مقالات

لبنان كان حاضراً بقوة في الدوحة… وهذا هو هدف زوار بيروت

انتهت محادثات الدوحة حول غزة على وعد باستئنافها الاسبوع المقبل، بعد اجواء التفاؤل الحذر في شأن الحل المرتقب الذي اشاعه المشاركون ، في مقابل صورة سوداء من منظار حماس، المصرة على ان ما يحكى عنه “اوهام  باوهام” وتبني المفاوضين لوجهة نظر تل ابيب ما لا يمكن للحركة القبول به.

مصادر دبلوماسية كشفت ان لبنان كان حاضرا بقوة في مفاوضات الدوحة،  خصوصا ان جميع الاطراف المشاركة، بما فيها بطريقة مباشرة او غير مباشرة على يقين بذلك، بعدما كان تبلغ الاميركيون من تل ابيب ان المهمة العسكرية في القطاع ضد حماس قد انتهت عمليا بما فيها رفح، وان تل ابيب باشرت تطبيق المرحلة الثالثة من حربها دون اعلان ذلك.

وتتابع المصادر بان واشنطن مارست عملية “خداع وبلف”، للمحور، اذ اعلنت عن موعد المفاوضات وحصلت على الموافقة الاسرائيلية، الا ان انكشاف خطتها دفع لحركة حماس الى المقاطعة بالتنسيق مع طهران، التي شهدت عجقة اتصالات دبلوماسية، حملت رسائل واضحة بان اي تحرك او رد خلال فترة التفاوض سيؤدي الى اندلاع حرب سيشارك فيها تحالف كبير ضدها، ما اضطرها الى تاجيل ردها وتنسيق حركتها مع الحلفاء، لاستعادة المبادرة، في لعبة كسب الوقت وفترة السماح التي قرر العالم منحها لتل ابيب.

واشارت المصادر الى ان بيروت كانت جزءا اساسيا في تلك اللعبة، من هنا فان الهدف الحقيقي للزوار الاجانب على جنسياتهم المختلفة من عربية واجنبية كان هدفه الاساس، منع اي رد للحزب عبر ضغط لبناني داخلي، وهو ما كان تنبه له امين عام حزب الله سابقا، خلال اطلالته، عندما تحدث عن انتقام عالبارد وهادئ ومدروس.

وفي هذا الاطار ادرجت المصادر رسالة “جبالنا خزائننا” و”عماد 4″، من ضمن الحرب النفسية، من ان الحزب قادر على الصمود لأشهر في اي حرب قد تشن عليه في المستقبل، وعلى تل ابيب تاليا، ومن خلفها حلفائها، ان يدرسوا خطواتهم جيدا قبل ان يفكّروا بشن الحرب التي يهددون بها، على اعتبار انهم لم يتمكنوا من هزيمة حماس و”أنفاقها”، فما بالهم من هزيمة الحزب ذات القدرات والانفاق الاكبر بأضعاف.

علما ان السفارة الايرانية انضمت مساء الى جبهة الحزب مشيرة الى ان جبالها تحوي العشرات من مدن الصواريخ تلك، بعد ان كان نشر الجيش الاسرائيلي شريطا مصورا لمقاتلات تتزود بالوقود جوا، معلقا بان يده قادرة على الوصول الى أي مكان في العالم، وتحديدا الجمهورية الاسلامية.

وختمت المصادر، بأنّ التقييمات الأميركية تُشير إلى أنّ إيران لن تسعى إلى تعطيل المفاوضات الجارية بجولتها الثانية، رغم انه من غير الواضح إلى متى قد تمتنع إيران عن مهاجمة إسرائيل، وسط النقاش عما إذا كانت ستستخدم القوة العسكرية كما فعلت في هجوم  نيسان الماضي، ام ما إذا كانت ستجري عملية استخباراتية سرية، على ما صرح احد مستشاري الرئيس بازشيكيان، وارتباط ذلك بحارة حريك، التي لا تسعى الى حرب كبرى في المنطقة، بقدر ما ترغب باعادة رسم قواعد الاشتباك.

ميشال نصر- الديار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى