اكد عضو كتلة” الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أنَّ “اغتيال العدو للقائد المجاهد محمد نعمة ناصر “أبو نعمة”، لن يدفع المقاومة إلى التراجع، ولن يُضعف إرادتها وقرارها بمواصلة التصدي للاحتلال، أو يجعلها تخفِّف من الضغط عن الجبهة الشمالية، بل على العكس تمامًا، فإنَّ الفاتورة تكبر مع هذا العدو الذي لا خيار معه سوى المقاومة، ولا خيار أمامه سوى وقف عدوانه على غزة، وهي ستزيد من وتيرة ضغطها عليه، وسيكون لها ردها العقابي على جريمته، ليفهم هذا العدو أنَّ يد المقاومة طويلة، وقادرة على تعقِّب جيشه، وهو الذي لم يتعلَّم من كل تجارب الماضي بأنَّ اغتيال القادة والمقاومين لن يزيد هذه المقاومة إلّا إصرارًا على مواصلة جهادها، وعلى بناء القدرات، وهي ولَّادة كفاءات وقيادات، لأنَّ هؤلاء القادة ربُّوا أجيالًا من المقاومين”.
وقال خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” لشهيده عبد الأمير عسيلي في “مجمع المجتبى” في الضاحية الجنوبية بحضور لفيف من العلماء وجمع من الأهالي، ان” لبنان قدَّم من خلال مقاومته البطولية قائدًا جديدًا شهيدًا على طريق القدس لينضم إلى رفيقي دربه الحاج أبو طالب والحاج جواد الطويل، وبقية رفاقهم الشهداء، وأمثال “أبو نعمة” لا يتركون الميدان مهما كانت المخاطر والتحديات، بل يبقون مع المقاومين على خطوط المواجهة، وهو الذي كان يعرف أنَّه هدفٌ للعدو، ومنذ تسعة أشهر لم يغادر ميدان القتال، وبقي في عين الخطر، والتنقُّل بين صفوف المقاومين وعلى الجبهات، ولم يأبه بالموت “ألسنا على الحق” وهو شعار عاشوراء هذا العام. إذًا لا نبالي ما دمنا على الحق وفي سبيل قضية مقدسة، وهذه واحدة من ميزات قادة هذه المقاومة الذين لا يتركون الجبهة، بل هم في الصفوف الأمامية، يقودون المواجهة المباشرة، وقد كان الشهيد “ابو نعمة” يقود “وحدة عزيز” على خط الجبهة من البحر إلى قلب الجبهة، ولطالما أوجع العدو بعمليات نوعية حتَّى قضى شهيدًا في سبيل الله، فقد كان من الذين عشقوا الحسين ، ودائمًا كان يدعو الله ان يموت شهيدا على طريق سيد الشهداء، فمنَّ الله عليه بما أحب على أبواب بداية شهر محرِّم الحرام”.
وأضاف: “إنّ المقاومة في لبنان الحاضرة بقوة وفاعلية في مساندة الشعب الفلسطيني في غزة، وفي الدفاع عن بلدها، هي دائمًا جاهزة ومستعدّة ومتحفزة للتعامل مع أي تطور بأي اتجاه كان، وهي التي فرضت على العدو إيقاع الحرب وفق الأهداف التي رسمتها لمساندة غزة والدفاع عن بلدها، وهي تتعاطى مع كلِّ مرحلة وفق ما تحتاجه من أساليب ووسائل للمواجهة، ولئن كان الحديث يدور اليوم حول مرحلة ثالثة من الحرب الاسرائيلية على غزة، فإنّ المقاومة في لبنان لا تحدِّد موقفها من أي مرحلة بناءً على فرضيات أو احتمالات، بل بناءً على وقائع ومسارات وتطورات، وعندما يتطلَّب الأمر موقفًا ما يُعلن في حينه، وحسب ما تقدِّره المقاومة من مصلحة لبلدها وللقضية التي تدافع عنها”.
وأشار النائب فضل الله إلى أنَّ “جبهتنا في لبنان كانت جبهة مساندة، وقد نجحت في ممارسة ضغط كبير على القدرات العسكرية الاسرائيلية، وعلى المستوطنين، وعلى أوجه الحياة المختلفة في كيان العدو، وهو ما جعل قادة العدو يعترفون بأنَّ تجنب الحرب مع “حزب الله” هو سبب رئيسي كي توقف اسرائيل حربها على غزة”.
وختم: “إنَّ كل الضغوط وحملة التهويل التي مورست على لبنان بما فيها الحرب النفسيَّة التي انخرطت فيها إلى جانب كيان العدو دول عديدة وأدوات رخيصة في لبنان معروفة الولاء والسعر البخس، لم تنفع في ثني المقاومة عن مواصلة عملها، بل تقدَّمت إلى الأمام ومعها شعبٌ وفي ومخلص ومضحي، وإلى جانبها كل حرٍّ ووطني وشريف، وقد تمكنت من تحقيق أهدافها في المساندة وفي حماية لبنان الذي رغم الحرب على الحدود لم يجرؤ العدو على توسعتها إلى بقية المناطق التي تعيش أمنًا واستقرارًا، بينما أبناء الحدود يقدمون التضحيات، فالعدو هو من يتراجع، لأنَّه بات يدرك حجم استعداد هذه المقاومة لمواجهة جميع الاحتمالات، وأنَّ لغة التهديد والتهويل لا تمشي مع مقاومة مثل مقاومتنا”.