أخبار لبنان

السيد صفي الدين: اذا أراد العدو الاستمرار في المعركة فنحن جاهزون لاستخدام أسلحة جديدة

عقد “ملتقى سكن” لقاءه الثالث ضمن الدورة البحثية الجديدة لهذا العام، في مجمع المجتبى، بالتعاون مع معهد المعارف الحكمية،  بعنوان “الأسرة في المنظومة الدينية والفكرية في فكر الإمام الخامنئي”، في حضور فاعليات دينية وثقافية.

وتحدث رئيس المجلس التنفيذي ل”حزب الله” السيد هاشم صفي الدين، عن العناصر التي تشكل رؤية الإمام الخامنئي حول الأسرة، محددا إياها بجملة أمور منها، “ماهية الأسرة بوصفها شجرة مثمرة وكلمة طيبة يرشح منها الخير، والموقعية الفطرية للأسر ضمن النظام الكوني”، مطالبا الذين لا يؤمنون بموقعية الأسرة الطبيعي في المجتمعات، بان يقدموا دليلا على ذلك، واصفا الأسرة ب”أنها سنة الله في الخلق”. ولفت  إلى “المكانة الخاصة للأسرة في الإسلام، بوصفها مشروعا تكامليا ذا أبعاد عديدة، ففي البعد الفقهي جعل الله للأسرة إطارا تشريعيا تحميها من المفاسد، وشدد الفقه  على المضار الكثيرة للإعراض عن موضوع الزواج، كما شدد على حرمة الاستجابة للغريزة الجنسية خارج إطار الزواج الشرعي”، واشار إلى “موقعية الأسرة في البعد الفكري الإسلامي الذي يجعلها محل اهتمام الباحثين ويربط موضوعاتها بكل الأهداف الكبرى للرؤية الإسلامية للإنسان، وانعكاس تلك الرؤية على مسار الحركة الرسالية الإنسانية، التي لا يجوز التفريط بها وإهمالها”.

 وقال:” القصور في رؤية الأسرة هو خلل في أصل الرؤية، وان كل الوظائف الفردية إن لم تكن في خدمة الأسرة فهي تحتاج إلى ترشيد، لذا نجد أن الإسلام قد هذب العلاقات الجنسية  بين الرجل والمرأة وغياها، أي أعطاها غايات مقدسة، تمظهرت في بناء الأسرة، وإظهار الحب والعاطفة والميول والرغبات الممهورة بالإطار الشرعي، الذي جعلها طبيعية تؤدي وظائفها في الإنجاب واستمرار النسل وغيرها من الشؤون الإنسانية”.

وأشار إلى أهمية دور المرأة في بناء الأسرة، ووصف الأمومة بـ”الركن الوثيق للأسرة بحسب النص الديني، وبحسب الرؤية الفكرية للإمام الخامنئي الذي يعتبر أن جوهرة بناء الأسرة هو الأمومة، لابل من الأخطاء الشائعة عالميا ومحليا إعتبار شأن الأمومة يقلل من شأن المرأة، إذ إن رؤية الإمام الخامنئي ترى أن أهم الوظائف التي يمكن للمرأة أن تقوم بها هي دور الأمومة بمختلف أبعادها العاطفية الروحية التربوية، لذا يجب إخضاع موضوع الأمومة للكثير من الأبحاث المنتجة في مجال بناء الأسرة واستقرار المجتمع. فموضوع الأمومة بحسب الروايات والأحاديث النبوية هو أقرب ما يكون إلى أصالة الزواج ومحدداته، أي إلى الحقيقة المتأصلة في الوجود”.

اضاف:”ان تربية الأبناء هي نتاج العملية التربوية التكاملية بين الأبوين. من هنا تصبح الأسرة والعائلة في الرؤية الإسلامية مرجعا وسندا للأبناء في مواجهة التحديات والمصاعب، والأحكام الشرعية تشير إلى هذا المعنى.

التلاحم الأسري متين وواسع في الفكر الديني والتعاون على البر والتقوى، يدفع بنيان العائلة نحو الصلاح، ويحميها من المخاطر بعكس ماهو عليه الحال في الأسر المفككة”.

