مع أنَّ الجولة الجديدة من المفاوضات هذه المرة مصحوبة بظروف مختلفة وأكثر حساسية عن الجولات السابقة ، الا انه من المهم التذكير بأن جميع الجولات السابقة كانت السمة الغالبة عليها، هي افشالها واجهاضها من قبل نتنياهو مرارا وتكرارا.
ومن بين تلك المحطات التي افشل فيها نتنياهو فرص التوصل الى اتفاق.
قمة باريس الأولى في كانون الثاني 2024، وهي القمة التي تأخر انعقادها ، بسب مماطلة نتنياهو في منح رئيس الموساد تفويضا ، وبالرغم من ان رئيس الموساد ديفيد برنيع، وصف التقدم حينها بالمهم، لكن ما ان عاد برنيع الى كيان الاحتلال، حتى اصدر نتنياهو خمسة بيانات صحفية اعتبر فيها أن الهوة بين الجانبين لا تزال قائمة.
وعلى خطى باريس ، كانت جولات القاهرة تصطدم بعراقيل نتنياهو ، الذي قلص صلاحيات فريق التفاوض الصهيوني لتقتصر فقط على الاستماع الى الوسطاء دون اعطاء اي موقع ، بعد ان ضم الى الوفد المفاوض مستشاره الشخصي اوفير فولك الذي لم يكن اصلا من اعضاء الفريق.
ومن تقليص التفويض في جولات القاهرة الى تقييده كليا في قمة باريس التي انعقدت ثانية في 23 شباط 2024 من دون احراز اي جديد.
وبعد افشال نتنياهو لجولات التفاوض في القاهرة وقمة باريس الثانية ، مارس نتنياهو السلوك ذاته في جولة مفاوضات اخرى في العاصمة القطرية الدوحة، لناحية تقليص التفويض الممنوح لفريق التفاوض الصهيوني، متجاهلا طلب حكومة الحرب المصغرة وكبار المسؤولين العسكريين الصهاينة بضرورة تفويض فريض التفاوض واستئناف المحادثات.
في الثامن من نيسان، وفيما كانت المفاوضات أقرب من أي وقت مضى الى النجاح وانهاء العدوان، وفيما كان جيش الاحتلال يعلن انهاء عملياته العسكرية في خان يونس وانسحاب قواته بالكامل من المنطقة، عاد نتنياهو ليعلن ان النصر الكامل يتطلب اجتياح مدينة رفح، في نسف كامل لكل مساعي التهدئة.
ورغم ان كل ما سلف من الجولات التفاوضية كانت حماس تتعامل معها بإيجابية ومرونة إفساحا في المجال لانهاء العدوان على قطاع غزة، الا ان نتنياهو كان يلاقي اي تقدم بمزيد من العراقيل التي تعيد المفاوضات الى مربعها الاول.
وعلى هذا المنوال افشل نتنياهو ما سمي المقترح الامريكي الذي اعلنه مطلع حزيران2024 الرئيس الامريكي جو بايدن، وسرعان ما رد نتنياهو على المقترح بان شروط اسرائيل لانهاء الحرب لم تتغير، ولن يكون هناك وقف لاطلاق النار.
ورغم ذلك، ردت حماس في تموز الفين واربعة وعشرين بإيجابية على الاطار الذي قدمه بايدن، ووصف فريق التفاوض الصهيوني الرد بانه افضل اجابة يتلقاها من حماس منذ بدء المفاوضات.
ومع ذلك ، صدر عن مكتب نتنياهو تصريح سلبي بأن اسرائيل ستواصل الضغط العسكري على حماس.
والان ومع الجولة الجديدة في الدوحة ، هل سيكمل نتنياهو ما اعتاد عليه في الجولات السابقة ، ويسد الطريق بالعقبات والشروط والتعنت امام فرص التوصل الى اتفاق ، ام ان المستجدات التي سبقت وتصاحب المفاوضات حاليا، ستفرض اجواء مختلفة على موقف نتنياهو، المعرقل الاول والمباشر للمفاوضات بكل محطاتها ومراحلها.