تخطط نحو نصف الشركات الأميركية الكبرى أو ما يعادل 46 في المئة لاستخدام الذكاء الاصطناعي خلال العام المقبل لأتمتة المهام التي كان يقوم بها الموظفون في السابق، وفقاً لدراسة استقصائية للمديرين الماليين صدرت يوم الخميس.
وذكر الاستطلاع الذي أجرته جامعة ديوك والاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا أن هذه المهام تشمل كل شيء بدءاً من الدفع للموردين وإعداد الفواتير وحتى إعداد التقارير المالية.
هذا بالإضافة إلى المهام الإبداعية التي تعتمد فيها بعض الشركات بالفعل على تشات جي بي تي وروبوتات الدردشة الأخرى التي تعمل بالذكاء الاصطناعي للمساعدة، بما في ذلك صياغة منشورات الوظائف وكتابة البيانات الصحفية وبناء الحملات التسويقية.
وقال جون جراهام، أستاذ المالية بجامعة ديوك، والمدير الأكاديمي للمسح، لشبكة CNN في مقابلة عبر الهاتف، «لا يمكنك إدارة شركة مبتكرة دون التفكير بجدية في هذه التكنولوجيا، إنك تخاطر بالتخلف عن الركب».
كما أظهر الاستطلاع أن ما يقرب من 60 في المئة من جميع الشركات (و84 في المئة من الشركات الكبيرة) التي شملتها الدراسة أنها اعتمدت بالفعل خلال العام الماضي على البرامج أو المعدات أو التكنولوجيا بما في ذلك الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام التي كان الموظفون يقومون بها سابقاً.
لماذا تتبنى الشركات الذكاء الاصطناعي؟
تتبنى الشركات الأميركية الذكاء الاصطناعي لأتمتة العمل الذي كان يقتصر على البشر في السابق لعدة أسباب، بما في ذلك تقليص ما ينفقونه على العاملين من البشر.
ووجد استطلاع المديرين الماليين الذي أجري في الفترة بين 13 مايو أيار و3 يونيو حزيران 2024، أن 58 في المئة من الشركات تستخدم الأتمتة لزيادة جودة المنتج، ونحو 49 في المئة من الشركات تعتمد الذكاء الاصطناعي لزيادة الإنتاج، فيما اختارت 47 في المئة من الشركات الأتمتة لخفض تكاليف العمالة، و33 في المئة لاستبدال العمال.
ومع ذلك، فإن الخبر السار بالنسبة للموظفين هو أن بعض الخبراء لا يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيتسبب في فقدان أعداد كبيرة من الوظائف، على الأقل في المدى القريب.
وأضاف جراهام «لا أعتقد أنه سيكون هناك الكثير من فقدان الوظائف هذا العام، على المدى القصير، سيكون الأمر يتعلق أكثر بسد بعض الثغرات وربما عدم توظيف شخص ما -ولكن ليس تسريح الموظفين- ويرجع ذلك جزئياً إلى أن هذه التكنولوجيا جديدة تماماً».
التضخم والذكاء الاصطناعي
في الوقت الحالي، لا يزال الرؤساء والموظفون يشعرون بالقلق إزاء تكاليف المعيشة والضغوط التضخمية، وقد وجد استطلاع الرأي أن التضخم هو مصدر القلق الثاني للعام المقبل بين كبار المسؤولين الماليين في الولايات المتحدة، بعد القلق المرتبط بأسعار الفائدة والسياسة النقدية.
ويتوقع معظم المديرين الماليين أو نحو 57 في المئة ممن شاركوا في استطلاع الرأي، ارتفاع أسعار منتجاتهم خلال عام 2024 بوتيرة أسرع من المعتاد.
ومع ذلك، كان هناك تباين في توقعات التضخم على أساس اعتماد التكنولوجيا، ووجد الاستطلاع أن الشركات التي طبقت الأتمتة على مدى الأشهر الـ12 الماضية تتوقع ارتفاعات أبطأ في الأسعار من تلك التي لم تفعل ذلك.
وأوضح جراهام، الأستاذ بجامعة ديوك، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في نهاية المطاف في تخفيف الزيادات في الأسعار، لكنه غير متفائل بأنه سيكون قوة رئيسية لتخفيف التضخم في الوقت الحالي، وقال «لا يبدو أنه سيكون العلاج للتضخم في العام المقبل».
إن التبني السريع للذكاء الاصطناعي في بعض الصناعات مثل التمويل أثار قلق البعض، وحذرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في خطاب ألقته في وقت سابق من هذا الشهر من أن استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الشركات المالية يشكل «فرصاً هائلة و مخاطر كبيرة».