وقال:”هكذا يستنبط الإمام الخامنئي مرتكزات بنيان الأسرة، ويراها النواة الأولى للمجتمع، ويلحظ أثر مفهوم السكينة وانعكاساته على سلوكيات الأفراد من حيث الاستقرار النفسي، ومن نصائحه في هذا المجال التركيز على أهمية المودة والسكينة في البنيان الأسري كمحدد لاستقرار الأسرة وتوفير الجو العاطفي الملائم لها. وكأن الوصول إلى السكينة والاستقرار الأسري يحتاجان إلى تركيز مفهومي المودة والرحمة في سلوكيات أفراد الأسرة، وهما العنصران الحافظان لكل الحياة والمجتمع انطلاقا من حفظهما للبنيان الأسري.”. وأشار الى أن “فرض التشريعات الفقهية تستند في كل مبادئها على عنصري المودة والرحمة التي تنظم بموجبهما العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، وتثري التفاعل التبادلي بين المجتمع والأسرة”، معتبرا أن “الحقوق والواجبات إن لم تتضمن عنصري المودة والرحمة فمن شأنها القضاء على العلاقات الاجتماعية، منتقدا الثقافة الغربية التي أطلقت العنان للحرية الفردية من دون قيد أو شرط ونسفت مفهوم العائلة. إذ لا يتوقف دور العائلة بحسب ما جاء في رؤية الإمام الخامنئي على تصدير الأفراد للمجتمع، بل يتغلغل دورها في صلب المجتمع من خلال عملية التفاعل والتأثر والتأثير بين مكونات هذا المجتمع وبين النسيج العائلي والأسري”.

وخلص صفي الدين إلى القول أن “الإمام الخامنئي  قد وضع الأسرة في إطار الرؤية الكاملة للدين، وعالج عناصر تكوين الأسرة بشكل دقيق من خلال التركيز على مبدأ التخطيط في اختيار الشريك، كما أخضع الميول والرغبات والاتجاهات للشريعة التي تحقق السكينة، وبين عوامل الخلل والضعف من خلال التهرب من المسؤوليات الأسرية كما أظهر الفرق الشاسع بين الفكر الديني ورؤيته، والفكر الغربي المادي الذي دمر الأسرة برؤيته القاصرة والمحدودة بحدود المنفعة الفردية المادية مما أنتج مآسي تعاني منها البشرية على الدوام”.

وتطرق إلى الأسرة المقاومة، ووصفها ب”الأسرة النموذجية”، عارضا لكل الدراسات والإحصاءات التي أجريت على الفئة الشبابية وعلاقتها بالمقاومة، والتي “أظهرت تماسك مجتمع المقاومة وتمسكه بالأسرة بشكل كامل”. وقال:” إن الأسرة المقاومة قد وفرت لنا رؤية رائعة عن أجيالنا، فأجيالنا أجيال مؤمنة متوازنة واعية في أداء أدوارها وفي مواجهة الأخطار. تستند قوة مجتمعنا إلى عناصر متينة، منها الأسرة القوية المتماسكة”، ورأى أن “مسؤوليتنا تحتم علينا حماية أصالة الأسرة لدينا وحمايتها، لأنها أدت دورا بالغ الأهمية في حماية المقاومة ودورا رساليا في تحقيق المعادلات التي تحفظ الأوطان”.

أضاف:” المقاومة تحتضن جيلين، الجيل الأول هو الجيل المؤسس، ومعظم هولاء قد تربوا في أسر متدينة جعلتهم يتحملون المسؤوليات باكرا، أما الجيل الثاني فهو نتاج لذاك الجيل في تحمل المسؤوليات وحفظ الأوطان”.

وتطرق إلى المواجهات الدائرة بين العدو الإسرائيلي وبين المقاومة في غزة والجنوب اللبناني، قائلا:” لقد قدمنا شهداء وساندنا غزة التي لا ناصر لها ولا معين إلا المقاومون من كل المنطقة، وعوائل الشهداء هم حجة علينا وعلى الأمة في كل ما قدموه من تضحيات في سبيل حفظ الوطن”.

 اضاف:”لقد أثبتت المقاومة على الحدود الجنوبية أنها تمتلك خيارات كثيرة في المواجهة، ليس آخرها عملية إسقاط المنطاد، خياراتنا متعددة وكفيلة بنجاح وتفوق قدرتنا على استنزاف العدو، وإذا أراد العدو الاستمرار في المعركة فنحن جاهزون لاستخدام أسلحة جديدة،  قد نجربها في ميدان المواجهة،  التخبط الذي يعيشه الإسرائيلي هو مؤشر على هشاشته لأن المعركة لدينا هي معركة إرادات وعزيمة وتصميم، منذ سبعة أشهر لم ينجز العدو الإسرائيلي شيئا في الميدان وهذا دليل إضافي على هشاشته السياسية”، مشيرا الى أن  “المشروع المادي الذي يشكل مرتكزا أساسيا للمشروع الصهيوني قد بدأ يتهاوى”.

وختم واصفا المرحلة الراهنة بـ”مرحلة المتغيرات الكبيرة، وما يحصل في غزة وعلى الحدود والمنطقة لا شك يحمل دلالات كبيرة في تشكيل تلك المتغيرات أبرزها هشاشة التخبط الواضح للعدو الإسرائيلي”.

المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى