كتبت صحيفة “البناء”: تبدو التقاطعات بديلاً للتسويات في المنطقة، كما هي بديل للتحالفات في لبنان، ومثلما تقاطع التيار الوطني الحر مع الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية وحزب الكتائب، وتجاوز اتهامه لهم بتشكيل منظومة حاكمة حمّلها مسؤولية إفشال عهد الرئيس ميشال عون، وحصر المسؤولية برئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم صدّرها نحو حزب الله بداعي عدم فك التحالف مع الرئيس بري وانتهت برفض سليمان فرنجية بصفته الوكيل الحصري للمنظومة، أما هم ومعهم عدد من نواب التغيير تجاوزوا خصومتهم مع التيار ورئيسه الذي اعتبروا معركتهم معه سبباً للخصومة ثم العداء مع حزب الله، وبذريعة هذه الخصومة صارت المعركة مع فرنجية أولويّة، لكن التيار والتغييريين تقاطعوا على خصومة فرنجية وتسمية المرشح جهاد أزعور، صاحب فلسفة المنظومة المالية سابقاً وفيلسوف إعادة إنتاجها في كنف صندوق النقد الدولي لاحقاً، وعلى عتبة التقاطعات سفك دم التفاهم والتحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وصارت التقاطعات كلمة سرّ المرحلة.
يبدو أن التقاطعات كمصطلح وافد على لبنان من المشهد الدولي والإقليمي، حيث استبدل السعي للتفاهم النووي إلى البحث عن تقاطعات نووية، واستيعض عن السعي لترميم تحالف واشنطن والرياض إلى استبداله بتقاطعات، توسّعت نحو سورية، وربما إيران.
كما هي التقاطعات المحلية تعبير عن العجز عن إنتاج تحالفات وتسويات كذلك هي التقاطعات الدولية والإقليمية، وقد كان لافتاً في كلام الإمام علي الخامنئي أنه أعطى الضوء الأخضر لما وصفه بأنواع من التفاهمات في الملف النووي، واضعاً شرطاً مبدئياً هو الحفاظ على البنية التحتية للصناعة النووية في إيران، ما يعني عدم العودة إلى تفاهم 2015، والبحث عن تقاطعات على خطوات بعينها، مثل مقايضة وقف التخصيب المرتفع لليورانيوم برفع العقوبات التجارية والمصرفية، الذي قال عنه رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية إن هدفه هو رفع العقوبات، أي أنه إذا رفعت العقوبات لا يبقى له وظيفة، وهو ما يبدو أنه تقاطع تمت التوصل إليه ويجري تنفيذ بنوده بهدوء دون ضجيج وسط قلق في كيان الاحتلال، بينما على ضفة موازية يبدو أن تقاطعاً آخر قيد التنفيذ، عبرت عنه المواقف التي أطلقها كل من وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن والسعودي فيصل بن فرحان في مؤتمرهما الصحافي أول أمس، حيث بدا أن هناك ضوءاً أصفر أميركياً لفتح الطريق الموارب امام الخطة السعودية للانفتاح على سورية، على قاعدة عدم تأييد وعدم تعطيل من الجانب الأميركي، بانتظار الترجمة التي سوف تظهر تباعاً بخطوات سعودية سورية يبدو أنها قيد البحث خلال الزيارة التي بدأها أمس، وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد الى الرياض بدعوة من نظيره السعودي فيصل بن فرحان، للمشاركة في اجتماع عربي مع دول الباسفيك يجري على هامشه بحث ثنائي سعودي سوري، واجتماع للجنة العربية المعنية بمتابعة التفاهمات حول سورية.
لبنانياً ورئاسياً، كان الحدث من إهدن، حيث تحدث الوزير السابق والمرشح الرئاسي سليمان فرنجية، في ذكرى المجزرة التي أودت بحياة والده وعائلته، مطلقاً جملة من المواقف أنهاها بالاستعداد لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية ينتج عن توافق وطني جامع بعد حوار بلا شروط مسبقة، متوقفاً أمام المشهد السياسي والرئاسي، حول توصيف التقاطع ضده، مشبهاً ما يجري اليوم بما جرى في مجزرة 13 حزيران 1978، عندما تمّ اغتيال طوني فرنجية تحت شعار الحفاظ على وحدة القرار المسيحي الذي يشهر سيفه اليوم لقطع رأس سليمان فرنجية واغتياله سياسياً، معتبراً أن الجامع المشترك بين تقاطع اليوم والجبهة اللبنانية يومها، بالسعي لإبقاء المسيحيين تحت ابتزاز ثقافة الخوف، ومخاطبة المسلمين بابتزاز ثقافة الغبن، والسعي للهيمنة والتلويح بالتقسيم عندما تتعذّر الهيمنة، واغتيال وإلغاء أي صوت جدي لزعامة مسيحية تستند إلى ثقافة الاطمئنان والشراكة والأخوة وتتمسك بالوحدة الوطنية.
وسأل فرنجية القوات اللبنانية التي تقول إنها تقف ضده لأنه مرشح حلف الممانعة، ألم تنتخبوا العماد ميشال عون مرشح الممانعة عام 2016، لاستبعادي، وكان حزب الله مع العماد عون ولم يؤيد ترشيحي؟ وسأل التيار الوطني الحر ألم تقفوا ضد ترشيحي بذريعة أنني من المنظومة، فكيف تتبنون ترشيح جهاد أزعور الذي يمثل ابن المنظومة وأباها، ووجّه للتغييريين الذين يشتركون بتقاطع ازعور سؤالين، الأول عن موقفهم من كون أزعور وزير مالية حكومة الرئيس فؤاد السنيورة أي روح المنظومة، والثاني عن تحالفهم مع رئيس التيار الوطني الحر الذي اعتبروا أن ثورتهم موجهة ضده أصلاً في 17 تشرين 2019.
وعشية جلسة مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، أطلق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية سلسلة مواقف سياسية كانت بمثابة برنامج رئاسي وترشيح غير معلن، موجهاً رسائل في أكثر من اتجاه لا سيما للقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر ولقوى التغيير، معلناً الانفتاح على الجميع بحال وصل الى رئاسة الجمهورية. وأشار إلى أنه «حان الوقت لطمأنة المسيحيين بأن شريكهم في الوطن لا يريد إلغاءهم، وأنا لا أخجل أنني أنتمي إلى مشروع سياسي، ولكن حلفائي وأصدقائي يعرفون أنني سأكون منفتحاً على الجميع في حال كنت رئيساً».
وأوضح فرنجية في كلمة له في ذكرى مجزرة إهدن أنه “لا شيء يجمع هذا الفريق الا السلبية، وفي عام 2016 رئيس حزب القوات سمير جعجع تحالف مع مرشح حزب الله الرئيس السابق ميشال عون ضدي، ومشكلتهم في أي مرشح مسيحي يأخذ البلد للانفتاح وليس “الكونتون”. وذكر بأنه “لم يتم سؤال أي مرشح آخر غيري عن مشروعه سواء في الاستراتيجية الدفاعية أو النازحين أو الاقتصاد أو غيرها من القضايا”.
ولفت فرنجية الى أن “التيار الوطني الحر” طرح اسم زياد بارود وهو شخص “مرتّب ونعنوع” ومن ثمّ عاد وطرح اسم جهاد أزعور الذي ينتمي إلى المنظومة التي يقول “التيار” إنه لا يريد رئيساً منها. “التيار الحر” يريد مرشحاً من خارج المنظومة ومرشحهم ابن المنظومة ووزير مالية الإبراء المستحيل، وتقاطعوا مع من سمّوهم داعش و”إسرائيل””.
وتوجّه فرنجية لقسم من التغييريين بالقول: “ما تبريركم للشباب كونكم تتقاطعون اليوم مع من عملتم عليهم وعلى فسادهم ثورة”.
وأضاف: “انطلقنا من قناعتنا بالحوار ومستمرّون بهذه القناعة، ولم أفرض نفسي على أحد ولا مشكلة لدينا من الإتفاق على مرشح وطني وجامع”. وأكد أن “علاقتنا بسيدّنا البطريرك مار بشارة الراعي علاقة ودية وممتازة”، وأوضح أن “المبادرة الفرنسية مبادرة براغماتية، وفرنسا مع لبنان، وهي تفتش عن حل واقعي.
وهي تعرف لبنان، وهناك من يريد رئيساً يطمئنه”. وقال: “الأربعاء سيذهب الجميع للانتخاب، ولكنني أرى أن من الصعب إنتاج الرئيس أو الوصول إلى رئيس”.
وتابع فرنجية: “أنا ملتزم بالإصلاحات وباتفاق الطائف وبمبدأ اللامركزية الإدارية، وفي قاموسي لا تعطيل في الحياة السياسية والرئيس القوي لا يقول “ما خلونا”. وأكد بأنه “إذا وصلت للرئاسة سأكون رئيساً لكل لبنان ولكل اللبنانيين، ونطلب من الفريق الآخر أن يكون إلى جانبنا للنهوض”.
واعتبر نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية أنّ مجزرة إهدن التي ذهب ضحيتها رئيس المردة طوني فرنجية وزوجته فيرا وابنته الطفلة جيهان والعشرات من أبناء زغرتا، لا تزال حاضرة في الذاكرة الجمعية نظراً لبشاعتها ولأنها ارتبطت عضوياً بمشروع هدّام يرمي إلى تقسيم لبنان وتفتيته. والمؤسف أنّ مرتكبيها، يستكملون مشروعهم بمحاولة اغتيال الوزير والنائب السابق سليمان طوني فرنجية سياسياً، وهو الذي نجا من مجزرتهم الوحشية، بما يمثل من نهج رافض للتقسيم ومؤمن بوحدة لبنان.
كلام نائب رئيس “القومي” جاء في تصريح خلال مشاركته على رأس وفد من قيادة الحزب ومسؤوليه في إحياء ذكرى مجزرة إهدن في زغرتا.
ولفت الحسنية إلى أنّ المواقف التي أطلقها اليوم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، في ذكرى مجزرة إهدن، تؤكد بأننا أمام رجل دولة بامتياز، يضع مصلحة بلده وحدة واستقراراً وثوابت فوق كلّ اعتبار. وهذه هي المواصفات التي يجب أن يحظى بها رئيس جمهورية لبنان.
وختم: نقول لمرتكبي مجزرة إهدن، كفى إجراماً، وكفى سيراً في مشروع الفدرلة وتقسيم لبنان… إنّ رهاناتكم خاسرة، فشلتم في السابق وستفشلون اليوم وغداً… وسيبقى لبنان واحداً موحداً.
وفي الذكرى نفسها أشار رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي الى أنه “حين تخرج الممارسة السياسية عن سلّم الأخلاق والقيم، تقع الجريمة. الدين يفتح الباب أمام التوبة والغفران لكنه لا يُلغي الخطيئة.
مجزرة 13 حزيران تبقى جرحاً عميقاً بذاكرتنا، وذكرى شاهدة على العنف السياسي وأمثولة لتحريم تكرار الجريمة، في مجتمعنا ووطننا، ومهما بلغت درجة الخلاف بيننا، “يلّي سامحوا كبار، وإذا في ناس بعد ما تعلّموا بيبقوا خطر علينا”… وأكد بأن “المهمّ أن نكون جميعنا على مستوى التضحيات والشهادات”.
الى ذلك 48 ساعة تفصلنا عن جلسة انتخاب الرئيس، حيث تكثفت الاتصالات والاجتماعات التي ستبقى مفتوحة بين الكتل النيابية كافة حتى موعد الجلسة، في ظل مفاجآت ستشهدها الجلسة، وفق معلومات “البناء” والتي لفتت الى أن فريق المعارضة والتيار الوطني الحر ورغم كل الدعم والتلاقي الخارجي لم ينجحوا حتى مساء أمس من ضمان 65 صوتاً لأزعور.
وترأس باسيل أمس، اجتماعاً للمجلس الوطني في التيار، وانتهى الى إجماع بتبني القرار المتّخذ على صعيد الهيئة السياسية والمجلس السياسي بالتصويت لأزعور لرئاسة الجمهورية.
وأكد المجتمعون، على “ضرورة التزام جميع النواب بالتصويت لأزعور، من دون أي خيار آخر او أي عذر”، مسجلين “امتعاضاً من أن يظهر أي نائب خروجاً عن قرار القيادة وإرادة القاعدة التيارية”، مؤكدين “الالتفاف حول رئيس التيار لترسيخ هذا الموقف”.
إلا أن مصادر إعلامية كشفت بأن مساعي باسيل لحرف الصف الخماسيّ داخل تكتله لم تنجح والنواب الخمسة على مواقفهم من عدم التصويت لأزعور.
وعلمت “البناء” أن تكتل الاعتدال الوطني سيعقد اجتماعاً اليوم بكامل أعضائه من ضمنهم النائب نبيل بدر، بحضور النواب نعمت أفرام وجميل عبود وعماد الحوت الذين انضموا الى التكتل مؤخراً وبمشاركة عدد من نواب التغيير وممثل كتلة صيدا – جزين النائب عبد الرحمن البزري وذلك لاتخاذ قرار حاسم قد يغير مسار ونتيجة الجلسة. وستجري مناقشة تشكيل جبهة تتشكل منها كتل بيضة القبان إضافة الى عدد من نواب تكتل لبنان القوي تضم ما بين ٢٥ و٣٠ نائباً للبحث عن خيارات خارج الاصطفافات القائمة ما سيُحرم، بحسب المصادر، أكثرية الـ ٦٥ نائباً للمرشحين ازعور وفرنجية.
وعلمت “البناء” أن ازعور يجري اتصالات مع عدد كبير من النواب الذين يرفضون التصويت له وحاول إقناعهم بأنه ليس مرشح تحدٍّ او مرشح جهات سياسية معينة ولا مدعوم من الخارج، لكن بعض النواب أبلغوه بعدم التصويت له لأنه مرشح القوات والتيار والرئيس فؤاد السنيورة، وقال له قبل إقفال الهاتف: “الله يسهلك”.
وأكدت مصادر تكتل الاعتدال لـ”البناء” أن التكتل لن ينضمّ لخيار التقاطعات الوهمية والمزيفة وسنبقى خارج الاصطفافات السياسية وسنشارك في الجلسة وسنؤمّن النصاب ونصوّت في الدورة الأولى وسنبقي على خيارنا في الدورة الثانية طي الكتمان وسنجتمع الثلاثاء والأربعاء قبل الجلسة لنقرّر، وقد نتخذ القرار قبل انطلاق الدورة الثانية، إن عقدت.
في المقابل، نفى عضو كتلة صيدا – جزين النائب شربل مسعد أن يكون قرّر التصويت لأزعور، موضحاً لـ”البناء” أن الكتلة ستجتمع اليوم وستعقد اجتماعات مع كتل أخرى وستبقى خارج الاصفافات وسيكون موقفها موحداً وستحسم المرشح الثالث الذي ستصوّت له وليس بالضرورة أن يكون الوزير السابق زياد بارود.
بدوره أشار رئيس تيار “الكرامة” فيصل كرامي، الى أن مرشحي هو سليمان فرنجية وجوّ تكتل التوافق الوطني ذاهب في هذا الاتجاه، ولكن القرار يُتخذ الثلاثاء مساءً.
ورأى أن “فرنجية رجل وطني بامتياز ذهب الى الوحدة حينما ذهب البعض الى التقسيم، وحين ذهب البعض الى الحرب الأهلية ذهب مع رشيد كرامي لتحييد الشمال، حينما ذهب البعض الى “إسرائيل” ذهب هو الى العمق العربي”.
وتابع “لا أرى أن هناك شخصاً غير سليمان فرنجية قادر على الوصول لاستراتيجية دفاعية، ولا هناك غيره قادر على الحل في موضوع النازحين السوريين”.
وأكّد البطريرك بشارة الراعي، خلال عظته في قدّاس إلهي أنّ “اللّبنانيّين المقيمين والمنتشرين، كما سواهم من الدّول المحبّة للبنان، ينظرون إلى الأربعاء المقبل الرّابع عشر من حزيران، وهو يوم يدخل فيه النّواب مجلسهم لانتخاب رئيس للجمهوريّة، بعد فراغ ثمانية أشهر في سدّة الرّئاسة، فيما أوصال الدّولة تتفكّك، والشّعب يجوع، وقوانا الحيّة تهاجر، والعالم يستهجن هذه الممارسة الغريبة للسّياسة في لبنان النّموذج أصلًا بدستوره”.
ولفت الرّاعي إلى أنّ “الشّعب ينتظر انتخاب رئيس للجمهوريّة، ويصلّي لهذه الغاية، فيما الحديث الرّسمي بكلّ أسف، يدور حول تعطيل النّصاب في الجلسة؛ الأمر الّذي يلغي الحركة الدّيمقراطيّة، ويزيد الشّرخ في البلد، ويسقط الدّولة في أزمات أعمق”.
وأوضح أنّ “سَعيَنا في البطريركية المارونيّة لدى كلّ الأفرقاء، يهدف إلى انتزاع روح التّحدّي والعداوة وأسلوب الفرض على الآخرين، ونحرص على أن يبقى الاستحقاق الرّئاسي محطّةً في مسار العمليّة الدّيمقراطيّة، المطبوعة بروح الوفاق الوطني والأخوة الوطنيّة، الضّامنة لوحدة لبنان بجميع أبنائه، وإن اختلفوا في الخيارات الانتخابيّة؛ وهذا أمر طبيعي”.
في المقابل شدّدت أوساط الثنائي لـ”البناء” الى أننا نتمسك بفرنجية وكل الحملات الإعلامية والسياسية علينا وعلى فرنجية لن تجدي نفعاً ولن تدفعنا للتخلي عن خيارنا الذي اتخذناه عن قناعة وطنية واستراتيجية، مؤكدة أننا لن نتنازل عن دعم ترشيح فرنجية وبعد جلسة الأربعاء ستتضح الأمور وسندخل في مرحلة جديدة بعد كشف الأحجام والأوزان.
وأكدت بأن فريق المعارضة والتيار لن يستطيع تمرير مخطط أزعور لا الآن ولا في المستقبل لأنه مرشح تحدٍّ واستفزازيّ ويفجر الوضع الداخلي، محملة مسؤولية إطالة أمد الفراغ لفريق المعارضة والتيار اللذين تقاطعا على مرشح ليس لهدف سوى كسر فرنجية ولو طال أمد الفراغ. وأكدت الأوساط أن لا رئيس في جلسة الأربعاء ولن يصل رئيس من دون الثنائي حركة أمل وحزب الله مهما تقاطع الخارج والداخل.
