كشفت مصادر مطلعة، أن هناك تحركات داخل أروقة حركة حماس القيادية، لاختيار نائب لرئيس المكتب السياسي الجديد، ليقوم بمهام رئاسة الحركة في اللقاءات والاتصالات التي تجرى في الخارج، بحكم ظروف الحرب التي تجبر يحيى السنوار على الاختفاء، وكذلك اختيار رئيس جديد للحركة في قطاع غزة.
وحسب المعلومات فإن حركة حماس كانت تستعد لعقد اجتماع لمجلس الشورى العام خلال اليومين الماضيين، غير أن الترتيبات لم تكتمل بصورتها النهائية، بسبب عدة عوامل، من بينها عدم تجمع قيادة الحركة في مكان واحد، وظروف الحرب المستمرة في غزة، التي تحول دون مشاركة أعضاء الحركة في القطاع.
لكن ذلك لم يمنع من استمرار الاتصالات بخصوص هذا الأمر، حيث تدرس حماس طرقا جديدة لعقد الاجتماع، والذي من المرجح أن لا يكون وفقا لـ”الطريقة التقليدية” التي كان يتجمع فيها أعضاء الشورى العام في مكان واحد.
ورجحت أن يتم اختيار نائب الرئيس بذات الطريقة التي جرى فيها اختيار السنوار رئيسا للحركة، خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتاله كيان الاحتلال الإسرائيلي في طهران.
وسيتم خلال الاجتماع بالطريقة والآلية الجديدة، اختيار نائب جديد لرئيس المكتب السياسي، حيث هناك عدة شخصيات قيادية في الحركة أبرزها خالد مشعل رئيس حماس في الخارج، وزاهر جبارين رئيس الحركة في الضفة الغربية، وموسى أبو مرزوق.
ووفقا للمصدر القيادي، يقوم رئيس الحركة بترشيح نائب له، لكن قبل اعتماد القرار بصورته النهائية، يتوجب أن يجري اعتماد القرار من قبل مجلس الشورى العام.
ووفقا للمصدر القيادي الذي تحدث لـ”القدس العربي”، فإن الكثير من المهام القيادية وأبرزها تمثيل الحركة في الخارج، وعقد اللقاءات مع المسئولين الإقليميين وقادة الفصائل في الخارج، ستناط بنائب رئيس المكتب السياسي، لعدم قدرة السنوار الموجود في غزة على القيام بهذه المهام.
لكن المصدر أكد أن القرارات المصيرية والكبرى، ستكون مرهونة باطّلاع رئيس الحركة وإبداء الموافقة عليها.
وتؤكد المعلومات المتوفرة أن عملية الاتصال ما بين قيادة الحركة داخل قطاع غزة والخارج تدار بآلية خاصة وآمنة، غير تلك الطرق المعروفة.
ووفق المعلومات المتوفرة، فإن حالة انتظار سادت الأسبوع الماضي، لوصول خطاب إما مسجل أو مكتوب من رئيس المكتب السياسي الجديد للحركة يحيى السنوار، غير أن الأمر لم يتم بسبب الظروف الأمنية الخاصة في غزة، ولكن من المتوقع وصول الخطاب أو الكلمة المسجلة لاحقا.
يأتي ذلك في وقت تبحث قيادة الحركة عن إسناد رئاستها في قطاع غزة، لقيادي جديد بديلا للسنوار.
ولم يجرِ بعد الكشف عن الطريقة التي سيتم فيها اختيار رئيس للحركة في قطاع غزة، وإن كان سيصار إلى اختيار خليل الحية نائب رئيس الحركة في غزة لهذا المنصب، أم سيوكل لشخصية أخرى، كما لم تتخذ الحركة قرارا بعد بالكشف عن رئيسها في غزة أم ستختاره بدون الإعلان عن ذلك.
وقال قيادي في الحركة، إن الدكتور الحية المتواجد حاليا في الخارج، ويشغل أيضا منصب رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية، سيضطلع بدور كبير في إدارة ملفات الحركة، بسبب قربه من قيادة حماس في قطاع غزة التي تدير المعركة خلال الحرب.
كما سيواصل الحية أيضا بقرار من السنوار، قيادة وفد الحركة في مفاوضات وقف إطلاق النار القادمة، حيث كان السنوار خلال الفترة الماضية التي كان يرأس فيها حماس في غزة، يدعم قيادة الحية لهذا الملف.
وكان القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، قال إن عملية التفاوض بشأن وقف الحرب عن قطاع غزة وعقد صفقة تبادل الأسرى مع كيان الاحتلال، عبر الوسطاء ستستمر بعد اختيار يحيى السنوار رئيسا للحركة، وأضاف: “موضوع التفاوض كان يُدار بقرارات القيادة، والسنوار لم يكن بعيدا عن عملية التفاوض بل حاضر بتفاصيلها”.
وتابع: “ستستمر عملية التفاوض، والمشكلة في العملية ليست التغيير الذي جرى في حركة حماس، بل في الكيان الإسرائيلي ونتنياهو، وفي أمريكا التي لم تكن صادقة لا في وساطتها ولا في محاولتها الدفع لوقف إطلاق النار”.
وأشار إلى أن السنوار يتمتع بقدر عالٍ من المرونة في إدارة الشؤون العامة ويحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني.
ومن المؤكد أن تذهب حركة حماس إلى جولة المفاوضات الجديدة، وهي تحمل ذات المواقف الأخيرة التي تبنتها في الجولة الأخيرة التي أفشلت بسبب شروط جديدة حملها الوفد الإسرائيلي، كانت تشمل رفض إسرائيلي للانسحاب من “محور فيلادلفيا” الفاصل بين جنوب غزة ومصر، وكذلك رفض الانسحاب من “محور نتساريم” الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه.
وتطلب حركة حماس أن يتم الانسحاب من هذه الأماكن، وأن ينسحب جيش الاحتلال من مراكز المدن، وذلك بعد أن وافقت على هدنة مؤقتة تمتد لستة أسابيع، تشمل عقد صفقة تبادل أسرى تطلق بموجبها الأسرى المدنيين والنساء، مقابل أسرى فلسطينيين.
على أن تتبع في المرحلة الثانية بعقد صفقة أكبر وتشمل الاستمرار في حالة الهدوء، بعد أن كانت الحركة تطلب أن يجري الإعلان عن وقف الحرب كاملة، في اليوم الأول للمرحلة الثانية.