وصل قطار الانتخابات النيابية الفرنسية إلى محطته الأخيرة.. منطقة الرون جنوب فرنسا كانت أرضا خصبة للأحزاب التقليدية، الجمهوريون والاشتراكيون، ثم لحزب الرئيس ماكرون، باتت اليوم معقلا لليسار.. حيث فتحت صناديق الاقتراع أبوابها، ومنح سكان الإقليم بسخاء الأصوات لليسار.
وقالت الناخبة الفرنسية فرونسواز بيرمارنر لمراسل العالم: “لا أستطيع تحمل اليمين، لقد أسسه النازيون، أنا والمثيرون لا نشارك اليمين المتطرف الأفكار، فهو خطر يهدد كل أوروبا وفرنسا.. لديهم خطاب مزيف، وأنا لا أصدق شيئًا واحدًا مما يقولون.”
تقهقر في الرون تحالف الرئيس واليمين المتطرف واكتفيا بالمرتبتين الثانية والثالثة تباعا، بعد أن انهت الجبهة الشعبية الجديدة أكثر من 34 عاما من تربعهم على أغلبية نواب الإقليم.
وقال الناخب الفرنسي نائل لمراسلنا: “يقدم اليسار برنامجا مميزا للبيئة وأيضا في المساواة بين الجميع، بغض النظر عن أصولك.. في المقابل لا يمكننا اختيار التجمع الوطني اليميني الذي يقترح نوعاً من الفصل العنصري الذي يضر مزدوجي الجنسية.”
في أغلب الأقاليم والمدن الكبرى يحتدم الصراع بين اليمين واليسار، أما هاجس المسلمين الفرنسيين فهو صعود الأصوات المعادية للاسلام.
وقال الناخب الفرنسي من أصول مغربية علي لمراسلنا: “اليمين المتطرف وعلى رأسه المدام لوبين هو حزب عنصري ضد المهاجرين والمسلمين والعرب وضد الأجانب بصفة عامة، هم يحرضون على العداء للمسلمين، والعداء لفلسطين.”
ساهم معقل اليسار الجديد في أن لا يحصل اليمين المتطرف في كامل فرنسا على 289 مقعدا أي الأغلبية المطلقة، حتى في حال حصوله على المرتبة الأولى.
هذا ويدفع الرئيس الفرنسي إيمانوئيل ماكرون ثمن حل البرلمان.. فالمرتبة الثالثة جعلته يحذر من حرب أهلية.. أما الآمال فتبقى معلقة على اليسار الفرنسي الذي يحرز نتائج تاريخية حتى وإن لم يحرز المرتبة الأولى.