تكنولوجيا

شركات التكنولوجيا شارفت على الانهيار في الاثنين الأسود.. ماذا حدث؟

لم يكن يوماً صعباً بل أسبوعاً كاملاً عانته شركات التكنولوجيا، حيث تسببت عمليات البيع المكثّفة في قطاع التكنولوجيا المدفوعة بالأرباح المخيبة للآمال، الاثنين الماضي، في جر الأسواق العالمية إلى الانخفاض، وفقدت أسهم التكنولوجيا لأكبر 7 شركات في القطاع 615.6 مليار دولار من قيمتها يوم الاثنين، وفقاً لبيانات من ستاندرد آند بورز العالمية.

وواجه المستثمرون أسئلة حول ما إذا كانت عشرات المليارات من الدولارات التي استثمرتها شركات التكنولوجيا في الذكاء الاصطناعي ستؤدي إلى زيادات حقيقية في الإيرادات، أو ما إذا كان الذكاء الاصطناعي مجرد أداة تبتلع الأموال ولا تخلق سوى مكاسب متواضعة.

وفي اليوم نفسه، الاثنين، حكم قاضٍ فيدرالي بإدانة غوغل بانتهاك قانون مكافحة الاحتكار الأميركي من خلال أعمال البحث الخاصة بها، ما قد ينهي هيمنة غوغل على عمليات البحث عبر الإنترنت، وقد يكون للحكم أيضاً تأثيرات متتابعة على شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى التي تخوض معارك مكافحة الاحتكار الخاصة بها.

وإذا أضفنا المخاوف الاقتصادية الناتجة عن زيادة معدل البطالة بمعدلات أسوأ من المتوقع والاتجاه نحو الركود وضعف طلب عملاء التكنولوجيا الرئيسيين، سنتخيل أن شركات التكنولوجيا الكبرى تقف الآن على أرض مهتزة، ومع ذلك فإن مراقبي القطاع ما زالوا يرون أن ما يحدث مجرد تصحيح، وليس دوامة هبوط.

يقول تشارلي ماينر، المحلل في شركة الأبحاث ثيرد بريدج، إن مقارنة تباطؤ أسهم التكنولوجيا الحالي بانفجار فقاعة الدوت كوم في مطلع القرن سيكون «مبالغة خطيرة».

يقول أنجيلو زينو، محلل التكنولوجيا في CFRA للأبحاث لشبكة سي إن إن، إن تقييمات التكنولوجيا في أوائل يوليو «وصلت إلى أعلى نقطة لها منذ أكثر من 20 عاماً، والآن علينا استيعاب بعض هذه المكاسب قبل المضي قدماً».

لا يبدو الأمر وكأن شركات التكنولوجيا العملاقة معرضة لخطر نفاد الأموال، ففي الربع الأخير وحده، حققت آبل وغوغل ومايكروسوفت وميتا وأمازون أكثر من 94 مليار دولار من الأرباح، وعلى الرغم من انخفاض الاثنين، والذي بدأ بالتلاشي، فإن أسهم هذه الشركات لا تزال عند مستويات مرتفعة.

الأساسات قوية

قد تعود أسهم شركات التكنولوجيا ببساطة إلى التداول على أساس أعمالها التقليدية بدلاً من الآمال المرتفعة المُعلقة على مستقبل الذكاء الاصطناعي، الذي يبدو أن إمكانات تحقيق الدخل منه على بُعد عقد من الزمان على الأقل، يقول زينو إن «الاتجاهين الأكثر أهمية لشركات التكنولوجيا الكبرى الآن هما إيرادات الحوسبة السحابية والإعلانات الرقمية، وكلاهما يعمل بشكل جيد للغاية، بما يتماشى بشكل أساسي مع التوقعات، بل يتفوق عليها».

وفيما يتعلق بالإنفاق على الذكاء الاصطناعي، يقول زينو «لا توجد سوى طريقتين يمكن للشركات من خلالهما التعامل مع أموالك الآن، الإنفاق بقوة من أجل النمو المستقبلي أو إعادة الأرباح إلى المساهمين، وهم يقومون بكلا الأمرين بالفعل».

وبالفعل أعلنت غوغل وميتا عن خططهما لبدء توزيع أرباح ربع سنوية على المساهمين لأول مرة في وقت سابق من هذا العام.

المصدر موقع المنار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى