أكدت صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية، أنّ التصعيد الأمني قد يجبي ثمناً باهظاً على “إسرائيل”، مسلطةً الضوء على التأثيرات على المستوى الاقتصادي، وخصوصاً على خلفية التهديدات من إيران وحزب الله.
وفي السياق، قال الخبير الاقتصادي الرئيسي في الشركة الاستشارية الإسرائيلية “BDO”، حان هرتسوغ، إنّه “بقدر ما يستمر الوضع ويطول يزداد الضرر الاقتصادي المتراكم، وسيكون من الصعب إعادة النشاط في إسرائيل بعد انتهاء الحرب”.
وأضاف أنّ “الثمن الإقتصادي لتصعيد الحرب هو أكبر إضافة إلى التكلفة المباشرة في الموازنة الأمنية وازدياد العجز، مشيراً إلى أنّ “ازدياد علاوة المخاطرة الإسرائيلية قد يؤدي الى تراجع إضافي في التصنيف الائتماني الإسرائيلي”.
ولفت هرتسوغ إلى أنّ عالم الأعمال لا ينتظر تراجع التصنيف الائتماني رسمياً، بل عملياً يرى عالم الأعمال الدولي خطراً متزايداً على تنفيذ مشاريع مع “إسرائيل”، وهنا لا يدور الحديث عن مقاطعة اقتصادية، إنما ميل الأعمال إلى تقليص المخاطر.
وتابع أنّه في حالة حرب وخطر آخذ بالتزايد على الاقتصاد الإسرائيلي، فإنّ الاستثمارات الأجنبية قد تواصل التراجع، وقد تقلص شركات دولية صفقات التصدير والاستيراد مع “إسرائيل”، متحدثاً عن خشية بأن تنقل الشركات الدولية العاملة في “إسرائيل” مراكز التطوير والإنتاج إلى دول أخرى.
وقال إنّ استمرار الحرب يزيد الثمن الآخذ بالتزايد من الاقتصاد الإسرائيلي، فـ”بقدر ما يستمر الوضع ويطول يزداد الضرر الاقتصادي المتراكم، وسيكون من الصعب جداً إعادة النشاط إلى إسرائيل بعد انتهاء الحرب”.
تضرر قيمة “الشيكل”
وطرح الخبير الاقتصادي الرئيسي في الشركة الاستشارية الإسرائيلية “BDO” تساؤلاً بشأن كيفية تضرر قيمة “الشيكل”؟
وأجاب هرتسوغ بأنّ الضعف الاقتصادي في إثر الحرب قد يزيد حدّة ضعف “الشيكل” مقابل العملات في العالم، موضحاً أنّه “خلال الشهر الأول من الحرب رأينا سعر الدولار تجاوز سقف 4 شواكل مقابل الدولار”.
وأعرب عن خشية حقيقية من أن يؤدي التصعيد الأمني المتفاقم والمستمر إلى وضع مشابه، مرجحاً أنّ يصل سعر الدولار مجدداً إلى الرمز 4.
الضرر يلحق بالبورصة
تساؤل آخر طرحه الخبير الاقتصادي الرئيسي في الشركة الاستشارية الإسرائيلية “BDO” بشأن الضرر الذي سيلحق بالبورصة، ليلفت إلى أنّ “البورصة هي مرآة الاقتصاد والتراجع في أسهم البورصة يعكس زيادة مخاطر تنفيذ مشاريع في إسرائيل”.
وأكد هرتسوغ أنّه خلال الشهر الأول من الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023 تراجعت البورصة الإسرائيلية الى ما يزيد عن 10%، موضحاً أنّ تفاقم الوضع الأمني وحرب شاملة في ساحة أخرى قد يؤدي إلى ازدياد حدّة تراجع البورصة، بما “سيلحق ضرراً بمجمل الإسرائيليين انطلاقاً من تراجع قيمة أموال معاشات التقاعد، الادخار وصناديق الدراسات”.
التأثير على سوق سندات الدين
الخبير الاقتصادي تحدث أيضاً عن التأثير على سوق سندات الدين، قائلاً إنّ التصعيد سيؤدي إلى ازدياد نفقات الحرب وازدياد العجز، وقد يؤدي الى ارتفاع فائدة إضافية في أسواق سندات الدين، وزيادة الفجوة بين الفائدة على سندات الدين للحكومة الإسرائيلي وسندات الدين للحكومة الأميركية.
وأضاف هرتسوغ أنّ “حالة التصعيد الأمني تبعد احتمال تخفيض الفائدة في البنك الإسرائيلي.
وبشأن تضرر التصنيف الائتماني الإسرائيلي من جراء التصعيد، شدّد هرتسوغ على أنّ “فتح جبهة أخرى سيؤدي إلى تراجع إضافي في التصنيف الائتماني الإسرائيلي”.
وأشار إلى أنّ عدم تنفيذ أهداف الموازنة قد يجرّ بالتأكيد الى تراجع التصنيف الائتماني، وبالتالي ازدياد الضرائب أيضاً، لافتاً إلى أنّ التصعيد سيؤدي إلى زيادة النفقات الأمنية.