كشفت صحيفة “كالكاليست” العبرية، أمس الخميس، عن تذمر حاد يسود بين جنود الاحتياط في جيش الاحتلال “الإسرائيلي” جرّاء طول مدة الخدمة العسكرية، وحدوث “تفرقة وتمييز” بين الجنود.
ونشرت الصحيفة تحقيقها الذي لاقى صدىً واسعًا وسخطًا أكبر في الشارع “الإسرائيلي” عقب مقابلتها عددًا من جنود الاحتياط الذين وصفوا ما يعيشونه في غزة منذ 230 يومًا بالاستنزاف الجنوني.
وقال جنود الاحتياط، إن حكومتهم لم تعاملهم بشكل إنساني، وأجبرتهم على العمل طوال مدة الحرب بشكل متواصل ولساعات طويلة، بالإضافة إلى لتمييز بين الجنود في تحمل الأعباء. وقال أحد الجنود، “لقد استُنزفنا بشكل كامل، في حين يبقى بعض الجنود في خدمة الاحتياط على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، يحصل آخرون على خدمة أكثر راحةً ورواتب مجزية في أعمال مدنية”.
ووفقًا للصحيفة العبرية، فإن أحد ضباط الاحتياط بسلاح المدرعات انفجر غاضبًا، “أواجه الآن مشكلة في العودة إلى العمل، لقد نسيت الأشخاص الذين أعمل معهم”.
وأضاف، “الأمر يزداد سوءاً، كثير من الجنود يريدون العودة إلى حياتهم”. وأكد أن عددًا من الجنود قرروا عدم العودة إلى القتال أو إلى خدمة الاحتياط مهما كلفهم من ثمن. واعترف جندي احتياط آخر، من أن طول مدة الخدمة تسبب بمشكلات شخصية ونفسية لكثير من جنود الاحتياط، وهذا ما دفع عددًا من الجنود إلى الهرب، واصفًا ما يعانيه بـ”الاستنزاف الجنوني”.
وكشف الجندي أن الفرقة التي يخدم فيها لم تعد مؤهلة لأداء مهمتها بسبب الاستنزاف الكبير الذي تعرضت له.
وأضاف، “بعض الجنود لديهم مشكلات مع زوجاتهم، وآخرون لديهم مشكلات في العمل”.
ووفقًا للتقارير العبرية الأخيرة، فإن جيش الاحتلال يواجه نقصًا حادًا في الرافد البشري؛ ما أدى إلى تصاعد حراك الشارع والمعارضة الداعي إلى تجنيد اليهود المتدينين “الحريديم” للمشاركة في تحمل أعباء الحرب.
واعترف جيش الاحتلال بمقتل 634 عسكريًا إسرائيليًا وإصابة 3573 آخرين، حسب أحدث البيانات المنشورة على موقع الجيش، الذي يواجه اتهامات محلية بإخفاء حصيلة أكبر بكثير لقتلاه وجرحاه.
لم يتوقف الأمر عند مشاكل شخصية يعاني منها جنود الاحتياط جرّاء طول مدة الخدمة وإجبارهم على مواصلة الحرب تحت الضغط العسكري، بل انعكس ذلك الأمر بشكل سلبي على الاقتصاد “الإسرائيلي”، وبناءً على تقارير وزارة المالية. وأكدت صحيفة “كالكاليست” أن تكلفة أيام الاحتياط في الحرب بنحو 20 مليار شيكل (5.44 مليارات دولار)، لكن التكلفة ارتفعت بعد 7 أشهر إلى 30 مليار شيكل (8.17 مليار دولار)، ولا تزال الحرب مستمرة. وأضافت: “في محاولة لمواجهة هذه التبعات الاقتصادية والنفسية، يعتزم الجيش “الإسرائيلي” نقل بعض المهمات من القوات الاحتياطية إلى النظامية، ويتردد أيضاً أن الجيش يعتزم تقليص استخدام الأمر 8 (تجنيد فوري لجنود الاحتياط) لصالح أوامر الاحتياط المعتادة”.
ويُقدر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب أنه تم في بداية الحرب تجنيد 300 ألف من جنود الاحتياط للمشاركة في الحرب.