شهدت بلدة بقاعيّة خلال الأيّام الماضية انتشاراً لـ”اليرقان” أو ما يُعرف بـ”الصّفيرة”، والذي يُصنَّف مُعدياً، بسبب تلوّث المياه.
وتصل إلى المستشفيات، في الآونة الأخيرة، حالات عدّة مُشابهة، ما يتسبّب بحالة من القلق جرّاء الخوف من انتشار أوسع لهذه العدوى. فما هي “الصّفيرة”؟ وماذا عن طرق الوقاية؟
لتجنّب الإصابة بـ”الصّفيرة”، من الأفضل أن تتعرّفوا أكثر على هذه العدوى وطريقة انتقالها.
في هذا السّياق، يوضح طبيب الصّحة العامّة والطّوارئ وائل حيدر أنّ “الصّفيرة” يتسبّب بها تراكم المادّة الصّفراء (البيلوروبين) التي يصنعها جسم الإنسان عند تفكّك كريات الدّم الحمراء القديمة، ووظيفة الكبد أن يتخلّص منها من الجسم.
ويُشير إلى أنّ أسباب الإصابة بـ”اليرقان” عديدة، أبرزها تفكّك الدم، ضرر الكبد، إنسداد الأقنية الصّفراويّة، إلتهاب الكبد الفيروسيّ، ومرض الكبد المرتبط بالكحول.
ويؤكّد حيدر أنّ “التهاب الكبد أ (Hépatite A) هو الأكثر انتشاراً في لبنان، ويصيب خلايا الكبد ويُسبّب التهاباً في الخلايا ويُضعف عملها”.
ويشرح أنّ “هذا الفيروس ينتشر عادةً عند دخول البراز الموبوء إلى فم الشّخص الآخر، وقد تحدث الإصابة عند تناول الطّعام والشّراب الملوّث بالبراز الموبوء، وتنتقل العدوى من خلال المخالطة اللّصيقة للشّخص المُصاب”.
ما هي العوارض؟ يقول حيدر إنّ الإرهاق، الضّعف غير المعتاد، الغثيان والإسهال المفاجئ، ألم البطن، فقدان الشّهيّة، ارتفاع حرارة الجسم، لون البول الدّاكن، ألم المفاصل، واصفرار الجلد وبياض العينين هي من أهمّ العوارض التي تؤشّر إلى الإصابة بـ”الصّفيرة”، لافتاً إلى أنّ “هذا الفيروس ليس طويل الأمد في الكبد وجسم الإنسان، ولا يتحوّل الى عدوى مزمنة”.
ويختم حيدر، بشرح طرق الوقاية من خلال أخذ اللّقاح، وغسل اليدين، وغسل الخضار والفواكه بمياه نظيفة، وشرب المياه النّظيفة غير الملوّثة، بالإضافة إلى عدم الاختلاط بالمُصابين.
إذاً، لا داعٍ للهلع، فيكفي اتّباع طرق الوقاية لتجنّب الإصابة بهذه العدوى التي تحتاج إلى وقتٍ طويل للتعافي منها بنسبة مئة في المئة، والأهمّ أن تتحرّك دولتنا لمعالجة تلوّث المياه الذي يُعتبر من المسبّبات الأساسيّة لليرقان.