اخبار اقليمية

زوال العدو الإسرائيلي… هل هي حقيقة سيفرضها الواقع؟

في حال استمر الائتلاف الحاكم والكنيست الحاليان، عام 2026 لن تكون إسرائيل موجودة”. هذا الكلام هو لزعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، قاله في مقابلة نشرتها صحيفة معاريف في تاريخ 7 تموز / يوليو، الحالي.

حديث ليبرمان هذا جاء في سياق انتقاده لسياسة رئيس وزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي قال انها تقود “إسرائيل إلى الدمار”، بعد فشله في الحرب على قطاع غزة، وإخفاقه في منع هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي (طوفان الاقصى).

اللافت اننا لا نكاد نجد دولة في العالم، يتحدث مسؤولوها، هكذا وببساطة، عن “زوال ” و “اختفاء” و”انهيار” و”دمار”، “دولتهم”، وكأنهم يتحدثون عن انهيار عمارة، كما يتحدث زعماء الكيان الاسرائيلي.

لم يعد هوس البقاء والخوف من مدى إمكانية استمرار وجود “اسرائيل”، منحصرا بالحاخامات، الذين عادة ما يستندون الى النصوص الدينية والتاريخية، التي تخبرهم “أن اليهود عموما أقاموا لأنفسهم في فلسطين على مدار التاريخ القديم كيانين سياسيين مستقلين، وكلا الكيانين تهاوى وآل إلى السقوط في العقد الثامن من عمره”، والذي بات يعرف بلعنة العقد الثامن. بل امتد هذا الهوس والقلق والخوف، من المستقبل، الى السياسيين العلمانيين واللادينيين.

سمعنا ذلك من نتنياهو عام 2017 عندما قال ان “التاريخ يخبر أنه لم تعمر لليهود أكثر من 80 سنة”. أمّا رئيس “الكنيست” الأسبق إبراهام بورغ، فقال أن “إسرائيل على أبواب نهاية الحلم الصهيوني، وتتجه نحو الخراب”. من جهته قال الرئيس السابق للموساد تامير باردو :”ان التهديد الأكبر يتمثل بنا نحن الإسرائيليين..إن إسرائيل تنهار ذاتيا”. اما الكاتب والمحلل الإسرائيلي روغل ألفر فقال :”أن إسرائيل وقعت على شهادة زوالها..في الحرب المقبلة سيتلقى السكان اليهود في البلاد الأوامر بالانتحار”. بينما اعتبر الكاتب الصحفي آري شافيت، ان “الإسرائيليين العدو الأكبر لأنفسهم في العقد الثامن من استقلال الدولة العبرية.. يمكن مواجهة التحديات الأمنية، لكن تفكك الهوية لا يمكن التغلب عليه”.

رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، انضم الى اصحاب الاراء القائلة بقرب زوال “اسرائيل”، عندما كتب مقالا في صحيفة “يديعوت أحرونوت” بتاريخ 8/5/2022 قال فيه: “على مر التاريخ اليهودي لم تعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن.. العدو الأخطر لاسرائيل هو الصدع الداخلي، التحريض، التعصب والانقسام.. التي تسببت بتدمير عالم اليهود السابق بحسب الحكايات الموروثة”.

زوال “اسرائيل” حديث بات يُتداول حتى في امريكا، الداعم الاكبر لـ”اسرائيل”، فهذا جون هوفمان، محلل السياسة الخارجية في معهد “كانتو” البحثي الأمريكي يقول في مقال نشره بمجلة “فورين بوليسي”: “إن إسرائيل ليست أعظم استثمار أمريكي في الشرق الأوسط كما يقول الرئيس جو بايدن بل قد تكون أكبر عبء استراتيجي عليها.. فهي أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأمريكية”. اما البروفيسور الأمريكي جيفري ساكس، فقال: “إسرائيل ترتكب بغزة مجزرة إبادةٍ جماعية وتطهير عرقي بوحشية وواشنطن شريكة.. العالم تقريبا كله يعارضها والدعم الأمريكي ليس مضمونا، والكيان بخطر وجودي.. فلا يمكن الاعتماد على دعم الولايات المتحدة دائما وأبدا من أجل إبقاء الكيان على الخريطة ومنع زواله.

الشيء المهم والاساسي الذي لم يذكره كل الذين نقلنا عنهم خوفهم من زوال الكيان الاسرائيلي، هو ان السبب الحقيقي وراء هذا الخوف ، هو ان “اسرائيل” كيان مزيف، والمجتمع “الاسرائيلي”، مجتمع مزيف، ولا يمت اعضاء هذا المجتمع الى بعضهم البعض بإي صلة، فهو مجتمع تم “تأليفة” من عشرات القوميات، ولا تربطهم اي رابطة قومية او تاريخية، ولا لهم اي شعور بالانتماء الى الارض التي اغتصبوها بقوة المستعمر البريطاني. كل الذي يجمعهم هو القوة والمال، لذلك ظنا ان بامكانهم ان يقطعوا الرابطة التي تربط الانسان الفلسطيني بمقدساته وارضه، فقط عبر استخدام القوة والارهاب والارعاب، وهي فكرة تبخرت بالكامل بعد معركة “طوفان الاقصى”، وهو ما دفع الصهاينة الى الحديث وبكثرة مؤخرا عن زوال “دولتهم”، فليس هناك شعب في العالم، مهما واجه المخاطر، يتحدث عن زوال دولته، الا ان تكون هذه الدولة مزيفة، كما هي “اسرائيل”.

هذه الحقيقة لخصها الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة “حماس”، بقوله: “ان زمن بيع الوهم للعالم حول أكذوبة الجيش الذي لا يقهر والميركافا الخارقة والاستخبارات المتفوقة، كل هذا انتهى زمنه وقد كسرناه وحطمناه أمام العالم في غلاف غزة وفي كل فلسطين.. ان زمن انكسار الصهيونية قد بدأ ولعنة العقد الثامن ستحل عليهم”.

المصدر قناة العالم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى