أخبار عربية

أرقام ووقائع من مسيرة الأربعين

تزخر مسيرة الأربعين المليونية، الممتدّة لمئات الكيلومترات من شتى المحافظات والمدن العراقية نحو كربلاء المقدسة، والمتواصلة طيلة أربعة أسابيع، بأرقام واحداث ووقائع مختلفة، ذات أبعاد إنسانية ودينية وأخلاقية وسياسية، تساهم في إعطاء تلك المسيرة العالمية المتميّزة زخمًا أكبر، وتأصيلًا أكثر، وترسيخًا اعمق.

وصايا المرجعية الدينية

وفي هذا السياق، أصدر مكتب المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد علي السيستاني، جملة وصايا لأصحاب المواكب الحسينية خلال زيارة الاربعين، جاء فيها أن “التبرع بالمال لشراء حاويات وأكياس النفايات لتنظيف المواكب وطبخ الاكل وغيرها من الخدمات للزائرين الكرام هي من الإنفاق في سبيل الله”.

ولفت الى أن “ما أجمل مشهد الزيارة وأروعه إذا كان يتصف بالنظافة والنظم وما أدله على أدب المجتمع الزائر وسلوكه الراقي”.

وأوصى مكتب المرجع السيستاني “الزائرين وأصحاب المواكب الحسينية بتنظيم الزيارة بأحسن صورة لتأمين راحة الزوار وسلامتهم”.

النجف الأشرف.. محطة الوصول

ولأن مدينة النجف الاشرف، تعدّ الأقرب إلى كربلاء المقدسة، لذا فإنه من الطبيعي جدا، أن تكون هي المحطة الرئيسية لملايين الزائرين للوصول إلى ضريح الامام الحسين وضريح أخيه العباس عليهما السلام، فهناك من يصل إليها برًا، وهناك من يصلها جوًا، ولاسيما بالنسبة لأغلب الزائرين الاجانب، القادمين من بلدان مختلفة.

وبحسب وزارة النقل العراقية، في بيان لها أنه في غضون ثلاثة أيام، حطّت في مطار النجف الدولي، أكثر من مائة وخمس طائرة، أقلت حوالي خمسة عشر ألف زائر، معظمهم من الجمهورية الإسلامية الايرانية، في ظل توقعات بوصول عدد الزائرين عبر مطار النجف الدولي الى مليون زائر.

وفي الوقت الذي وجه وزير النقل رزاق محيبس السعداوي بضرورة مضاعفة  الجهود وتهيئة كافة المرافق الخدمية في المطارات العراقية لخدمة الزائرين، شدد محافظ النجف الاشرف، يوسف كناوي، على ضرورة تقديم التسهيلات الكاملة للزائرين والابتعاد عن الروتين الذي قد يعوق سير الإجراءات، مؤكدًا أن “استقبال الزائرين وتقديم أفضل الخدمات لهم يمثل أولوية قصوى خلال هذه الفترة”.

المنافذ الحدودية.. محطات أخرى

بموازاة ذلك، فإن المنافذ الحدودية المشتركة بين العراق والجمهورية الاسلامية الايرانية، مثل منفذ الشلامجة في البصرة، ومنفذ الشيب في ميسان، ومنفذ زرباطية في واسط، شهدت خلال الاسبوعين المنصرمين، توافد مئات الالاف من الزوار الايرانيين وغير الايرانيين. وتتوقع الجهات المسؤولة في كل من العراق وايران، تصاعد وتيرة تدفق الزوار من هذه المنافذ خلال الفترة المتبقية قبل حلول موعد زيارة الاربعين في العشرين من شهر صفر الحالي.

وبسبب الأعداد الهائلة من الزائرين، سعى الجانبين العراقي والايراني الى توفير منافذ اخرى لدخولهم، اذ انطلقت قبل ايام قلائل أول سفينة لنقل الزائرين من ميناء خرمشهر الايراني الى ميناء البصرة، حيث اقلت 320 شخصا.

ونقلت وسائل اعلام ايرانية عن قائد مقر الاربعين بمحافظة خوزستان، ولي الله حياتي، “إن المسار البحري قد افتتح يوم الخميس الماضي رسميا بالتعاون بين البلدين الصديقين والجارين ايران والعراق”.

في ذات الوقت، أكد المدير العام للموانئ والملاحة البحرية بمدينة خرمشهر الايرانية علي عسكري، أن هذه الرحلة البحرية تستمر بين 45 دقيقة و75 دقيقة”، مضيفًا بالقول إن “السعة الاستيعابية لكل رحلة بحرية تبلغ 320 شخصا، على ان تزداد عدد هذه الرحلات نظرا الى اقبال الزائرين عليها”.

أطلس لتأمين زيارة الأربعين

وفيما يتعلق بالجانب الأمني، أعلنت المديرية العامة للاستخبارات والأمن في وزارة الدفاع العراقية، عن تزويدها قيادات العمليات الأمنية بأطلس توضيحي لتأمين زيارة الأربعين.

وجاء في بيان للوزارة بهذا الخصوص، أنه “ضمن تأمين خطة زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، ونتيجة للدور المهم الذي تلعبه المديرية العامة للاستخبارات والأمن، ساهمت المديرية الصورية التابعة للمديرية أعلاه بـ إعداد (أطلس) توضيحي يحتوي على صور جوية للطرق والمحاور التي يسلكها الزائرين باتجاه كربلاء المقدسة”.

ولفت البيان الى “تسليم الأطلس إلى مقرات القيادات المسؤولة عن تأمين الزيارة، ليمكنها من تنفيذ العمليات الاستباقية وتأمين مسير الزائرين، وإتمام الزيارة المليونية بأمان وسلام”.

وارتباطًا بذلك، فإن تشكيلات مختلفة من وزارات الدفاع والداخلية، والحشد الشعبي، والامن الوطني، وجهاز مكافحة الارهاب، استنفرت كل امكانياتها وطاقاتها  لتأمين الزيارة في كل المحاور، من خلال خطط مشتركة وتنسيق عال فيما بينها، ومع الحكومات المحلية التي تشهد توافد الزائرين عبرها او اليها.

تعطيل رسمي في مختلف المحافظات

وفي إطار الاستعداد والتهيوء والتحضير لزيارة الأربعين، أعلنت الحكومات المحلية لاغلب -او جميع-محافظات الجنوب والفرات الاوسط، تعطيل الدوام الرسمي فيها لعدة ايام.

وفي محافظة كربلاء المقدسة، اعلن رئيس مجلس المحافظة، قاسم اليساري، تعطيل الدوام الرسمي فيها، أعتباراً من هذا اليوم الأحد ولغاية يوم زيارة الاربعين، مستثنيا الدوائر الخدمية والأمنية والصحية.

على صعيد محافظة النجف الاشرف، أعلن رئيس مجلسها، حسين العيساوي، تعطيل الدوم الرسمي، اعتبارا من اليوم الاحد وحتى انتهاء الزيارة.

وكذلك محافظة  واسط، التي اعلن مجلسها،  تعطيل الدوام الرسمي ستة ايام، اعتبارا من  الاربعاء المقبل ولغاية يوم الاحد الذي يليه.

وفي محافظة بابل، اعلنت الحكومة المحلية، تعطيل الدوام الرسمي، اعتبارا من يوم الاربعاء المقبل وحتى انتهاء الزيارة.

أما مجلس محافظة الديوانية، فقد اعلن تعطيل الدوام الرسمي في المحافظة، بدءا من بعد غد الثلاثاء الى يوم الاربعين.

ومن المتوقع أن تتخذ محافظات اخرى قرارات مماثلة في وقت لاحق.

زيارة الأربعين في لائحة اليونسكو

بموازاة ذلك، صرّح رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان، فاضل الغراوي، قائلًا “نعيش الذكرى الخامسة لأهم قرار تأريخي وانساني لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والفنون (يونسكو) عام 2019، في ادراج الزيارة الاربعينية والخدمات التي تقدم فيها على لائحتها للتراث الثقافي غير المادي”.

وأوضح الغراوي أن سبب هذا القرار، هو ان زيارة الأربعين هي ممارسة اجتماعية يتم تقديمها في المناطق الوسطى والجنوبية من العراق، حين تتلاقى مواكب الزوّار والحجيج أثناء طريقهم إلى مدينة كربلاء لزيارة ضريح الإمام الحسين. وتُعدّ هذه الممارسة الاجتماعية عنصراً محدّداً للهوية الثقافية للعراق، وهي فرصة كبيرة للأعمال الخيرية تتمثل من خلال العمل التطوعي والتماسك الاجتماعي، حيث يساهم عدد كبير من الناس بوقتهم ومواردهم لتزويد الزائرين بالخدمات المجانية على طول الطريق”.

وأضاف رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان إن الزيارة الاربعينية هي أكبر مارثون انساني تاريخي في العصر الحديث، شهد تسجيل مشاركة 100 مليون زائر عراقي وعربي واجنبي خلال السنوات الخمسة الاخيرة”. مطالبا، الحكومة والبرلمان بأصدار قرار لاعتبار الزيارة الاربعينية ارث ثقافي للعراق، وتعريف المجتمع الدولي بمضامينها الانسانية والاخلاقية التي تجسد كرم العراقيين وتلاحمهم” .

المصدر: العهد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى