بعد مرور أربعين يوماً على سيطرة جيش الاحتلال على معبر رفح، وتوقف دخول المساعدات الإنسانية، عادت مظاهر المجاعة لتتفاقم في قطاع غزة. وقالت وكالة الأونروا إن أكثر من خمسين ألف طفل في القطاع يحتاجون إلى العلاج من سوء التغذية الحاد.
مع عزل شمال غزة عن سواه من مناطق القطاع المحاصر والمستهدف منذ أكثر من ثمانية أشهر، يجوع الفلسطينيون من جديد.
بعدما كثرت التحذيرات من مجاعة حتمية في شمال قطاع غزة، في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري وسط العدوان الإسرائيلت المتواصل على قطاع غزة برزت من جديد مخاوف في هذا الإطار، حيث دقت جهات أممية ناقوس الخطر، محذرةً من مجاعة متجددة في شمال القطاع.
في الشمال الذي عزل عن بقية أنحاء قطاع غزة، حل عيد الأضحى في وقت يجوع فيه الفلسطينيون العالقون هناك. فالمواد الغذائية عادت لتنفد، ولاسيما مع تحكم سلطات الاحتلال بكل ما يسمح بدخوله الى القطاع، وبالتزامن مع العملية البرية في رفح والتي أدّت إلى إقفال المعبر الوحيد لإيصال المساعدات إلى الشمال.
وتشير بيانات إلى ارتفاع أعداد الأطفال المهدّدين بالموت على خلفية الجوع في قطاع غزة كله إلى أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمئة طفل. ويواجه هؤلاء خطر الموت بسبب سوء التغذية في مختلف أنحاء القطاع، بحسب السلطات الطبية.
وتتركّز النسبة الكبرى من الأطفال الجائعين في شمال غزة بالتزامن مع عجز المنظمات الدولية المختلفة عن إدخال الغذاء إلى المنطقة، بما في ذلك وكالة الأونروا. فقد أفادت الوكالة عشية أول أيام عيد الأضحى بأن الفلسطينيين في شمال قطاع غزة ما زالوا يواجهون مستويات استثنائيةً من الجوع.
وتشير مصادر طبية إلى أنّ أعداد شهداء الجوع في قطاع غزة على أرض الواقع أعلى من تلك التي وصلت إلى المستشفيات.
وكانت مسؤولة في اليونيسف قد أشارت إلى الصور التي تصل إلى المنظمة من طواقم عملها المعنية بالأطفال، والتي تظهر مشاهد مروّعة تبيّن موت أطفال أمام أعين أسرهم بسبب نقص إمدادات الأغذية وغياب الرعاية الصحية.
من جهته، قال المتحدث باسم اليونسيف جيمس إلدر إن عمليات القتل والدمار التي يمارسها الاحتلال في قطاع غزة لن تجلب السلام للأطفال أو المنطقة. وأضاف إلدر الذي يزور غزة أن الحرب في القطاع هي حرب على الأطفال، داعياً العالم الى التحرك الفوري لإنهاء هذه المأساة الإنسانية.