تكاليف مادية باهظة قدرتها صحيفة غلوبس الاقتصادية الإسرائيلية بمليارات الدولارات، تتكبدها تل ابيب خلال استعداداتها للرد الايراني المتوقع الذي وصفه الاحتلال بسيناريوهات الرعب.
حالة التأهب القصوى التي اعلنها جيش الاحتلال، والمناورات البحرية التي اجراها قبالة شواطئه ونشر وحداته وقطعاته البحرية، وإعادة نشر منظومات الدفاع الجوي على امتداد الاراضي المحتلة استعدادا لاعتراض الصواريخ، ترفع من تكلفة الاستعدادات الاسرائيلية.
ناهيك عن استدعاء فرق الاحتياط، والتأهب في الوحدات البرية والمدرعات؛ تحسبا لدخول مناطق مثل الضفة وغزة على خط الرد. لكن الثقل الاكبر في التكلفة يتركز في تشغيل أنظمة الدفاع الجوي ذات الكلفة العالية.
منظومة لارد الاعتراضية، والتي أكملت تل ابيب اختباراتها الأسبوع الماضي، وهي جزء من منظومة أكبر تسمى باراك ماغين، التي تطلق صواريخا متوسطة المدى تصل إلى سبعين كيلومترا.
قدرت الصحيفة بأن تكلفة استخدامها تزيد عن تكلفة منظومة ‘مقلاع داود’ التي تبلغ سبعمئة ألف دولار. كما تعتبر أعلى تكلفة من الصواريخ الاعتراضية من طراز جو-جو، التي تطلقها الطائرات والتي تبلغ بين أربعمئة إلى خمسمئة ألف دولار.
منظومات ‘آرو اثنان’ و’آرو ثلاثة’، ويقع على عاتقها مهمة اسقاط الصواريخ الباليستية، والتي استخدمتها تل أبيب في إعتراض الهجوم الايراني منتصف ابريل نيسان الماضي، وكلفت الاحتلال أكثر من مليار وثلاثمئة مليون دولار خلال ليلة واحدة وفق يديعوت احرنوت، أو ربما يجب القول ساعة واحدة.
أميركا، والتي تتهمها ايران رسميا بالضلوع في اغتيال هنية على أراضيها بالمعلومات والدعم اللوجستي لتل ابيب، تتقاسم هذه التكاليف مع الكيان الإسرائيلي وفق صحيفة ‘غلوبس’ الاقتصادية؛ حيث عززت واشنطن انتشار قواتها في المنطقة لتوفير الدعم العسكري لتل أبيب.
وزارة الدفاع الأميركية قررت إرسال قطع حربية ومقاتلات من طراز إف اثنين وعشرين إلى المنطقة، وفق صحيفة ‘نيويورك تايمز’، طائرات يبلغ ثمن الواحدة منها ثلاثمئة وخمسين مليون دولار، فيما تقدر ساعة تحليقها بثمانية وستين ألف دولار. فهل بدأ الكيان وداعمته واشنطن دفع تكلفة الرد الايراني حتى قبل تنفيذه؟