تظهر صور التُقطت بالأقمار الاصطناعية جزءا كبيرا من قرية عيتا الشعب الجنوبية وقد تحول إلى ركام بعد شهور من الضربات الجوية الإسرائيلية.
وتوضح الصور التي تم الحصول عليها من شركة “بلانت لابز” الخاصة لتشغيل الأقمار الاصطناعية، والتي التقطت في الخامس من حزيران وحللتها “رويترز”، 64 موقعا مدمرا على الأقل في عيتا الشعب. وتحوي العديد من تلك المواقع أكثر من مبنى.
وبينما لا يزال القتال الحالي بينحزب الله وإسرائيل محدودا نسبيا، فإنه يمثل أسوأ مواجهة بينهما منذ 18 عاما، مع حدوث أضرار واسعة النطاق في مبان وأراض زراعية بجنوب لبنان ومستوطنات الشمال.
ويتبادل الجانبان إطلاق النار منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر . وتسببت الأعمال القتالية في تهجير سكان المنطقة الحدودية من كلا الجانبين إلى حد كبير مع فرار عشرات الآلاف من منازلهم.
وقال نحو عشرة أشخاص مطلعين على الأضرار إن الدمار في عيتا الشعب يمكن مقارنته بما حدث في عام 2006، في وقت أثار فيه التصعيد قلقا متزايدا من حرب أخرى شاملة بين إسرائيل وحزب الله.
وتقول إسرائيل إن النيران التي أُطلقت من لبنان قتلت 18 جنديا و10 مدنيين. وأسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 300 من مقاتلي حزب الله و 87 مدنيا، بحسب إحصاءات رويترز.
وقال هاشم حيدر رئيس مجلس الجنوب، وهو مؤسسة رسمية مكلفة بمسح الأضرار والتنمية في جنوب لبنان، لـ”رويترز” إن القرية التي تقع على بعد كيلومتر واحد فقط من الحدود هي من بين أكثر المناطق التي تعرضت للقصف الإسرائيلي”.
ونقلت “رويترز” عن محمد سرور، رئيس بلدية عيتا الشعب، “هناك الكثير من الدمار في وسط القرية، التدمير لا يقتصر فقط على المباني التي ضربوها ودمروها وإنما يطال المنازل المحيطة التي تصدعت ولا يمكن إصلاحها وهي بحاجة للهدم”.
وأضاف، “معظم سكان القرية وعددهم 13500 نسمة فروا في تشرين الأول عندما بدأت إسرائيل في قصف المباني والغابات القريبة”.
إلى الجانب الآخر، قال نير دينار، أحد المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، إن “إسرائيل تتصرف دفاعا عن النفس”.
وأضاف دينار ، “حزب الله شن هجمات غير مبررة جعلت المستوطنات الإسرائيلية مدن أشباح”.
وأردف قائلا “إسرائيل تقصف أهدافا عسكرية، وحقيقة أنهم يتخفون داخل بنى تحتية مدنية، فهذا قرار لحزب الله”.
ولم يذكر الجيش الإسرائيلي مزيدا من التفاصيل عن طبيعة أهدافه في القرية.
وقال إن “حزب الله يصعد الهجمات ويطلق أكثر من 4800 صاروخ على الشمال مما أسفر عن مقتل مدنيين وتشريد عشرات الآلاف”.