إلى ذلك، شدد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم على أن “رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية هو الشخص المؤهل لأن يكون رئيساً للجمهورية، لأنه يمتلك مواصفات وطنية جامعة، ولديه رؤية سياسية واضحة في الحفاظ على التحرير والاستقلال، ودعم السياسات التي تجعل لبنان في الموقع الصحيح، ولديه رؤية إنقاذية يتعاون مع الآخرين من أجل تثبيتها، ولديه انفتاح مع الدول العربية وعلى الدول الأجنبية، وحتى في الداخل، فقد سامح من قتل والده وعائلته، من أجل أن يقدّم نموذجاً كشخص منفتح مع الجميع، وليس لديه مشكلة مع أي أحد. وبالتالي، فإن خيار فرنجية هو خيار راقٍ ومهم، يستطيع أن يقدّم نموذجاً وفائدة في هذا الجو الصعب الموجود في لبنان”.
ولفت خلال اللقاء العام للجان العلاقات في منطقة جبل عامل الأولى، إلى أن “بعض من رفض فرنجية، كانوا يقولون ليس لنا معه مشكلة شخصية، ولكن مشكلتنا معه أنه مع “حزب الله”، وهذا يعني أن هذا البعض لديه معه مشكلة سياسية ليس لأنه مع حزب الله، وإنما لأن فرنجية لا يدخل بالدم في داخل البلد، ولا يعمل وفق التعليمات الأميركية، ولا يبيع دماء الشهداء، ولا يطعن المقاومة في ظهرها.
فهذا هو إشكال البعض في لبنان، ومعنى ذلك أن هذا البعض يريد مَن يواجه، وقد أعلن بعضهم أنه يريد مرشح مواجهة، وهنا نسأل، مواجهة مَن ولماذا؟ علماً أن المواجهة يجب أن تكون للاقتصاد المهترئ، وللبلد الذي يزداد وضعه صعوبة، وللفقر الموجود في داخل البلد، وللتعديات الحاصلة على بلدنا من خلال العقوبات ومنع لبنان من أن يتعامل مع دول كثيرة لمصلحة نهضته”.
وأكد قاسم أننا “سنشارك يوم الأربعاء في جلسة انتخاب الرئيس، وسنصوّت لفرنجية، ولكن المقدمات التي حصلت حتى الآن بين الأفرقاء السياسيين، أي قبل جلسة الانتخاب، لم تسلك الطريق السليم المبني على التوافق لإنجاز الاستحقاق في موعده، ولذلك من الصعب أن تكون هناك نتيجة”.
بدوره، لفت المفتي الجعفري الممتاز الشّيخ أحمد قبلان، إلى أنّه “لأنّ الأمور خطيرة وتاريخيّة، فمن المهمّ أن يفهم اللّبنانيّون الأمور الآتية:
أوّلًا، موضوع رئيس الجمهوريّة كبير وخطير وبحجم سيادة لبنان.
ثانيًا، لا يمكن تمرير انتخاب رئيس جمهوريّة غير ميثاقي وإلى الأبد. ثالثًا، أصابع الطّبخة الأميركيّة المسمومة مكشوفة، ورئيس بختم أميركي ممنوع. رابعًا، الدّفاع عن استقلال لبنان السّياسي بحجم الدّفاع عن وجود لبنان”.
وشدّد قبلان على أنّ “اللّعبة الشّخصيّة لدى البعض تفضح الكثير من المخفي، وطعن ظهر المقاومة بنسخة الثّنائي الوطني أمر خطير وكبير ومعروف التفاصيل”، مركّزًا على أنّ “معركة رئاسة الجمهورية سياديّة ووطنيّة بامتياز، ولن يمرّ قطوع الرّئاسة من دون حماية الشّراكة الوطنيّة”.
وجزم أنّ “السلم الأهلي ضرورة وجوديّة للبنان، وحماية مشروع الدّولة المركزي بحجم حماية لبنان، والتّضحية السّياسيّة وغيرها من أجل لبنان لا حدود لها”.
على صعيد آخر، أفاد مراسل “المنار”، بأن “مواطنين حطّموا زجاج آلية ستورم إسرائيلية معادية بعد رشقها بالحجارة في تلال كفرشوبا، وردّ الجيش الإسرائيلي بإطلاق قنابل غازية”.