شهدت الجلسة التي عقدها الكونغرس الأميركي، يوم أمس، للاستماع إلى كلمة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو العديد من الرسائل تنوّعت بين الإعلان عن مقاطعة الجلسة أو رفع لافتات أو الامتناع عن التصفيق مع المشرّعين تعبيرًا عن استيائهم من قتل آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة.
لوحظ وقوف العديد من الديمقراطيين من دون أن يصفقوا عندما وصل نتنياهو إلى القاعة.
زعيم الأغلبية الديمقراطية، في مجلس الشيوخ، السيناتور تشاك شومر لم يصفق ولم يصافح نتنياهو، وكذلك السيناتور تامي بالدوين.
وظلّ بعض الأعضاء جالسين طوال الوقت عندما دخل نتنياهو قاعة مجلس النواب، ومنهم النائب رشيدة طليب عضو الكونغرس الأميركية، وهي من أصول فلسطينية عربية.
في حين ظلّ آخرون جالسين في أثناء وصوله، مثال النائبان مارسي كابتور من ولاية أوهايو وسيلفيا غارسيا من تكساس.
هذا؛ ورفعت طليب لافتةً باللونيْن الأبيض والأسود، خلال خطاب نتانياهو، مكتوبًا على أحد جانبيها: “مجرم حرب”، والجانب الآخر: “مذنب بارتكاب جرائم إبادة جماعية”.
وذهبت النائب الجمهورية آنا بولينا لونا عضو الكونغرس اليمينية المتشددة وجلست بجوار طليب، وتفاعلت معها لمدة وجيزة خلال الخطاب.
كذلك عبّر بعض المشرّعين عن عدم ارتياحهم من ظهورهم وكأنّهم يؤيدون نتانياهو وحكومته الائتلافية اليمينية المتشددة، في الوقت الذي يواجه فيه تراجعًا في استطلاعات الرأي في “إسرائيل”، وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز”.
وقال السيناتور كريس فان هولين للصحفيين قبل الكلمة: “بالنسبة إليه – أي نتنياهو- الأمر كله يتعلق بتعزيز دعمه في الوطن، وهو أحد الأسباب التي تجعلني لا أرغب بالحضور.. لا أريد أن أكون جزءًا من دعم سياسي في هذا الخداع. فهو ليس الحارس العظيم للعلاقة بين الولايات المتحدة و”إسرائيل””.
وقال النائب الجمهوري في مجلس النواب توماس ماسي أيضًا إنه لن يحضر، وكتب على منصة “أكس”: “الغرض من مخاطبة نتنياهو الكونغرس هو تعزيز مكانته السياسية في “إسرائيل”، وتخفيف حدة المعارضة الدولية لحربه.. لا أشعر بأنني من أنصار هذا، لذلك لن أحضر”.
ومن بين الديمقراطيين الذين رفضوا الحضور، أيضًا، أعضاء مجلس الشيوخ ديك دربين، وهو ثاني أبرز ديمقراطي في المجلس وتيم كين وجيف ميركلي وبريان شاتز، وكلهم أعضاء في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إضافة إلى باتي موراي التي ترأس لجنة المخصصات في المجلس.
وفي مجلس النواب، عُلم أن بين الذين قرروا عدم الحضور هم تقدميون، مثل النائب ألكسندرا أوكازيو كورتيز، بالإضافة إلى إيمي بيرا العضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية، وآدم سميث أبرز الديمقراطيين في لجنة خدمات القوات المسلحة، والذي قال إنه لم يحضر قطّ اجتماعات مشتركة، لكنّه وصف نفسه، يوم الثلاثاء، بأنه معارض بشدة لما يفعله رئيس الوزراء نتنياهو.
أبرز من تغيّب عن الحضور هي كامالا هاريس، والتي ترأس عادة جلسات إلقاء الكلمات كونها نائب الرئيس، ولم يحضر أيضًا السيناتور الجمهوري جي دي فانس مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس.
وفي غياب هاريس، كان من الطبيعي أن تتولى موراي رئاسة الجلسة بصفتها العضو الديمقراطية البارزة في مجلس الشيوخ، لكن حلّ محلّها السيناتور الديمقراطي بن كاردين الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية.