اعتبر إمام مسجد “الصفا” المفتي الشيخ حسن شريفة في خلال خطبة الجمعة، أن “حرب الإبادة التي تشنها حكومة الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني ومنها ما يتعرض له الجنوب اللبناني من اعتداءات بربرية وحشية، لا تصنف بصراع بين العرب وإسرائيل، بل حرب بين من يدافع عن أرضه وبين من هو عدو للانسانية جمعاء، وهذا كله تحت مرأى من العالم اجمع، العالم الذي يكيل بمكيالين، حيث تقمع المظاهرات السلمية في العالم وتخنق الحريات الرافضة لظلم حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وتتهم انها تحركات معادية للسامية، بينما دولة الاحتلال العدوة للانسانية معفو عنها بحجج ومبررات ما أنزل الله بها من سلطان”.
ورأى أن “هذا العالم الأعمى تحكمه المصالح والصفقات، أما السكوت العربي الإسلامي، فهو المخزي ويحيطه الكثير من علامات الاستفهام، حيث لم تعد فلسطين قضية مركزية جامعة توحد الامة حول قضيتها المركزية، بل أصبحت في نظر البعض نزاعا حدوديا حين تخلى كثيرون عن مسؤولياتهم”.
وعن رفض البعض للحوار قال: “هذا ليس إثبات وجود، بل هو وهم كبير سوف يسقط أصحابه، لأن المزاج العام اللبناني والاقليمي يرغب بالحوار والتلاقي، وهنا من لم يقرأ جيدا المناخات المتغيرة، بل يصر على عناده الذي يخرجه من اللعبة السياسية، ويكون بالتالي ادخل نفسه في غرفة العناية المركزة”.
واكد أن “الحوار سمة لبنان واساس تكوينه، وهو باب إجباري ومدخل طبيعي لكل الحلول المرجوة”.
ودعا “الجميع الى الاحتكام للغة المنطق والتلاقي لردم الفجوات والتأسيس على المشترك، لمقاربة الملفات واستعادة الدولة ومؤسساتها من غياهب الضياع ومخاطر التحلل والاندثار”.
وشدد على ان “دم الشهداء لا يقدر بثمن، بل ثمنه اجره عند الله، وخيار الشهادة هو ثمن للحياة لا للموت، وهو ثمن للكرامة والحرية والدفاع عن الوطن والعرض، وهذا لا يقدر الا بالتضحية التي تعلو فوق اي اعتبار مادي، ومهما حاول البعض استغلال الظروف فإن الحقيقة واضحة كالشمس ولا تغيب الا عن اعمى البصيرة.“
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام
