلك التطبيق “الاعرج” للقرار، الذي اوصل لبنان الى الوضع الذي هو عليه اليوم.

ازاء هذا الواقع، تكشف المصادر ان حزب الله يعد العدة للمواجهة، معتبرا ان الحرب واقعة، وعليه فان المقاومة جاهزة لاي مواجهة، بعدما نجحت في استيعاب الخسائر التي اصابت كوادرها وقادتها، واستطاعت التعامل مع التفوق التكنولوجي “الاسرائيلي”.

وتشير المصادر في هذا الاطار الى مجموعة من النقاط ابرزها:

– نجح حزب الله في تحديد نقاط ضعف شبكات الدفاع الجوي “الاسرائيلي” وثُغرها، وهو ما سمح له بالاستعانة بشكل كبير بعدد كبير من طائرات من دون طيار “شبح”، نجحت في التسلل وراء خطوط العدو، وجمع المعلومات الاستخاراتية عن حركة جيش العدو الاسرائيلي ونقاط تموضعه. حيث اعتبر هذا الامر نقطة التحول في تلك المواجهة، خصوصا ان الاحصاءات سجلت استخدام الحزب في 1200 هجوم نفذها، نجح حوالى اكثر من 80% منها من بلوغ اهدافه، خلافا للصواريخ المتوسطة والقريبة المدى.

– استطاع حزب الله ابقاء طرق مواصلاته العسكرية مفتوحة طوال المعركة، حيث بقي وصول السلاح من صواريخ مضادة للدروع، وصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى بوتيرة طبيعية الى الجبهة، فضلا عن ان الخسائر اللاحقة بمخازن الصواريخ والسلاح ما زالت ضمن الحدود المقبولة، وهو ما دفع بقيادة الحزب الى توجيه رسالة “عماد 4” لمن يعنيهم الامر، بعد رسالة “الهدهد” التي رافقت الانتقال الى عصر الهجمات المسيرة.

– ابقاء حارة حريك على منظومتها للدفاع الجوي “مستترة” حتى الساعة، علما انه استخدمها مرات محدودة ولثوان في رسائل واضحة للعدو ارتفعت وتيرتها في الايام الاخيرة، مع استخدام اكثر من نوع من تلك الصواريخ، والتي فرضت ايقاعا معينا، دفع بجيش العدو الى التغيير من تكتيكاته في الجو، ومن بينها اعتماد طيران المسيرات في اسراب من طائرتين على الاقل، احداها استطلاعية والثانية مسلحة.

– تمكن حزب الله من تجنيد عشرات الشبكات التي تزود المقاومة بالمعلومات، خصوصا في منطقة الجولان السوري، وهو ما دفع بالحزب الى تركيز ضرباته في الفترة في تلك المنطقة، حيث يحقق اصابات مباشرة، فضلا عن تمكنه من شل حركة الوحدات “الاسرائيلية” قرب الحدود بشكل كبير، حيث فشلت الكثير من عمليات التسلل، وهو امر ناتج من تعاون وتنسيق اكثر من وحدة في الحزب، من الاستعلام المسؤولة عن جمع المعطيات من المخبرين في الداخل، ومن مجموعات الرصد على الحدود، وسرعة نقل المعلومات الى الوحدات العملانية على الارض من مجموعات مضادة للدروع الى سلاحي الصواريخ والمسيرات. وهي خبرة اكتسبها الحزب من قتاله في سوريا.

ميشال نصر _ الديار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى